لئن كان المناخ الاجتماعي المسؤول الأول على تعثر القطاع إلا انه وبعد أن هدأت الأوضاع الاجتماعية بدأت عوامل أخرى تظهر وتؤثر في الإنتاج على غرار إشكالية النقل وتجديد المعدات.لا يقتصر تراجع قطاع الفسفاط على الإنتاج فقط بل إن التراجع يشمل كل الحلقات إذ جاء في آخر تقرير سنوي نشرته شركة فسفاط قفصة ويعود إلى سنة 2014 إلى تراجع الاستخراج من 13 مليون طن في 2010 إلى 5 مليون طن في 2014 وكذلك تراجع الإنتاج من 8 مليون طن إلى 3.5 مليون طن وهو معدل إنتاج متقارب مما يتم تحقيقه إلى اليوم الوسق أيضا تراجع من 7 مليون طن إلى 4 مليون طن وهو ما يفسر تراجع الإنتاج في المجمع الكيميائي وتوقفه عن العمل في بعض الفترات نتيجة توقف كلي لعمليات الوسق.
اليوم وبعد أن هدأ المناخ الاجتماعي ولم تعد منطقة الإنتاج تشهد الاضطرابات التي شهدتها في السنوات الموالية ل 2010 فان تواصل الأداء المتواضع هو نتيجة اقتصار تونس على 50% من طاقتها الإنتاجية وفق حديث سابق لوزيرة الصناعة والمناجم والطاقة.
حجم المبيعات سواءا الموجهة للسوق المحلية أو الموجهة للتصدير تراجعت بشكل كبير حيث كانت المبيعات المحلية في سنة 2010 تقدر 6.6 مليون طن و699 ألف طن موجهة للتصدير. فيما بدأت بعد ذلك موجة تراجع كبير إذ نزلت المبيعات المحلية إلى 4 مليون طن و 84 ألف طن للتصدير في 2014 وكان أدنى معدل تصدير تم تسجيله في 2013 ب 30 ألف طن وكانت تلك السنوات قد شهدت ذروة الاحتجاجات الاجتماعية.
ووفق المشروع السنوي للقدرة على الأداء من المتوقع أن تبلغ ميزانية برنامج المناجم لسنة 2025 حوالي 10.935 مليون دينار بزيادة قدرها 38 % مقارنة بميزانية قانون المالية لسنة 2023 والمقدرة بـ 7.911 مليون دينار. وذلك باحتساب الموارد الذاتية للديوان الوطني للمناجم المقدرة بــ 220 ألف دينار . كما أشار البرنامج إلى الميزانية ستشهد في سنوات 2026 و2027 ارتفاعا ملحوظا نتيجة زيادة الأنشطة والتدخلات المبرمجة التي يقوم بها الديوان الوطني للمناجم، وهذا يمكن أن يعكس النمو المستدام أو تطوير نشاطاتها والمشاريع التي تعمل عليها.
وكانت شركة فسفاط قفصة قد تمكنت خلال سنة 2024 من إنتاج 3 ملاين و30 ألف طن من الفسفاط التجاري على أن يصل الإنتاج هذا العام إلى 5 مليون طن.
ومن المنتظر أن تشهد سنة 2025 العودة التدريجية لنسق الإنتاج خاصة مع التحسن النسبي للأوضاع الاجتماعية بالحوض المنجمي، بالإضافة إلى تحسين نسق النقل الحديدي للفسفاط. كما ينتظر دعم مجهود الاستثمار لتلافي التأخير الحاصل على مستوى المشاريع الكبرى خاصة مشروع أم الخشب ومشروع فسفاط المكناسي والانطلاق في انجاز المشاريع الجديدة ومنها خاصة دراسة مشروع النقل الهيدروليكي وإنجاز وحدة الإنتاج الجديدة بأم الخشب 2 بالإضافة إلى تأهيل المغاسل ووحدات الإنتاج.