لقاء الشرع ..رفع العقوبات على سوريا ..اتفاقيات ضخمة مع قطر والسعودية أية تسويات ومتغيرات ستفرزها جولة ترامب الخليجية؟

حلّ امس الرئيس الأمريكي ترامب في الدوحة ثاني محطة في جولته الخليجية

التي وصفها بالتاريخية ووقع خلالها صفقات اقتصادية وتجارية كبرى مع السعودية وقطر .

ولئن طغى الجانب التجاري على زيارة الرئيس الأمريكي الا ان العناوين السياسية كانت حاضرة أولها اللقاء الأول بينه وبين الرئيس السوري احمد الشرع الملقب بالجولاني والذي كان حتى الامس القريب مصنفا على لائحة الإرهاب الامريكية . استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، إلى جانب توقيع صفقات تسلح أمريكية بقيمة 142 مليار دولار وغيرها من الصفقات الكبرى التي وقعها ترامب في زيارة تكشف عن متغيرات كبرى وتسويات في قادم الأيام . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هو الثمن الذي سيفرز عن هذه الزيارة وهل ستنجح ضغوطات ترامب على القادة الخليجيين للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ؟

استثمارات ضخمة
ووفق تقارير من المتوقع أن تكشف قطر خلال زيارة ترامب للدوحة التي بدأها أمس عن حزمة استثمارات ضخمة تشمل صفقة شراء نحو 100 طائرة من طراز بوينغ، وفق مصادر مطلعة. وأكد البيت الأبيض أنّ قطر قدمت هدية غير مسبوقة للرئيس الأمريكي: طائرة بوينغ 747-8 فاخرة. وأثارت الهدية موجة انتقادات من الديمقراطيين في أمريكا وتحذيرات من شبهة تضارب مصالح ، ليؤكد ترامب في تصريحات أن الطائرة مقدمة لوزارة الدفاع البنتاغون.
ومن المقرر أن يتوجه ترامب بعد قطر إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أن يعود إلى واشنطن يوم الجمعة. لكن الرئيس الأمريكي ألمح إلى احتمال توجهه إلى تركيا لحضور اجتماع محتمل يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة جديدة لدفع جهود الوساطة في الحرب المستمرة منذ سنوات في أوكرانيا.

