فبعد أكثر من 13 عاما من اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011 ، يسقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وسط غموض حول مصيره بعد أنباء عن مغادرته البلاد ...سيناريو يبدو شبيها الى حد كبير بما حدث في أعقاب بداية موجة ما يسمى بـ"الثورات العربية" في المنطقة . واليوم تنطلق نسخة جديدة من هذا التيار الذي دغدغ شعوب المنطقة بوعود وأحلام الديمقراطية والحرية كما حصل في العراق والسودان وليبيا ، واذا بها تتدحرج الى نفق العنف المسلح والتطرف والإرهاب والهشاشة ...وتطال اليوم هذه الموجة رأسا جديدا يعد من أهم حلفاء ايران وحلف "الممانعة "في المنطقة . فماذا بعد نهاية حكم الأسد اليوم وكيف ستتعامل الفصائل المسلحة التي تتباين في الايديولوجيا وتتسم غالبيتها بالفكر المتطرف العنيف مثل جبهة تحرير الشام التي كانت تتبع سابقا جبهة النصرة مع الحكم والسلطة والمؤسسات ...والى أين تسير سوريا والمنطقة وأي تداعيات لما يحدث على معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وعلى المقاومة في فلسطين ولبنان بعد فقدان شريان أساسي من شرايين وامدادات التسليح. وكيف يسقط احد اعتى الأنظمة في المنطقة بأيام معدودات وهل هي صفقة تمت برعاية أمريكية روسية تركية . وهل سوريا ما بعد الأسد بحكامها الجدد ستكون طيعّة أمام اتفاقيات التطبيع الابراهيمية كما تأمل وتحلم تل ابيب بعد محاولاتها كسر شوكة المقاومة وحلفائها من غزة الى لبنان وسوريا ؟
فهناك أنباء تتحدث عن عبور دبابات الاحتلال الاسرائيلي السياج الحدودي في الجولان لأول مرة منذ عقود وسط مخاوف من ان يكون ذلك فاتحة لإعادة تمدد صهيوني واستغلال هشاشة الدولة السورية في هذه اللحظة الفارقة .
كل هذه التساؤلات وغيرها تطرح اليوم ولعل الأيام أو الأسابيع القادمة ستكون كفيلة بتقديم الأجوبة ، ولكن الأكيد في خضم كل هذه الأحداث المفاجئة بأن تركيا أردوغان سيكون لها دور كبير في مرحلة ما بعد الأسد نظرا للدعم الذي قدمته للفصائل المسلحة . وهل ستدعم قيام دويلات طائفية واثنية في سوريا ام ان المعارضة المدنية الوطنية قد تأخذ زمام الأمور وتدير المرحلة الانتقالية بأقل الأضرار ؟
ولعل اعلان رئيس وزراء نظام البعث المنهار في سوريا محمد غازي الجلالي، امس الأحد، أنه لايزال متواجدا في منزله ولا ينوي مغادرة البلاد، وانه حريص على المرافق العامة للدولة ، يؤشر الى انه سيكون جزءا من المرحلة الانتقالية حتى تسليم الحكم لنظام جديد .
اليوم تشهد سوريا تحولات كبرى، وحجر الزاوية الذي تدحرج اليوم في قلب دمشق ستصل ارتداداته الى كامل المنطقة التي تعيش منذ أعوام ويلات الحروب ومخاطر التفكك ، ودفعت شعوبها أثمانا باهظة من دمائها وأعمارها ومستقبل أجيال كاملة ثمن تدخلات خارجية لا تخدم الا مصالح الدول الكبرى وتوازنات قواها .
تغير المعادلات؟
منذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011، كان واضحا أن نظام بشار الأسد قد فقد السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية، إلا أن بقاءه في السلطة كان يعتمد بشكل أساسي على دعم ثلاثة أطراف: روسيا، إيران، وحزب الله. ولكن، مع تغير الظروف الدولية والإقليمية، أصبحت هذه الأطراف أقل قدرة على تقديم الدعم الكافي للنظام السوري، مما أضعف قدرته على البقاء وأسقط نظامه في ليلة تاريخية.
ويعتبر سقوط نظام بشار الأسد، نقطة تحول فارقة في تاريخ الأزمة السورية التي استمرت أكثر من عقد. هذه الخطوة تُلقي بظلالها على مستقبل البلاد من عدة زوايا سياسية، عسكرية، واقتصادية، وتفتح الباب أمام احتمالات متعددة تتراوح بين الأمل بالفصل الجديد والاستقرار، والفوضى المحتملة بسبب الصراعات الداخلية والخارجية.
