والتي تأتي هذا العام في خضم تغيرات كبرى تشهدها المنطقة وحرب إبادة وتهجير تستهدف الشعب الفلسطيني في وجوده سواء في غزة او في الضفة الغربية والقدس . وشارك في الفعالية عدد من ممثلي المنظمات العربية المعتمدة في تونس وشخصيات سياسية وأكاديمية تونسية وفلسطينية.
وأكد الحاضرون على ان التشبث بالحق الفلسطيني رغم كل المجازر الصهيونية هو السبيل الوحيد للخلاص من هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف . كما تم التأكيد على ضرورة دعم الاونروا كجزء من معركة صمود الشعب الفلسطيني .
ادانة الصمت الدولي
وطالب السفير الفلسطيني رامي القدومي بضرورة الإسراع بحماية الشعب الفلسطيني . كما أكد ان استمرار الصمت الدولي على حرب الإبادة الجماعية وسياسات التصفية العرقية والعنصرية التي تشنها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع هو تفويض لها لفرض الفيتو الدائم على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما أنه تفويض لها للاستمرار في عدوانها هذا ومواصلة سياسات التهجير بأنواعه المختلفة والتمييز العنصري والتصفية العرقية.
وشدّد القدومي على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للتصدي لمؤامرة إنهاء خدمات الأونروا لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني. وأضاف أنه قد آن الأوان لكي نقول للأمم المتحدة وكافة منظماتها إنه حان وقت الانتقال لفرض عقوبات رادعة على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على الانصياع للشرعية الدولية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وقال إن فلسطين، أرض الآباء والأجداد، ما زالت تنزف بفعل الاستيطان، الحصار، والعدوان، لكن شعبها، برغم كل هذا الظلم، صامد كشجر الزيتون، راسخ في أرضه، مؤمن بعدالة قضيته.
أهمية الوحدة
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، أكد بدوره على أهمية الانتباه إلى التغيرات النوعية التي طرأت على الرأي العام الدولي والعمل على تعزيز ذلك للدفع باتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية. وتحدث بكل وضوح وجراة عن عن المشهد السياسي بعد السابع من أكتوبر . وقال ان الوحدة الوطنية هي الخلاص الوحيد للفلسطينيين . واستعرض في كلمته المطولة مختلف المراحل لتاريخ القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور وما قبله، وصولًا إلى عام النكبة وما نتج عنها من مذابح وتدمير وتهجير الشعب الفلسطيني، التي قال إنها ارتكبت بتعاليم مؤسس دولة الاحتلال بن غوريون للعصابات الصهيونية، حيث كان يخاطبهم: "انتصروا بالرعب، أي ارتكبوا المجازر وأدخلوا الرعب في قلوب العرب لكي يهربوا ونسيطر على أراضيهم وممتلكاتهم".
وأوضح أن النكبة مستمرة منذ 77 عامًا إلى يومنا هذا، وإنها لم تكن لفلسطين وحدها، إنما كانت للأمتين العربية والإسلامية والمسيحية، ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من آثارها.
وبين أنه، رغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وعدوان، إلا أنه ثابت وصامد ومتمسك بحقوقه المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن الاحتلال زائل لا محالة.
ورغم كل المشهد المأساوي في غزة ورغم الدماء التي تنزف على أرض فلسطين المباركة الا ان الأمل بالتحرير يظل أقوى طالما هناك شعب اسمه شعب الجبارين . واستحضر زكي أقوالا للزعيم الراحل ياسر عرفات التي كانت صوره تملأ قاعة حمام الشط في سفارة فلسطين . وأكد عباس بأن الصمود الفلسطيني قد أحدث ثغرة في جدار الصمت الدولي، وأن مكاسب كبرى قد حققها هذا الصمود لدى الرأي العام الدولي، الذي قال إنه بدأ ينعكس على دوائر صنع القرار في الدول الأوروبية، التي بدأت خطوات جادة وفعالة لإدانة إسرائيل والتحرك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعيًا في هذا الإطار الدول العربية إلى تكثيف دعمها للشعب الفلسطيني ومساندة الجهد الفلسطيني السياسي والدبلوماسي للضغط على الولايات المتحدة لإرغام إسرائيل على الانصياع لاستحقاق عملية السلام.
