افتتاح الدورة 14للمهرجان الدولي لفيلم الطفولة والشباب: الفيفاج ينبعث من رماده ليكون قبس المدينة المنير

تزهر الاحلام دائما طالما هناك إرادة حياة،

تنصر إرادة الحياة على كل تلوينات القبح والدمار والموت والسينما افضل السبل للخلود، السينما سلاح موجع تصوبه القلوب المحبة للسلم والحياة ضد أعدائها والباحثين عن الظلمة، السينما عالم رحب هى كيفية أن تعيش أكثر من حياة .. حياة جديدة مع كل فيلم تشاهده" كما كتب روبرت ألتمان، ومن عوالم التجدد انبعث الفيفاج كما طائر الفينيق من رماده ليشع نوره في حضر موت مدينة للسينما طيلة أسبوع.دورة جديدة للمهرجان الدولي لفيلم الطفولة والشباب انطلقت مساء 8افريل 2025 بعد غياب ستة اعوام باكملها، ليعود المهرجان صرحا ثقافيا وسينمائيا مقاوما، ناشد ثقافة الحرية عبر السينما.

السينما وسيلة لنشر الوعي بالقضايا الكونية

عاد الفيفاج الى الحياة بعد توقف ستة اعوام، عاد المهرجان الدولي لأفلام الطفولة والشباب بمشاركة 22دولة ليشع من جديد ويكون قادحا لكل فعل ثقافي مقاوم ويحتضن احلام الشباب ورؤيتهم المعاصرة للحرية والثورة والحقوق.
المهرجان الدولي لفيلم الطفولة والشباب تجربة ثقافية وانسانية مقاومة، تقدم للجمهور ورشات وافلام نوعية ملتزمة بالقضايا العادلة في ابعادها الكونية، في المسرح البلدي بسوسة كان اللقاء الافتتاحي ومن صدى ترددات الحياة والمقاومة في غزة الأبية استلهمت فكرة الشارة الرسمية للمهرجان، فالحق في الحياة والحق في العودة والحق في تمتع الانسان باسانيته من اهم النقاط التي يعمل عليها المهرجان، وملحمة ابناء غزة يمكن ان تكون تعويذة صادقة لاسمى معاني الحرية حسب تعبير مدير الدورة الرابعة عشرة للمهرجان ايمن الجليلي.
مضيفا ان الفيفاج مهرجان عريق ولبنة ضرورية في الحياة الثقافية التونسية، فهو ليس مجرد تظاهرة بل تجربة تدافع عن الحق في الثقافة وحقوق الانسان عموما، واكد الجليلي انهم استلهموا الشارة من الملحمة الانسانية الفلسطينية، فالسينما ايضا عمل ملحمي وبطولات ابناء غزة الصامدين في وجه العدو الصهيوني تعيد كتابة التاريخ من جديد، ونوه الى المسؤولية الجسيمة بادارة الفيفاج وهو الذي نشأ بين فقراته وتعلم الثقافة السينمائية انطلاقا من هذا الصرح الثقافي المقاوم.
الفيفاج مهرجان ملتزم بالسينما البديلة وثقافة المقاومة، تظاهرة تقدم عروض نوعية لجمهورها من الاطفال والشباب، حفل افتتاح يغيب عنه البهرج المزيف وتحضر مكانه القيمة الفنية الحقيقية للسينما القادرة على التغيير، ففيلم قد يغير نظرة الانسان لنفسه وحياته، ومشد ربما ينحت في ذاكرة المتلقي الى الابد، لان السينما مدرسة حقيقية لتعليم قيم الانسانية وقبول الاخر والثقافات المتعددة.

تكريم الرواد في حفل العودة

المهرجان الدولي لسينما الطفولة والشباب انطلق منذ العام 1991 وتشرف على تنظيمه جمعية تحمل نفس الاسم يترأسها حسن عليلش الذي سبق وان أدار المهرجان، وفي كلمته اكد حسن عليلش ان عودة الفيفاج الى الحياة هو انتصار لثقافة سينمائية حقيقية تدافع عن قيم كونية، ورغم توقف دورات سابقة للمهرجان منذ 2019 الا ان الجمعية واصلت العمل عبر الورشات السينمائية ومدرسة الصورة الذي يهدف لتكوين المعلمين والاساتذة في قراءة الصورة السينمائية وكيفية انجازها، والنجاح لانجاز هذه الدورة يعود الى اسباب ثلاثة اولها قدرة ابناء الجمعية على تجاوز المصاعب المالية وثانيها اقناع الوزارة بضرورة ردّ الاعتبار للمهرجان بعد تعبيرها عن استعدادها للترفيع في ميزانية الفيفاج وثالث العوامل تعيين ايمن الجليلي مديرا للتظاهرة كما قال حسن عليلش في كلمته الافتتاحية.
"مسيكم بلخير" ها ان الفيفاج يعود ليكون نبض المدينة السينمائي ووجهها الناقد والمشاكس، يعود المهرجان لتتفتح عنه براعم اخرى مشرئبة لثقافة سينمائية مخالفة، سينما تنتصر ، للانسان وتدافع عنه، سينما حقيقية قادرة على تحطيم ثقافة "البوز" التي انتشرت بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اطار الاعتراف بدور المؤسسين الاوائل كرم المهرجان مجموعة من مناضليه الذين سهروا على بقئه واستمراريته، وفي فل الافتتاح تم تكريم كل من عب العزيز بلعيد وهشام بن سعيد ومحمد خلف الله وعز الدين الكلالي وانور الفني وفتحي بن سالم والراحل نجيب عياد لينطلق الحفل بتحية نجيب عياد الشهيرة "مسيكم بلخير".
حفل افتتاح بسيط ولطيف انطلق بعرض لماجورات سوسة، ثم كلمة قدمتها الاعلامية خلود مبروك بحضور جمعية إبصار للغة الاشارة، وكان الفيلم الرسمي للفتتاح يندرج في صلب أهداف الفيفاج، أي طرح سينما تعبر عن الواقع وتدافع عن الانسان ليشاهد جمهور المسرح البلدي بسوسة "ماتيلا" لعبد الله يحى.
المخرج الناحت في صخر التهميش لصناعة سينما حقيقية تنطلق من نبض الشارع وتحول قبحه إلى صورة سينمائية ومشاهد ولقطات تغري بالفرجة، "ماتيلا" وثائقي رصد إرادة الحياة لدى "ريان" بطل الفيلم القاطن بحي هلال الملاسين العاصمة احد أشهر الاحياء الشعبية، لتتبع الكاميرا جولاته وانتصاراته للنجاح في عالم كرة القدم، "ماتيلا" تجربة انسانية وثائقية خلفها مخرج أحب السينما واختار الكاميرا سلاحه ليكون من افضل مخرجي الوثائقيات في تونس.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115