وتزايد نبرة التوجس من مواقف نتنياهو وإستهدافه لرئيس الشاباك. إذ نشرت " معاريف" تحقيقاً صحفياً يكشف تضامن مع ' رونين بار ' ويلقى بالمسؤولية علي نتنياهو ، بالإشارة إلى أن نتنياهو الذى بذل قصارى جهده لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية ، قد تلقى الآن من خلال إفادة رونين بار الكثير من الحقيقة. وذهب كاتب التحقيق ' بن كاسبت ' إلى حد التذكير بما سبق له إثارته السنوات الماضية أن نتنياهو يحاول ترسيخ نظام ملكي والولاء للملك ( نتنياهو ) .
تتنوع السكاكين التي تتأهب للإجهاز على المنهج البنيامينى في إدارة شؤون الحكم ، فكتب أوفير شيلح ' مدير برامج في معهد دراسات الأمن القومي للاحتلال ' مقالاً نشره موقع القناة الثانية عشر وصف فيه الإفادة الخطية التي قدمها رئيس الشاباك بأنها وثيقة زلزالية وأن ذلك يُعد التعبير الأدق عن الهجوم الذى يشنه رئيس الحكومة علي الخدمة العامة وأسس الأمن القومي . وأنه مستعد - في معركته السياسية والشخصية - لأن يدوس علي كل الأعراف والقوانين، ويشن هجوماً - مباشراً وغير مباشر - على جهاز أمنى حيوي وإتهام قيادته بالخيانة. كما ذكر ' شيلح' أن ما يحدث يعكس طبيعة المرحلة إذ توجد حكومة منتخبة يرى أغلب الجمهور - منذ 18 شهراً - أنها يجب أن ترحل ورئيس وزراء - يجب أن يستقيل وفقاً لرأى ثلثي الجمهور .ومع ذلك تقود هذه الحكومة حرباً تستمد قيمتها من مجرد وجودها ، وبالتوازي مع تلك الحرب تشن هجوماً على تماسك المجتمع وفقا للصحيفة الصهيونية.
اللافت في السرديات والسجال الدائر وإحتمالات فوز ' بار ' في معركته القضائية أمام نتنياهو ، ما كتبه المحلل العسكري " عاموس هارئيل " لصحيفة هآرتس أن نتنياهو بدأ حرباً يريد أن تتحول الإستخبارات إلى نوع من نماذج الشرطة السرية في أوروبا الشرقية . ويتوقع أن يكون ولاء هذه الشرطة الشريك له وأن تخدم أهدافه الشخصية ، وأن تُلاحق الإحتجاجات ضده وتستجيب لأوامر في حالة حدوث أزمة دستورية ..
هذا، ولم يسلم ' سموتريتش' من التركيز الإعلامي ، فذكرت ' معاريف' أن وزير المالية كلما يشعر بالقلق من تراجع أرقامه في إستطلاعات الرأي ، يقوم بإطلاق سلسلة من التصريحات الإستفزازية في مقالات إعلامية ، إعتقاداً منه أن تلك المقاربات ستعيد إليه مناصريه الذين إبتعدوا عنه.ويبدو أن المقاربات الشعبوية التي يتبعها شركاء نتنياهو في الإئتلاف الحكومي تزيد من الإحتقانات الحالية في دولة الإحتلال على مختلف المستويات، لاسيما وأن الهجوم الذي شنه سموتريتش على رئيس الأركان الجديد أول أمس ، يعكس الفجوة بين المستويين السياسي والعسكري على الرغم من تغيير وزير الحرب وبعده رئيس الأركان . فالى أي مدى ستؤثر كل هذه التغيرات في الداخل الإسرائيلي على مصير حرب غزة ؟.