وأكد على أهمية رصّ الصفوف الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء كل أشكال الفرقة، التي لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني.
أبعاد أزمة الأونروا
من جانبه، قدم أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مداخلة عن وضعية الاونروا والحرب التي تخاص لإنهاء عملها وتصفية قضية اللاجئين . مؤكدا ان الأزمة الحالية لديها عديد الأبعاد الإنسانية والسياسية والقانونية.وقال إن إسرائيل تستهدف منشآت الأونروا لأنها الشاهد القانوني على عملية التهجير، وأن سلطات الاحتلال دمرت 90% من مقرات المنظمة، التي تغيث 6 ملايين لاجئ في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، وتشغّل 30 ألف موظف فلسطيني، وتغيث مليونًا وستمائة ألف لاجئ في فلسطين، وتؤمن دراسة 775 ألف طالب، من بينهم 30 ألف طالب في قطاع غزة.
وأضاف بالقول "300 موظف تابع للأونروا قتلوا، كما جُرح الآلاف خلال العدوان الصهيوني الأخير، ومنعت السلطات الإسرائيلية عمل المنظمة في القدس وأغلقت مدارسها هناك من أجل إلحاق الطلاب بوزارة المعارف الإسرائيلية، في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية وتجهيل شعبنا".
وأكد أبو هولي، على ضرورة استمرار عمل الأونروا، الذي قال إنه غير قابل للاستبدال، وفقًا لتفويضها الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار 302، باعتبارها دعامة العمل الإنساني في قطاع غزة، وشريان الحياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين والدول المضيفة كالأردن وسوريا ولبنان، لما تمثله من تجسيد حي للمسؤولية الدولية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، إلى حين إيجاد حل سياسي لقضيتهم وفقًا لما ورد في القرار 194.
وتطرق أبو هولي إلى الأزمة المالية المزمنة التي تعاني منها الأونروا في ظل استمرار قطع التمويل الدولي، وقال إن ميزانيتها باتت تعاني من عجز مالي كبير يهدد استمرار عملياتها وخدماتها لملايين اللاجئين الفلسطينيين. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى مضاعفة الضغط على إسرائيل والدول المانحة لاستئناف دعمها المالي والسياسي لها.
من جهته استعرض رائد عامر مدير عام نادي الأسير الفلسطيني في كلمته الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الأسرى وأشكال التعذيب والتنكيل التي يتعرضون لها. كما تضمنت الفعالية عرض فيلم وثائقي عن ذكرى النكبة إضافة الى معرض صور فوتوغرافية توثق أصعب اللحظات في الحرب الصهيونية المتواصلة على غزة .
سفارة فلسطين بتونس تحيي الذكرى الـ 77 للنكبة : السفير رامي القدومي : نحو تكثيف الجهود العربية والدولية للتصدي لمؤامرة إنهاء الأونروا
عباس زكي : يجب إنهاء كل أشكال الفرقة التي لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني
أحمد أبو هولي : الاحتلال يستهدف منشآت الأونروا لأنها الشاهد القانوني على عملية التهجير
أحيت سفارة دولة فلسطين بتونس الذكرى الـ77 للنكبة
آخر مقالات روعة قاسم
- للحديث بقية: ليبيا :هل اقترب تشكيل حكومة جديدة في طرابلس؟
- مصطفى عبد الكبير مدير المرصد التونسي لحقوق الانسان لـ" المغرب ": ما حصل في طرابلس هو انهاء لكتيبة غنيوة التي تعتبرها حكومة الدبيبة حجر عثرة أمام الاستقرار
- سفير باكستان في تونس جاويد أحمد عمراني: تصعيد الهند عشوائي وغير قانوني وهناك وساطات دولية على الخط لحل الأزمة
- لوري هايتايان مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في شمال افريقيا لـ" المغرب ": التحول الطاقي في المنطقة مهم من أجل إرساء مجتمعات أكثر عدالة ونموا
- للحديث بقية :لماذا عادت الأزمة بين بين الهند وباكستان الى الواجهة؟
Leave a comment
Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.