مع الانباء التي تفيد بنقل الفرقة الرابعة للاحتلال من جنوب لبنان الى غزة . فكل السيناريوهات واردة مع تلكؤ نتنياهو واصراره على عدم البدء بالمرحلة الثانية من الهدنة متسلحا بضوء اخضر أمريكي. فالساحة الفلسطينية تشهد تصعيدا خطيرا في التهديدات الإسرائيلية سواء في الضفة او في غزة، حيث أعلن وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن حكومته تعتزم تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مؤكدا أن "الأثمان التي ستدفعها حماس" ستكون عبر احتلال أراض في القطاع، واغتيال قادتها، وتدمير بنيتها التحتية بالكامل. وبحسب مصادر ، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق خطط حكومة الإحتلال الإسرائيلية لحسم الصراع مع حركة حماس عبر استهداف قادتها إلى جانب تكثيف الضغوط الميدانية على القطاع.
إلى جانب العمليات العسكرية، أعاد كاتس التلويح بخطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في إطار رؤية تتماشى مع خطة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي تضمنت مقترحات لترحيل سكان القطاع إلى دول أخرى. وهو ما اعتبره مراقبون محاولة إسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الأرض، مستغلة الصمت الدولي تجاه حرب الإبادة في غزة في ظل متغيرات إقليمية ودولية.
ويحذر محللون من أنّ التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى فرض معادلات جديدة في الصراع، من خلال توسيع السيطرة الإسرائيلية على أراض في القطاع، وتقويض أي إمكانية لاستعادة حقوق الفلسطينيين.
مخاوف فلسطينية وردود فعل غاضبة
وفي ظل هذه التهديدات، عبّرت فصائل المقاومة الفلسطينية عن استعدادها لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي جديد، محذرة من أن ''أي محاولة لاحتلال مناطق في غزة أو تنفيذ عمليات اغتيال ستُقابل برد قاس''.
كما دعت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي الممنهج"، محذرة من تداعيات خطيرة لأي تصعيد عسكري جديد على المنطقة بأسرها.
يبقى الوضع في غزة مفتوحا على جميع السيناريوهات، في ظل استمرار إسرائيل في تهديداتها وتحركاتها العسكرية، مقابل استعداد فصائل المقاومة للرد. وبينما تتصاعد حدة التوتر، يبقى التساؤل: هل تمضي إسرائيل فعلًا في تنفيذ تهديداتها، أم أن الضغوط الإقليمية والدولية ستكبح جماح التصعيد؟
فشل صهيوني
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جاءت تصريحات حركة حماس التي تحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية إفشال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لتفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول دوافع تل أبيب الحقيقية من استئناف العمليات العسكرية.
يواجه نتنياهو تحديات داخلية غير مسبوقة، حيث يتعرض لضغوط قوية من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يرفض أي اتفاق قد يُنظر إليه على أنه تنازل لصالح المقاومة الفلسطينية الصامدة. في هذا السياق، يبدو أن نتنياهو اختار الاستجابة لهذه الضغوط على حساب فرص التهدئة، في محاولة للحفاظ على تماسك حكومته الائتلافية التي تعتمد على دعم اليمين المتشدد.
إضافة إلى ذلك، يرى مراقبون إن استمرار الحرب يخدم نتنياهو في التغطية على أزماته السياسية والقضائية، خاصة مع تصاعد الدعوات داخل الكيان لمحاسبته على إخفاقات حكومته في التعامل مع الأوضاع الأمنية والاقتصادية وفشله في حربه ضد غزة .
وعلى الرغم من تزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، يبدو أن حكومة الإحتلال الإسرائيلية لن تستجيب كعادتها لمطالب المجتمع الدولي. فالتصريحات الأمريكية والأوروبية التي تدعو إلى تهدئة الأوضاع لم تقترن بإجراءات عملية تفرض على ''تل أبيب'' الالتزام بأي اتفاق مما يزيد من تعنت الأخيرة.
حماس، من جهتها، أكدت في بيانها أنها تبذل جهودا للمحافظة على حياة الأسرى الإسرائيليين، لكنها أشارت إلى أن "القصف الصهيوني العشوائي يعرض حياتهم للخطر". هذا الاتهام يضع إسرائيل أمام ضرورة التبرير للداخل وللغرب أيضا، إذ تتهم عائلات الرهائن أي أذى يلحق بالأسرى سيكون نتيجة مباشرة لقرارها باستمرار العمليات العسكرية.
