صدمة داخل ''إسرائيل'' .. وموقف أمريكي يكرّس ازدواجية المعايير الدعوة لتوقيف نتنياهو .. انعطافة تاريخية نحو محاسبة الإحتلال

أثار الموقف الأمريكي من دعوة الجنائية الدولية لإصدار بطاقة توقيف ضد رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب في حكومته ،

جدلا كبيرا في الوسط الحقوقي الدولي، إذ وصفت واشنطن طلب المحكمة الدولية بالـ"مخزي" وهو موقف اعتبره محللون تكريسا لازدواجية المعايير التي تتبعها الإدارة البيضاوية في تعاملها مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وترجيحها لكفة الإحتلال الصهيوني على حساب أصحاب الأرض.

وقالت أمريكا في موقفها على لسان روبرت وود، نائب المبعوث الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة،أنّ طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بالـ "مخزي".جاء ذلك في معرض رده على سؤال الأناضول: "عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قالت إدارتكم إنها تؤيدها بالكامل، وأفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعزمه دعم القضية. لا إسرائيل ولا روسيا عضوان في المحكمة الجنائية الدولية، فلماذا تتبعون سياسة مختلفة؟".وقال وود إن "هدف الزعيم الروسي بوتين كان واضحا للغاية عندما غزا أوكرانيا، لقد ارتكب جرائم فظيعة، ليس من الجيد إجراء مقارنات".
وتابع: "تخوض إسرائيل حربا دفاعا عن النفس، روسيا لم تبدأ حربا للدفاع عن نفسها، هذه حرب عدوانية وهي مستمرة كل يوم، يمكنك أن تسأل الشعب الأوكراني"
ولطالما أعلنت واشنطن عن قناعتها بأن العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل، بقيادة نتنياهو، كانت في إطار الدفاع عن الأمن القومي للبلاد، وبالتالي لا تستحق محاكمة دولية. ويرى مراقبون أن موقف الولايات المتحدة يأتي بالنظر إلى إسرائيل كحليف استراتيجي وشريك في المنطقة، مما يجعلها تعتبر أن فتح تحقيقات ضد نتنياهو ضارا بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.ومع ذلك، فإن هذا الموقف الأمريكي أثار انتقادات شديدة من قبل دول ومنظمات دولية تروج لمبادئ العدالة الدولية. إذ يؤكد المجتمع الدولي أن إسرائيل يجب أن تكون مسؤولة عن أفعالها، بغض النظر عن العوامل السياسية الخارجية.

وطلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الحصول على مذكرات توقيف ضدّ نتانياهو ووزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بتهم جرائم تشمل "التجويع" و"القتل العمد" و"الإبادة و/أو القتل".
وكشف مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الثلاثاء، النقاب عن تلقّيه تهديدات أثناء إجرائه تحقيقات ضد مسؤولين إسرائيليين، وعن أنه قيل له إن المحكمة "أُنشئت من أجل إفريقيا والبلطجية وليس لمحاسبة الغرب وحلفائه".وقال خان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "تحدث معي بعض القادة المنتخبين (لم يحدد هويتهم) وكانوا صريحين للغاية، وقال لي أحد كبار القادة: هذه المحكمة بُنيت لإفريقيا وللبلطجية مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".وانتقد خان تلك التصرفات قائلا: "الأمور لا تسير على هذا النحو، يجب أن تكون هذه المحكمة انتصارًا للقانون على السلطة والقوة الغاشمة: خذ ما تستطيع وما تريد، وافعل ما شئت".
وأضاف أن التهم الموجهة لنتنياهو وغالانت تشمل "التسبب في الإبادة، واستخدام التجويع كوسيلة للحرب من خلال منع إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدًا في الصراع".وقال خان خلال المقابلة ذاتها، إن التهم الموجهة إلى السنوار وهنية والضيف تشمل "الإبادة والقتل واحتجاز الرهائن والاغتصاب والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز".وتابع أن "لا أحد فوق القانون"، مشيرا إلى أنه إذا لم تتفق إسرائيل مع المحكمة الجنائية الدولية، "فلهم الحرية في الطعن في اختصاصها أمام قضاة المحكمة".
والاثنين، زعم متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن المحكمة ليس لديها ولاية قضائية على أي من الطرفين في هذه القضية، وأن إسرائيل وحدها يمكنها محاسبة أو قتل قادة حماس، وأن فلسطين يمكنها اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية عندما تصبح دولة مستقلة، أما الآن فليس أمامها سوى عدالة المحاكم الإسرائيلية".
مزاعم أمريكية

