زياد كريشان
شهد يوم أمس الاثنيـــن ساعـــات طويلة من المشاورات والمناورات والضغوط المتنوعة قبل إعلان رئيس الجمهورية عن اختياره النهائي للشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة.
كل الأنظار تتجه إلى صاحب قرطاج (في أوقات الدوام فقط) وقراره غدا بتكليف الشخصية التي سيعهد إليها تشكيل الحكومة الجديدة،
حصة مساءلة رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي حول لقائه الأخير مع رئيس تركيا رجب طيب اردوغان
سواء أكان في شكل مهزلة أو في شكل مأساة التاريخ يعيد نفسه أو بالأحرى نفس الأسباب تؤدي دوما إلى نفس النتائج.
اليوم نعلم هل ستمر حكومة الحبيب الجملي أم لا ،هذا إن تم عرضها فعليا أمام البرلمان، وفي كل الحالات من سيصوت لفائدتها
«الحرب هي مواصلة السياسة بطرق أخرى» هذا ما قاله الضابط الألماني كلاوسفيتش في القرن التاسع عشر في كتابه الشهير
سنوات قليلة بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي وما كان يسمـــى آنذاك بالعالم ثنائي القطبية (monde bipolaire) أصبح المحللـــــون الإستراتيجيون
سيحتفظ «التاريخ الصغير» (ترجمة سيئة للتعبير الفرنسي La petite histoire) في ذاكرته القصيرة بتقلبات إعلان حكومة الجملي..
لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيحصل لا خلال يوم ولا خلال أسبوع ولا خلال سنة لا فقط لتعقد عملية التوقع بل
تونس ولاّدة.. فعلا ولاّدة وقادرة دوما على مفاجأتنا بما لم يخطر على قلب بشر..