لقاء الشرع
وفي خطوة غير متوقعة تمثل تحولا جذريا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من السعودية ، رفع جميع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية التي يقودها الرئيس أحمد الشرع، الزعيم السابق لجبهة النصرة. وجاء الإعلان خلال قمة جمعت ترامب بزعماء دول الخليج في العاصمة السعودية، حيث التقى الرئيس الأمريكي بالشرع على هامش القمة في مشهد نادر. وفتحت المصافحة العلنية بين ترامب والشرع، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، باب التكهنات حول بداية فصل جديد من العلاقات بين واشنطن ودمشق. وأكد متحدث باسم البيت الأبيض أن ترامب ناقش مع الشرع إمكانية تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، رغم تحفظات من الجانبين.
ومثل رفع العقوبات الأمريكية، والذي أثنى عليه ولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دفعة قوية لحكومة الشرع التي لا تزال تواجه تحديات داخلية، أبرزها الهجمات التي وقعت في مارس بين قوات موالية للنظام السابق وفصائل إسلامية، وأدت إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين.
بالإضافة إلى الجانب السياسي، شهدت زيارة ترامب إلى الخليج زخما اقتصاديا كبيرا. فقد أعلنت السعودية عن استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، إلى جانب توقيع صفقات تسلح أمريكية بقيمة 142 مليار دولار.
ضغوطات التطبيع
لقاء ترامب - الشرع، ورفع العقوبات عن دمشق، يسلطان الضوء على تحول غير تقليدي في السياسة الخارجية الأمريكية، تدفعه تحالفات شخصية أكثر من التقاليد الدبلوماسية، وتفتح الباب أمام تحالفات إقليمية جديدة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر والمصالح المتداخلة.
وعلى صعيد متصل دعا ترامب الشرع إلى الانضمام إلى "اتفاقيات إبراهام"، التي تطبع العلاقات بين "إسرائيل" وعدد من الدول العربية. غير أنّ مصادر دبلوماسية أكّدت أنّ السعودية ترفض ربط أي تقدم في هذا الملف دون "وقف شامل لإطلاق النار في غزة، وخريطة طريق جادة نحو إقامة دولة فلسطينية"، في ظل تنامي الغضب الشعبي العربي من السياسات الإسرائيلية والحرب المستمرة في القطاع.
وخلال القمة، أعلن وزير الخارجية السعودي أن العلاقة مع واشنطن "إستراتيجية" لكنها "مرتكزة على مبدأ مصالح المملكة أولاً". وأكد أنّ الرياض وواشنطن اتفقتا على "ضرورة وقف الحرب في غزة"، وركّزت المحادثات الثنائية على ملفات الاستثمار، الدفاع، والطاقة المستدامة.
وفي تصريح مثير للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "حلمه" بانضمام المملكة العربية السعودية إلى "اتفاقيات إبراهيم"، واضعا بذلك مجددا ورقة التطبيع على الطاولة، في لحظة سياسية حساسة يختلط فيها النفوذ الأمريكي المتراجع، بالتحولات الجذرية في المنطقة العربية.
لكن تصريحه الأخير أن "السعودية ستنضم عندما تكون مستعدة"، يعكس تراجعا ضمنيا عن نبرة الضغط التي استخدمها خلال فترته الرئاسية، ويعترف ضمنا بأن الملف بات في ملعب الرياض لا واشنطن.ووفق مراقبين فإنّ المملكة، من جهتها، لا تتعامل مع التطبيع كخيار أيديولوجي أو خضوع لإملاء، بل كمحصلة لحسابات دقيقة ترتبط بالشرعية الإقليمية والدينية ، مما يجعل أي تقارب مع إسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية عبئا داخليا وخارجيا.وأيضا مسؤوليتها أمام الرأي العام العربي، فالحرب المستمرة في غزة، والصور اليومية لمعاناة المدنيين، تجعل أي خطوة نحو ''إسرائيل'' دون مكاسب ملموسة للفلسطينيين مخاطرة دبلوماسية. علاوة على التوازن بين القوى الكبرى إذ تلعب السعودية تلعب على خط التوازن بين واشنطن وبكين، ولا ترى مصلحة في أن يُنظر إليها كأداة ضمن مشاريع التطبيع السياسي الأمريكي، بل كمركز ثقل إقليمي يفرض شروطه.
قمة الرياض الخليجية-الأمريكية
وشهدت العاصمة السعودية الرياض انعقاد القمة الخليجية الأمريكية برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حدث حمل دلالات عميقة حول مستقبل المنطقة وسط أزمات متصاعدة وتحولات دولية متسارعة. وقد شكلت القمة منصة لتقاطع الرؤى الخليجية-الأمريكية تجاه أبرز القضايا الساخنة، من الحرب في غزة إلى الملف الإيراني واللبناني، مروراً بالعلاقات مع سوريا ومستقبل الاتفاقات الإبراهيمية.
خلال كلمته الافتتاحية، أكد ولي العهد السعودي أن القمة تعكس التزاماً مشتركاً بتعزيز التعاون والعمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة.لكن اللافت في كلمته كان الإشادة بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، ما قد يُقرأ كتغير في التعاطي الخليجي حيال دمشق، وتلميح إلى دعم خطوات إعادة تأهيل النظام السوري ضمن الإطار العربي، لا سيما بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس التركي أردوغان الذي كان حاضرا عبر الهاتف.كما شدد ابن سلمان على أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، في رسالة غير مباشرة لحزب الله.أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد ركز هجومه على إدارة سلفه جو بايدن، متهماً إياها بالتسبب بـ"فوضى" في المنطقة عبر التراخي مع إيران. تصريحات ترامب جاءت في سياق سعيه لإعادة فرض رؤيته الصارمة تجاه طهران، عبر التشديد على منعها من امتلاك سلاح نووي وفرض عقوبات رادعة.ويرى مراقبون أن تصريحه بشأن رغبته في "صفقة مع إيران" يفتح الباب أمام احتمال التفاوض، لكنه مشروط بتغيير سلوك طهران، خاصة فيما يتعلق بدعم الجماعات المسلحة في الإقليم، وهو شرط يتقاطع مع المطالب الخليجية التي ترى في النفوذ الإيراني خطراً مباشراً على أمنها.غزة ولبنان
فيما يخص الحرب في غزة، دعا ترامب إلى الإفراج عن جميع الرهائن، والعمل من أجل إحلال السلام، بمساعدة قادة القمة. لكنه لم يوضح ما إذا كانت واشنطن ستضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، ما يترك الموقف الأمريكي محصورا في الإطار الإنساني أكثر منه السياسي.أما في الملف اللبناني، فقد أبدى ترامب دعما واضحا للمؤسسات الشرعية، مشيراً إلى فرصة لبناء "دولة مستقرة" بعيدة عن هيمنة حزب الله. هذه الإشارة تعكس فهما أمريكيا متجددا لديناميكيات الداخل اللبناني، واستعدادا لدعم مخرجات إصلاحية إذا ما توفرت الإرادة المحلية.
وأكد باحثون أن قمة الرياض جاءت محملة برسائل إستراتيجية تتجاوز اللحظة الراهنة. فبينما تسعى السعودية إلى توازن دقيق بين التهدئة والانفتاح، يبدو ترامب عازما على إعادة تشكيل ملامح الشرق الأوسط في ولايته الثانية، عبر إعادة تصدير نفسه كقائد حازم في مواجهة إيران، وداعم لحلفاء واشنطن التقليديين.
كلمة البحرين والكويت وعمان
من جهته، قال ملك البحرين إن مشاركة الرئيس الأمريكي بالقمة تؤكد على عمق الشراكة الإستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة.
وأعرب ملك البحرين عن تقديره لمساعي ترامب الدبلوماسية لتعزيز السلام والاستقرار وحل النزاعات في المنطقة والعالم، وهو ما يتوافق مع الدعوة الجماعية العربية للسلام.في حين، أشار أمير الكويت إلى أن اجتماع اليوم ينعقد في ظروف بالغة التعقيد تشهد تصاعدا في الأزمات والنزاعات والتحديات غير التقليدية.وأضاف أن الكويت تتطلع إلى استثمارات مشتركة مع الولايات المتحدة في البنية التحتية الذكية ومجالات أخرى وفق الجزيرة نت.
بدوره، أعرب نائب رئيس الوزراء العماني في أن يسهم الاجتماع في تشكيل ملامح أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديد مسار من الاستقرار والازدهار للجميع.وعقب اجتماع القمة، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي الاتفاق على ضرورة وقف الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن وتدفق المساعدات الإنسانية، والعمل على تحقيق سلام عادل ودائم، وحل الدولتين.وجددت القمة تعزيز التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة من أجل استقرار المنطقة.وقال وزير الخارجية السعودي إن زيارة ترامب عبرت عن عمق الشراكة الإستراتيجية والسعي للعمل الجاد لإيجاد حلول للأزمات.
أمير قطر يستقبل ترامب
واستقبل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الدوحة، يوم أمس الأربعاء، في زيارة تاريخية كونها الزيارة الثانية لرئيس أمريكي إلى قطر منذ زيارة الرئيس الأسبق جورج بوش في 2003. هذه الزيارة تأتي في إطار الجولة الخليجية التي بدأها ترامب يوم الثلاثاء في السعودية، ومن المقرر أن تشمل الإمارات أيضا.

