أربع إجراءات سبقت الدعوة الثانية لرئيس الجمهورية: إجراءات ترشيد الواردات وتقليص الكماليات فاشلة

عامان ونصف تقريبا تفصل دعوتين لرئيس الجمهورية قيس سعيد لترشيد الواردات ففي سبتمبر 2022

وفي لقاءه برئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن أكد على ضرورة الضغط على توريد المواد الكمالية للحد من اختلال الميزان التجاري مع عدد من البلدان التي تضر بالمالية العمومية ولا تنتفع بها إلا الجهات المصدرة، حسب بلاغ لرئاسة الجمهورية الذي تضمن أيضا استغراب سعيد عن كيفية تفسير توريد الأكلات الخاصة للحيوانات الأهلية أو توريد مواد التجميل من دور العطور الأجنبية في حين أن المواطنين يشكون في أغلبهم الحد الأدنى من ضروريات الحياة.
أول أمس دعا رئيس الجمهورية قيس سعيّد لدى استقباله سمير عبيد وزير التجارة وتنمية الصادرات على ضرورة البحث عن أسواق جديدة للتصدير في إفريقيا وآسيا وفي عديد دول أمريكا الجنوبية التي قال إنها أعربت عن استعدادها لتبادل تجاري متوازن مع تونس.
كما تعرّض رئيس الدّولة إلى ضرورة ترشيد الواردات، فمبالغ مالية ضخمة بالعملة الأجنبية تُرصد لتوريد سلع لا يستفيد منها إلاّ المُورّد وعدد محدود من المستهلكين، كما تعرض رئيس الجمهورية الى اختلال التوازن التجاري،
واختلال التوازن التجاري والعجز في الميزان التجاري يعود أساسا إلى ارتفاع العجز التجاري الطاقي الذي يمثل أكثر من نصف العجز الجملي وكان البنك المركزي قد أشار في بلاغ له أن التدهور المسجل يعود بالأساس إلى تدهور طاقات الإنتاج والتأخير الكبير المسجل في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالتحول الطاقي.
محذرا من إمكانية أن يؤثر تدهور أداء القطاع الطاقي على حسن أداء القطاع الخارجي، في ظل سياق جيوسياسي متوتر يتسم بعودة الضغوط المسلطة على الأسعار العالمية للطاقة .
وحديث رئيس الجمهورية الحديث كان قد سبقته عدة اجراءات منذ سنوات ففي نهاية 2017 قرر البنك المركزي التونسي وقف إقراض الموردين التونسيين لتمويل واردات عدد من السلع الاستهلاكية بسبب تفاقم العجز التجاري وتدهور الدينار آنذاك وبعد أن بلغ العجز التجاري في موفى 2018 مستوى قياسيا بـ 19 مليار دينار و بدأت وزارة التجارة في 2019 في تنفيذ إجراءات لتقييد واردات نحو 200 منتجا استهلاكيا، قالت إنها ستسحبها من قائمة المنتجات الخاضعة للتوريد الحر وتدرجها ضمن قائمة المواد التي يحتاج توريدها إلى شروط.
وفي 2022 قامت كل من وزارة التّجارة وتنمية الصادرات ووزارة الصناعة والمناجم والطاقة ووزارة الصحّة بنشر بلاغ إلى كافّة الموردين جاء فيه أنّه،تقرر اعتماد نظام مراقبة قبليّة على عمليّات توريد المنتوجات الاستهلاكية الواردة بالقائمات الملحقة بهذا البلاغ مع فرض توريد هذه المنتجات بصفة مباشرة من المصنع المنتج له ببلد التصدير.
بعد ان اثبتت كل الاجراءات عدم القدرة على الحد من العجز في الميزان التجاري واتساعه اكثر فاكثر وقصورها في ترشيد الواردات فان جل الاراء تُجمع على ان الحل تعزيز الإنتاج الوطني الذي لا يحد فقط من الواردات بل يمتص الأعداد الكبيرة من العاطلين عن العمل وتقليص نسبة البطالة التي تعد الأعلى في المنطقة.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115