زياد كريشان
أصبحت» الهدنة» كلمة السرّ لجلّ القوى السياسية والاجتماعية وهي تعبيرة سياسية عن حالة القلق العام التي ألمّت بالتونسيات والتونسيين
فاجأت الكلمة التي توجه بها رئيس الدولة مباشرة اثر أداء رئيس الحكومة الجديدة وأعضائها القسم بموضوعها ونبرتها العديدين
في أقل من ثمانية أشهر عرضت ثلاث حكومات لنيل ثقة مجلس نواب الشعب، والمعطى الظاهر هو أن الحكومة التي اقترحها الحزب الأول في البرلمان(النهضة)
لقد تعودنا في بلادنا على العجائب والغرائب ولكن ما حصل يوم أمس سيسجل كأغرب ما يمكن أن يحدث في ديمقراطية انتقالية : رئيس الجمهورية الذي كلف شخصية لتشكيل
ما يحدث في بلادنا في هذه الأيام والأسابيع الأخيرة يخرج أحيانا عن كل محاولة تفهمية والحدّ الأدنى – غير المضمون – من المعقولية وكأننا إزاء فاعلين كل أفعالهم أو جلّها عبث.
ما يحصل في بلادنا هذه الأيام الأخيرة يؤكد بصفة قطعية أن الديمقراطية ليست فقط انتخابات وتعددية حزبية وإعلامية بل هي أولا وقبل كل شيء ثقافة
بعد لخبطة في احتساب شهر التكليف ،تم في النهاية وفي اللحظات الأخيرة الإعلان على التشكيلة المقترحة للحكومة القادمة
لقد انتظرنا كل شيء من رئيس الحكومة المستقيل وهو يعدّ حقائبه (؟) ولكن لم نكن نتوقع مثل هذا الاستفزاز لكل القيم التي كرّرها على مسامعنا إبان تكليفه :
«حمادي ..حمادي» كان هتاف عشاق النادي الصفاقسي خاصة والفريق الوطني عامة على امتداد حوالي 15 سنة من أول سبعينات القرن الماضي
يتسم الزمن السياسي اليوم بوضع اللمسات الأخيرة على حكومة المشيشي ثم التقييم الحزبي والإعلامي والمجتمعي للفريق الوزاري الجديد فلحظة