آلية الاصلاحات مقابل الإقراض أثارت احتجاجات أحيانا سلمية وأحيانا دموية في عدة بلدان: تونس تدعو إلى تكييف آليات تدخل صندوق النقد الدولي بما يتناسب مع الاحتياجات الخاصة لكل دولة

أعاد فتحي زهير النوري محافظ البنك المركزي التونسي دعوته للمؤسسات المالية الدولية لتكييف آليات تدخلها

بما يتناسب مع احتياجات هذه البلدان وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه البلدان التي أبرمت برامج ثنائية مع صندوق النقد الدولي صعوبات في تطبيق البرامج التي تحصلت بموجبها على قروض من المؤسسة الدولية.

كانت تونس قد رفضت التقدم في البرنامج الثنائي مع صندوق النقد الدولي وقد قال رئيس الجمهورية قيس سعيد ان الشروط الصندوق تمس بالسلم الأهلي، وكان البرنامج بين تونس والمؤسسة الدولية قد توقف في مستوى اتفاق الخبراء الممضى منذ منتصف اكتوبر 2022 ومن بين الإصلاحات التي تضمنها البرنامج زيادة العدالة الضريبية وتقليص فاتورة الأجور والإلغاء التدريجي للدعم المعمم على الأسعار وإصلاح المؤسسات العمومية وإصدار قانون جديد لتنظيم هذه المؤسسات وترشيد الحوافز الاستثمارية وتبسيطها .
بعد اسابيع قليلة من دعوة محافظ البنك المركزي التونسي الى مراجعة اليات تدخل صندوق النقد الدولي وذلك خلال أعمال المؤتمر المصرفي العالمي 2024 الذي أشار خلاله إلى أن تمويل المؤسسات الدولية والتعاون الثنائي يتطلبان في بعض الأحيان شروطا صارمة بما تؤثر على إمكانية التمويل من الأسواق المالية التي ترتبط بوكالات الترقيم السيادي. ودعا إلى إعادة النظر في النهج العالمي المتبع في مجال تمويل التنمية المستدامة لزيادة قدرته على تمويل الدول النامية، كرر فتحي زهير النوري خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي دعوته الى إعادة النظر في الاليات المعتمدة حاليا من قبل صندوق النقد الدولي من أجل مراعاة أفضل لتنوع وتعقيد التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلدان الأعضاء وتكييف آليات تدخل الصندوق بما يتناسب مع الاحتياجات الخاصة لكل دولة .

وشدد في هذا الصدد على أهمية التقييم الذاتي المستمر لصندوق النقد الدولي لاستعادة ثقة الدول الأعضاء فيه واستخلاص الدروس من تجارب الماضي مع التذكير بالآثار السلبية لبعض الإجراءات التقشفية المفروضة والتي أدت في كثير من الحالات إلى تفاقم المشكلة ونتج عنها الركود في بعض البلدان مما أثار التوترات الاجتماعية.
وتعد مصر من بين البلدان التي بدأت اثار البرنامج الثنائي مع صندوق النقد الدولي تتكشف اكثر فأكثر مع تقدم البرنامج الذي أمضته مصر مع المؤسّسة الدولية وحصلت بموجبه على قرض بحجم 8 مليار دولار فقد ارتفعت أسعار الوقود كما رعت مصر الصيف الماضي سعر الخبز المدعم ب 300% وقد هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن مصر قد تضطر إلى إعادة تقييم برنامجها مع صندوق النقد الدولي إذا لم تأخذ المؤسسات الدولية في اعتبارها التحديات غير العادية التي تواجهها البلاد. وينص البرنامج على تخفيض دعم المحروقات ومنتجات أخرى وتحرير الجنيه المصري.
ومن المنتظر ان تصل قالت كريستالينا غورغيفا مديرة صندوق النقد الدولي، الخميس المقبل إلى مصر للاطلاع عن كثب على الوضع الاقتصادي حسب تصريحها.
باكستان بدورها تشهد موجة من الاحتجاجات مع ارتفاع الضرائب التي يتم تنفيذها في إطار برنامج انقاد مع صندوق النقد الدولي كما أدت الشروط المصابة للبرنامج الى ارتفاع تكاليف المعيشة في باكستان أثناء تنفيذها برنامج إنقاذ مع المؤسسة الدولية.
وفي الصيف المنقضي شهدت كينيا احتجاجات دموية ضد الزيادات في الضرائب نتيجة برنامج إصلاحي مع صندوق النقد الدولي تم إمضاؤه في 2021 ويمتد على 38 شهرا وكان تعليق صندوق النقد الدولي على هذه الاحتجاجات انه يهدف إلى تحسين الآفاق الاقتصادية لدولة كينيا ورفاهية شعبها.
ولا تحظى البرامج الإصلاحية بين الحكومات في البلدان التي تعاني أزمات اقتصادية وصندوق النقد الدولي بالترحيب الشعبي حيث تشهد اغلبها احتجاجات عند بداية تطبيق الاصطلاحات التي عادة تمس القدرة الشرائية للمواطنين بالتّرفيع في أسعار عديد المنتوجات الغذائية والطاقية.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115