هل هناك فرصة للعودة إلى التهدئة؟
مع تصاعد حدة المواجهات، يبقى السؤال المطروح هو: هل يمكن إحياء مسار التفاوض مجددا؟ يبدو أن الأمر يعتمد على مدى قدرة الوسطاء، مثل مصر وقطر، على إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار، خاصة إذا ما مارست واشنطن ضغوطا جدية على تل أبيب.
ومع ذلك، فإن استمرار الحرب قد يكون الخيار المفضل لنتنياهو في المرحلة الراهنة، طالما أنه يخدم مصالحه السياسية. لكن هذا الخيار يحمل في طياته مخاطر كبيرة، إذ قد يؤدي إلى تفاقم العزلة الدولية لإسرائيل، وتوسيع دائرة المواجهة في المنطقة إذ يبدو أن قرار استئناف الحرب كان محسوبا بدقة من قبل نتنياهو، لأسباب سياسية داخلية بالدرجة الأولى. غير أن استمرار هذا المسار قد يحمل تداعيات خطيرة، ليس فقط على الفلسطينيين بل على المنطقة كلها.
مقررة أممية: "إسرائيل تتمتع بحصانة"
أظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي استمرار نزوح أهالي مناطق شمال غزة من دون وجهة محددة، بعد تهديد الاحتلال لهم، بينما ارتكب الاحتلال جريمة حرب جديدة بتعرضه للطواقم الطبية والإسعافية، فأقدم على اختطاف 15 فردا من الإسعاف والدفاع المدني في رفح جنوب القطاع.
كذلك ذكرت وكالة فرانس براس أن مئات الفلسطينيين تظاهروا مساء في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب.
وتقول تقارير إعلامية إنه لا توجد حاليا أي مقترحات جديدة ولا مفاوضات بشأن غزة، وإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد للمرحلة التالية من عمليته في القطاع الفلسطيني.ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس أركان الاحتلال إيال زامير قوله إن الجيش سيواصل القتال بقوة لتحقيق “جميع أهداف الحرب”.
وقالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، إن إسرائيل تتمتع بحصانة وإن الدول العربية لم تفعل شيئا.
ورأت أن العرب عليهم ضغوط أمريكية لذا لا يستطيعون التحرك، وقالت إنه “على العالم العربي التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة”.
وفي إسرائيل اتسع الخلاف بين الحكومة من جهة، والمعارضة التي تحتج على إقالة رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار. وقد رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلغاء تجميد قرار حكومته إقالة بار.ويمتد الخلاف الإسرائيلي الداخلي إلى تبعات قرار حكومة اليمين الإسرائيلية باستئناف الحرب.
وفي موازاة حربها على الفلسطينيين في غزة، تشن دولة الاحتلال حربا على الفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلتين.واستشهد فلسطينيان في الضفة الغربية بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما اغتالته قوة خاصة إسرائيلية، وهو أسير محرر، في مدينة قلقيلية وذلك خلال اشتباك مسلح.كذلك استشهد مساء الثلاثاء، مواطن (41 عاما) من بلدة العيزرية، عقب إطلاق قوات الاحتلال النار عليه قرب العيزرية شرق مدينة القدس.
إسرائيل ترفض فتح جميع أروقة المسجد الإبراهيمي
من جهتها قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية، أمس الأربعاء، إن إسرائيل ترفض فتح جميع أروقة المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة للمصلين، كما جرت العادة في ليلة القدر من شهر رمضان من كل عام.
وأضاف وزير الأوقاف محمد نجم في بيان وفق الأناضول أن" الاحتلال الإسرائيلي يرفض تسليم الحرم الإبراهيمي الشريف بكافة أروقته وساحاته وأقسامه كما هو المعتاد بمناسبة ليلة القدر المباركة".
وأردف قائلا: "كما أنه يرفض فتح الباب الشرقي للمرة الرابعة خلال شهر رمضان المبارك، ويبقي أقسام الحرم مفتوحة أمام المسلمين دون الاستلام الرسمي من قبل إدارة الحرم الإبراهيمي، والتي لا تعترف باستلام الحرم منقوصا من أحد أجزاءه وأقسامه الرئيسية الهامة".
