اختتام تظاهرة تظاهرة circuit théâtre بسليانة كبر الحلم وتحوّلت الفكرة المجنونة الى حقيقة مدهشة

تصنع الفنون الدهشة وتأثر على المتلقي، تساهم الفنون في نحت شخصية الطفل وتكوينها

وتعتبر الفنون افضل الوسائل لتعليم الطفل ابجديات الحياة وقيم المواطنة والدفاع عن حقوقه، وتظاهرة المسلك المسرحي بسليانة تظاهرة رائدة تدافع عن فكرة المسرح للجميع.

ويسعى القائمين عليها لتحقيق مقولة الثقافة للجميع والمساهمة في تشييد حلم "المسرح الشعبي" الذي يزال حلما طوباويا لكنه حلم ممكن تشييده إذا ما ارتبط ارتباطا وثيقا بالتربية منذ مهاد الطفولة الأول" كما كتب الدكتور عبد الحليم المسعودي في تعليقه على التظاهرة التي جمعت الموسيقى والمسرح والعروض التنشيطية في المدارس الابتدائية..

المسلك المسرحي تظاهرة رائدة وجب دعمها وترسيخها

بين ربوع ولاية سليانة تواصلت اللقاءات بين فنانين مسرحيين وتلاميذ المدارس الابتدائية الريفية، لقاءات مختلفة انطلقت من تجربة رائدة وملتزمة والتظاهرة مشروع نموذجي انطلق الى المدارس الجبلية والعمق الريفي لسليانة، تظاهرة توصل المسرح الى اماكن شبه معزولة ثقافيا حسب تصريح توفيق قسومي مدير مركز الفنون الركحية القصرين، مضيفا " التظاهرة تستحق الكثير من الدعم واللوجيستيك وفخور جدا بهذا الاكتشاف".
والدورة الرابعة امتداد للحلم ومواصلة لمشروع ثقافي وتربوي كان "حلما ان نلامس اطراف الارياف وجميل ان يتمازج التربوي بالثقافي، كلنا امل ليتواصل المشوار باعتبارها رحلة ومراكمة لهذا الفعل الثقافي، وسنحاول تجذير هذا المشروع وتطويره ونأمل ان تشاركنا مؤسسات اخرى في هذا الحلم الفريد" كما تحدث السيد فوزي بركاتي رفيق الرحلة منذ الدورة الاولى والمكرّم في حفل اختتام تظاهرة المسلك المسرحي.
لامست التظاهرة في دورتها الرابعة 8مؤسسات تربوية واستفاد منها 1500تلميذ في المدارس الابتدائية و500تلميذ في اعدادية الحبابسة وذلك في اطار تكافئ الفرص بين المؤسسات المستفيدة من العروض الثقافية لانّ الثقافة مهمة جدا في حياة التلميذ وتحببه في المؤسسة التربوية والتواصل مع الاطار التربوي ما يضمن نتائج دراسية جيدة كما جاء في تصريح السيد منير الفريجي.
قدم في الدورة الرابعة مجموعة من العروض المسرحية ومن بينها عرض "حجا وعبابث الخرافة" انتاج فضاء ارسطوفانيس بواد الزرقاء، وبين المشروعين تكامل فكلاهما يدافع عن حق الطفل لريفي في الثقافة ف " نحن شركاء في مشروع لامركزية الثقافة ومنخرطين في دمقرطة الثقافة وفي ارسطوفانيس نعمل بسؤال كيف نوصل المادة الثقافية الى الطفل التونسي اينما وجد ومن واجبنا ان تصل الثقافة الى المتلقي" كما جاء في تصريح خبيب العياري صاحب فضاء ارسطوفانيس الذي اكد انّ المسلك المسرحي تظاهرة رائدة وجب تثمينها ومزيد العمل لترسخ اكثر في المنظومة الثقافية التونسية.

سليم بلهيبة ومطاع صمادحي قناصي الدهشة

نعيش اليوم في عصر الصورة، فالصورة الفوتوغرافية والفيديو باتا المحمل الثقافي والسوسيولوجي للمصور والمتلقي، والصورة اصبحت الرابط الابرز بين صناع الفرجة ومتلقيها، للصورة تاثيرها المباشر والعظيم في الانسان ومنذ القديم كانت الصورة البدائية (الرسم على الكهوف) ثم الرسم والنحت وصولا الى الصورة الفوتوغرافية سلاح يسلط عبره الضوء على الحدث سياسيا كان او ثقافيا، الصورة عالم فسيح يختزل ملايين الكلمات واهتماما بقيمة الصورة ورمزيتها اختارت تظاهرة المسلك المسرحي التعويل على هذا الفن ليكون اصدق الوثائق للتعريف بالتظاهرة وإبراز حساسيتها ومدى جماليات التفاعل بين الصورة والفيديو كمحمل جمالي ثقافي والمستفيدين من المادة الابداعية المقدمة.
تظاهرة المسلك المسرحي وطيلة دوراتها الاربعة قدمت المساحة لتكون الصورة السبيل لاكتشاف التظاهرة وخصوصياتها ومدى تاثيرها في الطفل، الصورة تنطلق منذ المعلقة الى تصوير العروض ثم المونتاج لتلخيص احداث الفعاليات عملية ابداعية يشرف عليها قناص السعادة المخرج السينمائي سليم بلهيبة.
معلقات منذ الدورة الولى تختزل جماليات الفرحة وتبثّ في متلقيها طاقة طفولية تتغير بعض المكونات البصرية لكن الرمزية واحدة ابراز قيمة الطفل واهمية الفنون لديه، سليم بلهيبة مخرج سينمائي عمل كثيرا على الاطفال وكان رفيق المشروع، وبمعداته السينمائية طيلة دورات المهرجان يوثق العروض وتفاصيلها ويختزل اللقاءات المدهشة بين الطفل والفرجة بالفيديو، الفيديوهات جميعها افلام وثائقية قصيرة، كل فيديو يمكن ان يكون فيلما مستقلا يعرّف بالمكان ويقدم جماليات سينمائية ومؤثرات موسيقية ولقطات مبهرة يبدع بلهيبة في اقتناصها.
بالاضافة الى الفيديو للصورة الفوتوغرافية تثيرها في المتلقي والصور من علامات نجاح تظاهرة المسلك المسرحي ووصولها الى عدد اكبر مكن الجماهير، في كل دورة هناك ثماني مؤسسات تربوية تستفيد من العروض، لكل مدرسة البوم صور خاص يقتنصها ابن السينما وابن الجهة مطاع صمادحي، صور تختزل الكثير من الحكايات، بعضها لنظرات الدهشة واخرى للتفاعل بين الطفل والعرض المسرحي وثالثة لاجيال مختلفة تشاهد بدورها ولاول مرة عرض مسرحي، صور لجمال ريفي مميز ولنظرات اعتراف حقيقية يرسلها الطفل الى الجميع، تلك النظرات الصادقة والمدهشة تلتقطها كاميرا مطاع صمادحي بحساسية طفل وحنكة فنان لتكون الصورة ابرز الحقائق التي تبرز مدى نجاح فعاليات تظاهرة المسلك المسرحي وقدرة الفن على صناعة الدهشة عند الطفل والكهل، فالجميع يصبح طفلا يلاعب احلامه امام قوة الفن وسحر الفرجة.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115