
زياد كريشان
لو نعود بالذاكرة إلى الأيام والأسابيع الأولى التي تلت بداية انتصار الثورة التونسية في 14 جانفي 2011 وإلى ذلك التفاؤل الذي
أحيانا يكون استخلاص العبر من الانتصار أعسر بكثير من ذلك الذي يخلف هزيمة..فالانتصار يخلّف دوما شيئا من الحماسة المفرطة والغرور والاستعلاء
لمعرفة الحق في كل مجال لابدّ من الابتعاد عن التفاصيل والهوامش والجزئيات الملتصقة به لننظر إلى المسألة
النظم السياسية تتأسس عادة على نصوص مكتوبة (دساتير) ولكنها كذلك أعراف وممارسات ،وهي تتلون بهذا
من المفيد ،أحيانا، أن نضع القضايا الكبرى في سياقاتها التاريخية والفلسفية ..ضد ماذا قامت الثورة البورجوازية ؟ (أو الديمقراطية او الليبرالية وهي كلها تسميات مختلفة لظواهر متقاربة) لقد قامت ضد نظام الامتيازات الإقطاعي
ما فتئ رئيس الدولة خلال هذه الأسابيع يحذر ممّن يسميهم بالمتآمرين إلى أن وصفهم ليلة أول أمس بالعملاء والذين يناورون ويتآمرون
«الفرز» مفهوم مغر عند عديد التنظيمات السياسية لأنه مفهوم مريح يقسم الدنيا إلى معسكرين لا تواصل ولا تماس بينهما (وهو هو المعنى العميق للفرز)
في استقبال رئيس الجمهورية يوم أمس لرئاسة مجلس نواب الشعب (الرئيس ونائبيه) رسالة واضحة بأنه لن يسمح بتعطيل احد أهم مرافق الدولة،
يبدو أن بلادنا أصبحت لها علاقة دائمة مع الأزمات، إذ لم نقنع في تونس بأزمة عالمية اقتصادية واجتماعية كتلك التي ستخلفها أزمة الكوفيد
تعيش بلادنا على وقع خطى أزمة متفاقمة شملت كل أبعاد الحياة العامة وما استقالة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ إلا أحد مظاهرها وحلقة من حلقاتها .