المهرجان الدولي "في بلاد الأطفال": شارع "بورقيبة" دون سيارات ... لتمرّ كرنفالات الطفولة !

في "بلاد الأطفال"... كل شيء ممكن. فلا غرابة أن تتحوّل دار

الثقافة السليمانية إلى مرسم مفتوح، وأن يتحوّل باب بحر إلى ساحة أسطورية، وأن يتخفّف شارع الحبيب بورقيبة يتخفف من السيارات، ليركض فيه الأطفال بحرية تماما كالأحلام. من المدينة العتيقة بالعاصمة إلى شارع الحبيب بورقيبة ستمرّ مواكب الطفولة رافعة رايات البراءة في مرافقة المهرّجين، والدمى والموسيقى والكرنفالات! في "بلاد الأطفال" تتجسد تظاهرة استثنائية... تذكّرنا بأن العالم، حين يُرى بعين طفل، يصير أجمل.

من 26 إلى 29 جوان 2025، تتحوّل تونس العاصمة إلى "بلاد للأطفال" وللأمل وللخيال، حيث تحتل الطفولة الساحات والشوارع، وتتحوّل الأزقة والمعالم التاريخية إلى ساحات لعب وفنّ وحياة. إنّ المهرجان الدولي "في بلاد الأطفال" في دورته الثانية ليس مهرجانا تقليديا، بل احتفال بالحياة من بوابة الطفولة، تنظمه دار الثقافة السليمانية تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس.

من السليمانية إلى باب بحر... للأطفال بلاد

في "بلاد الأطفال" لا تتسع الطفولة لمسرح واحد ، بل مدينة بأكملها تتحوّل إلى أركاح ومسارح. من دار الثقافة السليمانية التي تحتضن الورشات والمعارض والعروض التربوية، إلى ساحة باب بحر التي تتلألأ بعروض الضوء والموسيقى والرقص الكوري، وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة الذي يخلع رداء السيارات ليكتسي ألوان "كرنفال الحلفاء" ....سيعانق الأطفال السماء وهم يمنحون حقهم الطبيعي في الركض والرقص والرسم ... والدهشة.
بعيدا عن رتابة الفضاءات المغلقة ، تنبع عروض "في بلاد الأطفال" من قلب الشارع، وترقص وتغني في الأزقة والمعالم التاريخية.
من السليمانية إلى الدريبة، ومن تربة الباي إلى بير الأحجار، ومن جامع الزيتونة إلى عزيزة عثمانة، مرورا بباب بحر وشارع الحبيب بورقيبة... ستنبض المدينة العتيقة بالحياة من خلال خيام تنشيطية وكرنفالات عالمية. كما سيعيش شارع الحبيب بورقيبة يومين دون سيارات، ليمنح الأطفال وعائلاتهم فرصة التجول بحرية وسط العروض والورشات في تخلص من تلوث الحواس وإزعاج منبهات السيارت.. ولو إلى حين !

"علّم الأطفال وهم يلعبون"

من كوريا إلى فلسطين، من الجزائر إلى فرنسا... ومن 15بلدا، سيحط الرحال في تونس أكثر من 85 فنانا، سيأتون من بعيد حاملين في حقائبهم دمى وأقنعة وأغنيات... وربما أحلاما صغيرة في حجم بالونات ملونة.
في مهرجان "في بلاد الأطفال"، ستتحدث الثقافات كلها لغة واحدة: لغة اللعب. هي لغة لا تحتاج إلى ترجمة، بل إلى صدق التعبير وفضول التشويق. في اقتراح لتعبيرات فنية من مختلف الحضارات، يلتقي في قلب تونس فنانون من العالم ليقدموا فسيفساء من الإبداع الإنساني. تتنوع الفقرات ما بين الكرنفالات والعروض البهلوانية وتجليات الشارع التي تسعى إلى إمتاع جمهورها الصغير مع تشريك الطفل في صنع الفرح، لا فقط في استهلاكه
وتتكون هيئة المهرجان الدولي "في بلاد الأطفال" من نجلاء الواد (مديرة دار الثقافة السليمانية ومديرة المهرجان)، لطيفة غراد (مستشارة بيداغوجية)، سامي دربز (منسق فني وبيداغوجي)، زهير شڨواي (منسق الفضاءات والمعالم)، وأكرم عزوز (رئيس جمعية المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج وشريك جمعياتي) .
تأكيدا على بعده الوطني، يفتح المهرجان أبوابه أمام أكثر من 29 مؤسسة تربوية وثقافية من مختلف ولايات الجمهورية، في مبادرة تهدف إلى تعزيز اللامركزية الثقافية وتوسيع إشعاع المهرجان خارج العاصمة.

كرنفال حلفاء... وألوان في الهواء

لا تقتصر البرمجة على الفرجة، بل تدعو الأطفال ليكونوا فاعلين في التجربة الفنية من خلال ورشات رسم ومسرح وكتابة وشارع مخصص لهم وساحات مفتوحة للعب في استخدام لألعاب شعبية مثل الكجات (البيس) و الخذروف (الزربوط ) والسبعة حجرات...في إحياء لموروث ثقافي كان يُسلّي الأجيال السابقة ويُؤنس الأجداد والأطفال في الأزقة والساحات قبل ظهور الهواتف والشاشات.
من الكرنفالات المثيرة لانتباه في مهرجان في بلاد الأطفال، يفرض كرنفال الحلفاء الفضول حيث يتحوّل فيه نبات الحلفاء إلى أزياء استعراضية.
في إبداع جديد للمركز الثقافي الجبلي للفنون والحرف بسمّامة، تزور الحلفاء شارع الحبيب بورقيبة... لا كحبال أو أوراق، بل كحكاية تتحرّك، ترقص وتغني! في كرنفال الحلفاء، ستمشي الأزياء على إيقاع الطبول وأهازيج الرعاة، وستتمايل الخيوط الطبيعية مع الريح، في عرض يحتفل بالطبيعة والتقاليد والفرح. يذكّرنا كرنفال الحلفاء بأن الأرض تعطينا كل شيء: اللباس والفن واللعب! يكفي فقط أن ننظر إليها بعين الطفل… وقلب الفنان !

في "بلاد الأطفال" بانوراما من فنون السيرك والرقص والموسيقى والمسرح والألعاب الشعبية… تفتح تونس قلبها وشوارعها للأطفال وتمنحهم مدينة كاملة ليعيدوا ترتيبها كما يشاؤون: بألوان الطباشير، بإيقاع الطبول، بظلال الدمى ، أو بحكايات تُروى كي لا تنسى !

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115