يتواصل تجاهل السلطة لمطالب المسرحيين والحالمين بتأسيس فعل ثقافي حقيقي في مدينة تفتقر إلى أبسط المقومات الحياتية والثقافية.
وامام لامبالاة السلطة تجاه مطالب مثقفي الجهة ومسرحييها قرر المسرحي خبيب عياري التصعيد وذلك بالسير في مسيرة وهو حافي القدمين من وادي الزرقاء الى قصر قرطاج ومحاولة لقاء رئيس الجمهورية "لانه الضامن لحق الشباب في الحلم" حسب تعبير فنان مشاكس اختار الهامش ليبدع لكن يبدو انّ البيروقراطية "تنزعج امام احلام الشباب".
سنسير حفاة للدفاع عن حقّ ابناء الهامش في الثقافة
سنوات من المماطلة، أعوام من الانتظار، عرائض كثيرة ومطالب أكثر لبعث الحياة في "مستوصف" هجرته وزارة الصحة منذ أعوام فبات وكرا للاوساخ، وفضاء لاجتماع "الحشرات والحيوانات البرية" لكن السلطة ترفض التفويت في العقار حتى يصبح فضاء للفنون، السلطة الجهوية بباجة تماطل منذ اعوام حول طلبات المسرحي خبيب عياري لتحويل تلك "الخربة" الى "جنة" للفنون، وبعث فضاء ثقافي في وادي الزرقاء المنفتحة على الكثير من الارياف.
وبعد اعوام من المطالبة والاحتجاجات الفنية بكل اشكالها، عروض "كلون" امام مقر الولاية وعروض موسيقية وسط القمامة وعروض تنشيطية تطالب بالحق في الثقافة، قرر خبيب العياري تصعيد الاحتجاجات والسير حافيا الى قصر قرطاج أملا في مقابلة رئيس الجمهورية قيس سعيّد "لذلك قررت أن احتج عن طريق السير حافي القدمين نحو قصر قرطاج لمقابلة السيد رئيس الجمهورية دفاعا عن حق الجهات المهمّشة في الولوج إلى الثقافة" حسب تصريح خبيب عياري لـ"لمغرب".
فالسلطة الجهوية بباجة استنفدت مني كل الحلول السلمية والاحتجاجات الفنية، ونحن لا نريد الصمت، لان حلمنا تأسيس فعل ثقافي يحمي ابناء الدواخل من التهميش، لا نبحث عن "شهرة" أو "مال" انما نريد تحقيق عدالة ثقافية في ربوع وادي الزرقاء واريافها المحيطة كما يقول العياري.
ويضيف محدثنا. "سوف احمل معي الجوائز و الشهائد و محاضر عدول التنفيذ و المطالب المقدمة منذ 2020 الى غاية اليوم في الغرض لأبين لسيادة رئيس الجمهورية مدى معاناة الشباب في المناطق المهمشة".
السلطة توافق ثم تهرسل المبدع
تحويل المستوصف المهجور الى فضاء ثقافي يجمع كل الفنون حلم يعيش معه خبيب العياري وابناء الجهة منذ اعوام، طالبوا كثيرا بحقّ ابناء الريف في فضاء ثقافي يعزز حقوقهم الثقافية ويدافع عن حقوقهم الكونية انطلاقا من الثقافة والفنون.
وبعد اعوام من الانتظار (انتظار تسويغ الفضاء لان المجموعة تنجز اعمالها المسرحية وتوفر نوادي في كل الفنون لاطفال وادي الزرقاء بالإضافة الى تقديم نواد متجولة يصل مداها الى الارياف البعيدة) وافقت الولاية على طلب ابناء الجهة، لكن "ورغم موافقة السلط في محضر جلسة مجلس جهوي لولاية باجة بتاريخ 4 جانفي 2023. لم أتوصل الى حد الآن بأي نوع من الوثائق الرسمية.
واضاف خبيب عياري عندما نظفنا المحل موضوع الطلب و هو مستوصف قديم مهجور زال الانتفاع به منذ اكثر من 10 سنوات واصبح يمثل بؤرة لتعاطي الممنوعات و الفضلات و هذا موثق بشهادات مصورة للاجوار ، اليوم بعد أن قررنا المواصلة في الدفاع عن حقنا المشروع نتعرض الآن الى الهرسلة و التضييق من عديد الأطراف و نحن موضوع شكاية أمنية، لذلك قررت أن احتج عن طريق السير حافي القدمين نحو قصر قرطاج".
من حقنا الحلم وسنلتجئ الى القضاء ورئاسة الجمهورية لضمان حقوقنا
"لازلت احلم بحق أبناء الجهات في ثقافة وطنية تدافع عنهم وعن حقوقهم، لازلت اؤمن ان الثقافة أفضل السبل لبناء شخصية فرد وطني متوازن، لازالت أدافع عن حق ابناء الريف في الثقافة فهي واجهة الوطن الاولى" هكذا يتحدث خبيب عياري عن أهمية المسرح والفنون بالنسبة اليه الى رفاق الفكرة في وادي الزرقاء.
وخبيب عياري مسرحي أصيل قرية وادي الزرقاء من معتمدية تستور من ولاية باجة وهو متحصل على ماجستار في السياسات الثقافية، اختار العودة الى ريفه والدفاع عن حق ابناء جهته في الثقافة، أسس منذ أعوام فضاء ثقافيا خاصا سماه "ارسطوفانيس" ويتضمن مجموعة من النوادي مثل المسرح والموسيقى والحكاية، كما يوفر للاطفال مساحة للنقاش والتعرف على القوانين والحقوق والفلسفة، واصبح "ارسطوفانيس" وجهة اطفال الجهة وملاذ احلامهم الصغيرة.
انجاز فعل مسرحي في الجهات يعتبر فعلا نضاليا، وتأسيس حياة ثقافية في مدينة تعاني من مشاكل بيئية واقتصادية وتعاني من انتشار ظاهرة المخدرات والانتحار في صفوف الاطفال كان ولازال هدفنا، وتقديم مادة ثقافية مجانية تحمي الانسان قصد تأطير الاطفال والشباب وانقاذهم من دوائر الجريمة مبدؤنا ولن نحيد عنه، لن تخيفنا الهرسلة ولا التضييقات فهدفنا الانسان وسنلتجئ الى القضاء و الى رئاسة الجمهورية لنضمن حقنا وندافع عن احلامنا "فسيادة رئيس الجمهورية هو الضامن لكل الحقوق وهو الضامن لحق الشباب في الحلم وتغيير واقع تونس".