وتبادل الزعيمان الأحاديث الودية في مراسم الاستقبال التي تمت في الديوان الأميري بالدوحة، وتصافحا مع وفدي البلدين. وتلا هذه المراسم، محادثات ثنائية تناولت القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن سبل تعزيز التعاون المشترك.
ووقعت قطر والولايات المتحدة،أمس الأربعاء، اتفاقية لشراء 160 طائرة بوينغ بأكثر من 200 مليار دولار، بحضور الأمير تميم بن حمد آل ثاني والرئيس دونالد ترامب.جاء ذلك خلال مراسم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين عقب مباحثات بين الأمير تميم والرئيس ترامب.وبعد التوقيع في الديوان الأميري القطري بالدوحة، قال ترامب: "وقعنا مع قطر اتفاقية بأكثر من 200 مليار دولار لشراء 160 طائرة بوينغ".
وخلال الاجتماع، أشار أمير قطر إلى أهمية إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً للرئيس الأمريكي: "جميعنا يريد إحلال السلام في المنطقة ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة". وأضاف أمير قطر: "أعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة"، معتبراً أن التعاون بين الدوحة وواشنطن يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق ذلك، سواء في الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
من جهته، أكد الرئيس ترامب على قوة العلاقات بين البلدين، قائلا: "أحببنا بعضنا البعض وعملنا معا على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم". وأشاد بالدور القطري في مساعدة الولايات المتحدة في عدد من الملفات السياسية والأمنية الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بالنزاع بين روسيا وأوكرانيا.
هذه الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للمنطقة، حيث تتطلع الدوحة إلى تعزيز دورها الوسيط في القضايا الإقليمية، خاصة في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة وحرب الإبادة التي تشنها اسرائيل. في هذا السياق، أشار ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إلى أن زيارة ترامب تمثل فرصة لتوحيد الجهود الدولية من أجل دفع عملية السلام وإنهاء التصعيد في غزة، مع التركيز على المسار السياسي وتوفير الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات.
كما أفاد البيان الصادر عن الديوان الأميري أن المباحثات بين الجانبين تناولت مجموعة من القضايا الهامة، بما في ذلك التعاون الأمني والدفاعي، إلى جانب التطورات في غزة والقضية الفلسطينية. وتشير التقارير إلى أن الزيارة ستستمر لمدة يومين، ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى مزيد من الاتفاقات بين الجانبين.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115