وسيطرت الفصائل المعارضة السورية المسلحة على العاصمة السورية دمشق فجر امس الأحد، معلنة سقوط نظام بشار الأسد وحزب البعث السوري، الذي حكم البلاد مدة تزيد عن 60 عاما.
وأشارت في بث تلفزيوني الى أنه تم إسقاط بشار الأسد وجرى إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون.
وأفادت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة لفصائل المعارضة السورية، بدخول مقاتليها إلى العاصمة دمشق، في حين نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين عسكريين هروب بشار الأسد إلى خارج البلاد.
وأعلن عدد من المعارضين السوريين، على شاشة القناة الرسمية، ما أسموه البيان رقم 1 والذي أشار إلى إسقاط نظام حكم بشار الأسد في سوريا.
وقال أحد الناطقين باسم المعارضة، "بيان رقم 1، بسم الله الرحمن الرحيـم تم تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد وتحرير جميع المعتقلين المظلومين من السجون".
أي دور للأطراف الخارجية؟
لطالما كانت روسيا اللاعب الأبرز في دعم بشار الأسد، سواء من خلال التدخل العسكري المباشر أو عبر دعمها الدبلوماسي في مجلس الأمن. ولكن مع انغماس روسيا في حربها الأوكرانية، أصبحت مواردها العسكرية والاقتصادية أكثر شحا، ما جعلها غير قادرة على تلبية احتياجات النظام السوري كما في السابق. روسيا لم تعد تملك القدرة على اتخاذ خطوات حاسمة في سوريا، ولذلك وجدت نفسها مضطرة لتقليص دورها، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية.
أما إيران، التي كانت قد قدمت دعما ماليا وعسكريا هائلا للنظام السوري، فقد تعرضت لضغوط كبيرة أيضا. فقد فقدت العديد من حلفائها في المنطقة، وتعرضت لضربات مباشرة من إسرائيل مما جعلها في واجهة الإستهداف. بالإضافة إلى ذلك، وجدت إيران نفسها في موقف صعب بعد استهداف قوتها العسكرية والاقتصادية على المستوى الإقليمي.
في ظل هذه التحولات، برزت تركيا كأحد الفاعلين الرئيسيين في الساحة السورية. وبالرغم من أن البعض يعتقد أن تركيا تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، فإن أردوغان يدرك تماما أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيترك الأكراد في وضعية ضعيفة، وهو ما سيسمح لأنقرة بالتمدد بشكل أكبر في الشمال السوري. لقد سعى أردوغان إلى تكريس هذا الواقع من خلال دعم فصائل المعارضة السورية المسلحة، بما في ذلك جماعات إسلامية متطرفة مثل "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) المصنفة ٱراهبية .
وإزاء هذا الواقع،لم يعد الأسد في حماية روسيا أو إيران. والدليل على ذلك التصريحات الأخيرة من قبل المسؤولين الروس والإيرانيين التي تشير إلى أن النظام السوري بات في مرحلة الاحتضار، وأن مغادرة دمشق قد تكون مسألة وقت وهو بالفعل ماحصل.
حسب ما أفاد به المصدر المقرب من حزب الله اللبناني، فإن الفصيل الحليف للنظام السوري، والذي يشمل حزب الله، قد سحب عناصره من مناطق محيط دمشق وحمص. ووفق تقارير فقد تم نقل هذه القوات إلى لبنان ومنطقة الساحل السوري. ويأتي هذا التحرك في وقت حساس، وربما يشير إلى تغيير في استراتيجية حزب الله أو تحولات في الصراع العسكري في سوريا.
مستقبل سوريا بعد بشار الأسد
أن سوريا مثلت ميدانا لصراع مستمر بين الجماعات المدعومة من تركيا مثل الجيش السوري الحر والجماعات الإسلامية المتشددة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تمثل الأكراد في الشرق السوري.
كما سيزداد التورط التركي في الشأن السوري عسكريا وهو ما قد يكون له عواقب كبيرة على السياسة الداخلية التركية نفسها. من المرجح أن يشهد أردوغان تصعيدا في الصراع مع الأكراد داخل تركيا، مما قد يهدد استقراره السياسي على المدى الطويل.
لكن المشكلة الأعمق التي أدت إلى هذا الوضع المتدهور في سوريا تعود إلى تاريخ طويل من عدم قدرة الدولة السورية على بناء مؤسسات قوية تعمل على تحديث المجتمع السوري بعد اكثر من 13 عاما من الحرب. فبدلا من التركيز على بناء دولة حديثة قائمة على مؤسسات قوية، اختار حزب البعث السوري استخدام القوة للحفاظ على الحكم، وهو ما أدى إلى تهميش القطاعات الاجتماعية والسياسية المختلفة. هذا الوضع انعكس على مجمل مسار الدولة السورية، التي تم تشكيل حدودها في سياق اتفاقات سايكس بيكو دون أن يكون هناك بناء حقيقي للهوية الوطنية السورية.
