والحد نسبيا من ارتفاع التبعية إلى التوريد وما ينجر عنه من ارتفاع العجز التجاري واستنزاف للعملة الصعبة والوقوع ضمن دائرة مخاطر تقلبات الأسواق ويعد الموسم 2024/2025 بالنسبة للزراعات الكبرى في تونس جيد نظرا لتحسن التساقطات وبدا الحديث عن ضرورة الاستعداد لعملية التجميع والخزن لإنجاح الموسم.
قال شكري الدجبي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة في تصريح للمغرب أن طاقة الخزن إجمالا تتجاوز 14 مليون قنطار تتوزع بين 7 مليون و600 ألف قنطار لدى منوبي الديوان الوطني للحبوب و7 مليون قنطار لدى المصنعين والمحولين وباعتبار أن الموسم الحالي جيد لكن يمكن التأكيد على أنها لن تكون صابة قياسية وفق تعبيره فانه من المتوقع إنجاح عملية الخزن .
وارجع المتحدث الضغط الذي تعيشه مراكز التجميع في السنوات الأخيرة إلى أن فترات الحصاد تغيرت حيث كانت سابقا تتم من منتصف شهر ماي إلى 10 من شهر سبتمبر الأمر الذي يسمح بعمليات تجميع وخزن يسيرة لكن اليوم أصبحت فترة الحصاد تتم في شهرين مما يخلق فترة ضغط عالي على مراكز التجميع وان كانت طاقة التخزين جيدة.
وعن تجميع الحبوب في الهواء قال المتحدث إن التجميع بهذه الطريقة يكون بصفة وقتية وان الشعير فقط يتم تجميعه في الهواء الطلق باعتبار المنتجين غير ملزمين بتسويقه لديوان الحبوب الأمر الذي يسمح لهم بتسويقه بصفة فردية إذا وجدت أسعار أفضل .
من جهة اخرى تعد طاقة التخزين وتجنب التبذير ابرز التحديات باعتبار اهمية الانتاج المحلي من الحبوب امام ارتفاع التبعية للتوريد التي تصل الى 60% وما ينتج عنها من تأثرا باضطراب الاسواق العالمية وارتفاع الأسعار في بعض الفترات.
في دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة مع شركائها في تونس للموسم 2016 و2017 أكدت أن الدراسة أظهرت أن نسـبة الضيـاع فـي صوامـع الحبـوب والأحواض الأسترالية تتجـاوز 70% مـن مجمـوع الضيـاع عنـد التخزيـن، وذلـك نتيجـة سـوء التخزيـن ووضـع حبـوب القمـح عرضـة للإصابة بالحشـرات والقـوارض. وتـؤدي هـذه العوامـل إلـى تلـف حبـوب القمـح وانخفـاض قيمتهـا الغذائيـة وارتفـاع نسـبة الرمـاد فـي دقيـق القمـح بنسـب تزيـد كثيـرا عـن النسـب العاديـة.
وأضافت الدراسة إلى أن دراسات لتقييم التبذير للموسم 2016/2017 أظهرت أن نسبة الضياع في مراكز التجميع في ولاية سليانة بلغت 0.38% أي ما يعادل 2638 قنطار و 0.24% في ولاية بنزرت أي ما يعادل 3205 قنطار.