امال قرامي
لا يهمّنا الوقوف عند شخصية «الوافي» من حيث سلوكه وأخلاقياته ومهنيته... بل إنّ ما يشغلنا هو التأمل في خطابات التبرير التي ما فتئت تظهر وآخرها تبرير حضور احتفال زواج «الوافي» بأنّه مجرد مجاملة لا صلة لها بنشاط السياسيين والإعلاميين وغيرهم من صناع الرأي العام
كنّا قد تطرّقنا منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان، إلى الاستعدادات التي كانت جارية على قدم وساق من أجل تقديم برامج تحقق الإمتاع والمؤانسة ظاهرا، وتلهث من أجل الترفيع من نسب المشاهدة باطنا. وبالرجوع إلى «بروموهات البرامج الدينية في رمضان» لاحظنا أنّها تتجاور
وفّر مناخ ما بعد الثورة فرصة لمن كانوا في الهامش للمشاركة في الشأن العام بعد أن ظلوا طيلة عقود يكتفون بالملاحظة والصمت. فانخرط البعض في ‹لعبة التدافع الاجتماعي› بينما انطلق البعض الآخر في
تُقاد الحروب على واجهات متعددة لعلّ أهمّها وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، وخاصّة مواقع التواصل الاجتماعي التي تضطلع بدور لا يستهان به في تأجيج المشاعر والانفعالات (الخوف، الغضب، الكره... أو التعاطف والتضامن...) وممارسة الضغط النفسي
في بلاد لا تشيّع فيها جنائز المثقفين بما يليق بعطائهم ومنزلتهم العلمية... في بلاد يجاهر فيها عدد من المتطفلين على السياسة بالوفاء لأباطرة الفساد ... في بلاد يؤثر فيها الإعلام العمومي والخاص صناعة نجومية الدعاة ومنح الصوت لمن يثيرون الضجيج من حولهم ويحدثون البلبلة ويمأسسون الجهل ...
يستغرب أغلبهم «نهم» الشبان المحتجّين و«أنانيتهم المفرطة» وعدم مراعاتهم لمصلحة «الوطن» وغلوّهم وتهوّرهم إلى حدّ إلحاق الضرر بالممتلكات العامة، ويسخر البعض من خطاب
بعد انقضاء أشهر من صناعة الرأي العام وتشكيل وعي المشاهدين من خلال عدة وسائل إعلام مرئية ومسموعة حرص أصحابها على «الهيمنة» على عقول الناس وخلق حالة من
لن ننطلق في تحليلنا لخطاب رئيس الجمهورية من الآية القرآنية التي صدّر بها خطابه معتمدا في ذلك على بنية الخطاب السياسي التقليدي الضارب في عمق التاريخ الإسلامي، ولن نشير إلى زلّة اللسان التي تنسف مضمون كلّ الخطاب إن اعتبرنا
شتان بين الأمس واليوم... في ما مضى كان الشخص الذي يريد أن «يسلّك» «أموره يقصد التجمعّيين فيبحث عن الشخص الملائم وفق طبيعة الخدمة ويلتمس تدخله باعتبار أنّه صاحب نفوذ ويحتل منصبا ويضطلع بدور وفق التراتبية الهرمية فيذلل الصعوبات
لا نخــــال أنّ رئيـس الحكومة عندما قرّر زيارة تطاوين بمعية فريق من الوزراء كان ينتظر هتاف الجماهير وترحيب الشبان بتشبيب رئاسة الحكومة بل إنّ ‹الشاهد› كان يعلم مسبقا أنّه سيواجه اختبارا عسيرا على مستوى التواصل مع المحتجّين والتفاوض مع ممثليهم بهدف