وتابع: "هذا تصرف تعسفي وسابقة خطيرة في هذا المكان المبارك، واستفزاز واضح لمشاعر المسلمين، وعدم مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف".وطالب نجم أبناء الشعب الفلسطيني بشد الرحال والمرابطة في الحرم الإبراهيمي لتأكيد الوجود الإسلامي الفلسطيني فيه، معتبرا ذلك "الطريقة المثلى لمواجهة هذا الاحتلال الغاصب في هذه الأوقات الصعبة القاسية على شعب فلسطين".
وكانت إسرائيل رفضت تسليم المسجد أيام الجمعة من شهر رمضان بحسب بيان سابق لوزارة الأوقاف الفلسطينية.ويوجد المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة في الخليل تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي إسرائيلي.وفي 1994 قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة من مساحته لليهود تضم غرفة الأذان، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا.
ومن المعتاد فتح المسجد بشكل كامل أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام؛ وهي أيام الجمعة من شهر رمضان، وليلة القدر، وعيدي الفطر والأضحى، وليلة الإسراء والمعراج، والمولد النبوي، ورأس السنة الهجرية.وكانت السلطات الإسرائيلية فرضت قيودًا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة إلى القدس الشرقية منذ بدء الإبادة في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، فيما أعلنت الشرطة نشر تعزيزات أمنية إضافية في القدس مع حلول شهر رمضان.ويعتبر الفلسطينيون هذه الإجراءات جزءا من محاولات إسرائيل لتهويد القدس الشرقية، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
تصاعد التوتر في اليمن
على صعيد متصل تتصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين في اليمن، حيث شهدت محافظة صعدة شمال غرب البلاد ليلة الثلاثاء-الأربعاء موجة من الغارات الجوية الأمريكية، ردا على ماقالت أنه استمرار الهجمات الحوثية على السفن الأمريكية في البحر الأحمر. ويشير هذا التصعيد إلى تحول استراتيجي في المواجهة بين الطرفين، من عمليات محدودة إلى مايقول مراقبون أنه سيكون بداية حرب استنزاف طويلة الأمد.
وأفادت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين بأن 17 غارة جوية استهدفت مناطق متفرقة من محافظة صعدة، بما في ذلك مديريات آل سالم وسحار ومدينة صعدة نفسها. كما تعرض مستشفى الأورام – الذي كان قيد الإنشاء – لضربتين جويتين، ما دفع وزارة الصحة الحوثية إلى وصف الهجوم بـ"جريمة حرب".
يأتي هذا القصف في إطار حملة عسكرية أمريكية مكثفة بدأت في 15 مارس ، مستهدفة مواقع قيادية وعسكرية للحوثيين. وتقول واشنطن إن هذه العمليات تهدف إلى ردع الهجمات الحوثية على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، والتي تهدد الملاحة الدولية والاستقرار الإقليمي.
من الناحية العسكرية، يمكن فهم الغارات الأمريكية على صعدة في سياق عدة أهداف منها ضرب القدرات الإستراتيجية للحوثيين حيث تسعى واشنطن إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للحوثيين ومنعهم من مواصلة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
علاوة على إضعاف القيادات الميدانية من خلال توجيه ضربات إلى مراكز قيادة الحوثيين، وهو ما ظهر في الغارة التي أودت بحياة 53 شخصا، بينهم مسؤولون بارزون في الجماعة.كما يؤكد متابعون أن الولايات المتحدة تراهن على استخدام القوة لإجبار الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق شروط جديدة، خصوصا مع تزايد الضغط الدولي على وقف التصعيد في اليمن.
على الجانب الآخر، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا مجددا حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، في تكرار لهجمات سابقة منذ بدء التصعيد. إذ يدرك الحوثيون أن استهداف السفن الأمريكية والتجارية يمنحهم ورقة مساومة قوية على المستوى الدولي.
هذا التصعيد يثير مخاوف من توسع الحرب في اليمن إلى صراع إقليمي أوسع. فقد يؤدي استمرار الهجمات الحوثية إلى دفع الولايات المتحدة إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية. كما أن تفاقم التوتر في البحر الأحمر يهدد أمن التجارة الدولية، مما قد يدفع أطرافا أخرى إلى التدخل لحماية مصالحها الاقتصادية.
على المستوى المحلي، تزداد الأوضاع الإنسانية سوءا مع استمرار القصف الأمريكي والهجمات الحوثية، حيث يعاني اليمن من أزمة إنسانية خانقة بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات. ومن شأن أي تصعيد إضافي أن يعقد جهود التهدئة لا فقط في اليمن بل أيضا في غزة سواء عبر الوساطات الإقليمية أو الأمم المتحدة.