من جانبه زعم متحدث الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن إسرائيل وحدها من يمكنها "محاسبة أو قتل قادة حماس"، وأن فلسطين يمكنها اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية عندما تصبح دولة مستقلة، أما الآن فليس أمامها سوى "عدالة المحاكم الإسرائيلية".جاء ذلك في إحاطة صحفية من مقر الوزارة، ردا على سؤال حول موقف واشنطن من توجه المحكمة الجنائية الدولية نحو إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين وقادة من حركة حماس.
وقال ميلر: "نحن بالتأكيد نعتقد أنه ينبغي محاسبة حماس، إما أن يكون هذا بواسطة مواصلة الحرب أو من خلال قتلهم، أو تقديمهم للعدالة في محكمة إسرائيلية".وتابع: "لا نعتقد أن المحكمة الجنائية الدولية لديها ولاية قضائية على أي من الطرفين في هذه القضية، لأن الشعب الفلسطيني لا تمثلهم دولة، وهذا يتضمن قادة حماس".
وأكمل: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحكم على ما إذا كان شخص قد ارتكب جريمة حرب بشكل يمثل انتهاكًا لقواعد سلوك الجيش الإسرائيلي".
وذكر ميلر أن "المحكمة الجنائية الدولية أنشئت لتكون الملاذ الأخير في حال لم تحاسب دولة ما نفسها وموظفيها، وليس في منتصف العملية كما فعلت هنا (محاسبة إسرائيل وحماس)".وأردف: "مع ذلك، نعتقد أنه ينبغي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وستكون الدولة الفلسطينية المستقلة قادرة على الانضمام إلى نظام روما الأساسي، وتصبح عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، فهذا من حق كل دولة في العالم".

فلسطين... الانتصار
من جهته قال الباحث في العلاقات الدولية ادريس حميد لـ" المغرب "ان بعد مرور أشهر على عملية طوفان الأقصي ، والتي تمثل تحول تاريخي كبير في مسار القضية الفلسطينية . وأشار الى ان الدعم العسكري بأحدث أنواع العتاد والصواريخ والدعم اللوجستي .. كل ذلك كشف الخلل في الاستراتيجيات الصهيوني والامريكية .. وقال :" قلنا بأن مابعد عملية طوفان الأقصي ليس كما قبلها .. وهاهو يتأكد واقعا على الارض ، فشل عسكري دون اى أهداف، خسائر كبيرة في موازنة الدفاع للصهاينة وامريكا ، وقد أثرّ ذلك على الدعم الأمريكي لاوكرانيا، وقد استفادة روسيا الاتحادية من ذلك ، وهذا ما يتضح جليا في التقدم في جبهة القتال ، ولم ينجح ذلك الدعم ، في ظل الدعم للكيان الصهيوني .." .
تابع بالقول :" لقد اتضح زيف وهشاشة المجتمع الاسرائيلي، وهروب اعداد غفيرة إلي خارج فلسطين ، وبذلك فشلت الوعود بأن فلسطين هي الارض الموعودة .. فشلا عن ازدياد الانقسام الداخلي بين الاسرائيليين بسبب اختلاف توجهاتهم وثقافتهم ولهجاتهم ... وقال لقد احتدام الصراع السياسي داخل حكومة نتنياهو ، مما يهدد باستقالة أعضائها،بسبب اختلاف توجهاتهم وتشددهم فيما يتعلق بالتعامل مع الفلسطينيين."
وقال ان قرار الجنائية الدولية يؤكد بان الدائرة بدأت تضيق على نتنياهو الذي تلاحقه تهم الفساد وضغط كبير من طرف عائلات الأسرى لدى المقاومة ، وعائلات القتلي من الجيش الصهيوني ، والذي لم يسبق له مثيل حتى إبان الحروب مع الجيوش العربية " وأضاف :" . لقد أصبحت القضية الفلسطينية واضحة لدى شعوب العالم في أمريكا وأوروبا ، مما زاد من الفهم للحق العادل للشعب الفلسطيني، وتأكد السلوك الاجرامي للكيان الصهيوني وهذا ما يؤكد تخبط حكومة الكيان في قراراتها الفاشلة " .

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115