وفي هذا السياق، نجد أن التحديات التي تواجه سوريا اليوم ليست مجرد صراع على السلطة بين الأطراف المختلفة، بل هي أيضا أزمة هيكلية عميقة في كيفية بناء دولة قادرة على التعايش والتطور في ظل التنوع الثقافي والديني الكبير.
مع سقوط نظام الأسد في سوريا، يدخل البلد في مرحلة جديدة من الصراع الذي قد يستمر لفترة طويلة. القوى الإقليمية مثل تركيا، التي تسعى لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، ستكون المحرك الأبرز للأحداث القادمة، مع استمرار ضعف الدولة السورية وتآكلها في خضم التغيرات المفاجئة. بينما سيتقلص دور روسيا وإيران لصالح أدوار أخرى إقليمية ، وستكون القوى المحلية مثل قسد والمعارضة المسلحة في قلب هذه المعركة وفق مايراه خبراء.
تغييرات جيوسياسية
مع سقوط النظام السوري، تفتح الساحة أمام العديد من القوى الإقليمية لإعادة تشكيل تحالفاتها ومواقفها في المنطقة. يرى خبراء أن النظام السوري، الذي كان بمثابة محور إيراني في قلب المنطقة، يمثل العامل الرئيسي في تعزيز النفوذ الإيراني في دمشق. إذ قد يكون سقوطه نهاية للوجود الإيراني المباشر في سوريا، مما سيغير موازين القوى.
الفراغ الذي سيتركه النظام في سوريا سيفتح المجال لدول مثل تركيا لزيادة حضورها وتعزيز نفوذها في المنطقة. وبذلك، من المتوقع أن يشهد الصراع على النفوذ تصاعدًا، حيث يسعى كل طرف إلى استغلال هذه الفوضى لصالحه.
من ناحية أخرى، يشير المراقبون إلى خطر استغلال هذه الفترة من الفراغ من قبل الجماعات المتشددة مثل داعش. قد تسعى هذه التنظيمات لإعادة ترتيب صفوفها، مما يهدد استقرار البلدان المجاورة مثل العراق ولبنان. هذه المخاوف تمثل تحديات كبيرة لأمن المنطقة على المدى القصير.
وفي الوقت الذي يشهد فيه الوضع السوري تحولات دراماتيكية، ستكون هناك ضغوط متزايدة على الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، خصوصًا الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا. العديد من المراقبين يؤكدون أن الدول المستضيفة سيكون عليها دور محوري في تسهيل عودة اللاجئين. إلا أن التحديات الاقتصادية والإنسانية قد تعرقل هذا المسار.
من جانب آخر، مع التغيرات التي قد تطرأ على السياسات الأمريكية بعد الانتخابات المقبلة، يتوقع البعض أن تتبع الولايات المتحدة سياسة جديدة تجاه سوريا. هذا التغيير في الموقف الأمريكي قد يضيف مزيدا من التعقيدات في الصراع على النفوذ، لا سيما في ظل وجود القوات الروسية التي تسعى للحفاظ على موطئ قدمها في السواحل السورية. إن صراع النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة قد يكون أحد أبرز سمات المرحلة المقبلة في سوريا، مما سيؤثر على مستقبل المنطقة بأسرها.
تفكك النظام السوري
كان النظام السوري مبنيا على شخصية بشار الأسد كمركز للسلطة. ووفق متابعين فإن سقوطه سيؤدي إلى فراغ سياسي كبير وتفكك مؤسسات الدولة التي كانت تعمل تحت سيطرته المباشرة. كبار المسؤولين وقادة الجيش قد يتنافسون على النفوذ، مما يخلق حالة من الانقسام الداخلي بين الموالين للنظام. كما أن ولاء القوات المدعومة من إيران وروسيا قد يصبح موضع تساؤل، مما يضعف هيمنة النظام بشكل كامل.
ويؤكد مراقبون أنه قد تندلع مواجهات بين الفصائل المختلفة للسيطرة على المناطق المحررة، خاصة في ظل وجود جماعات متطرفة قد تستغل الفراغ الأمني لتوسيع نفوذها.
ويضع سقوط الأسد حلفاءه الإقليميين والدوليين، مثل روسيا وإيران، أمام مأزق استراتيجي. فقد تُضطر هذه الدول لإعادة تقييم استثماراتها في سوريا وتحديد ما إذا كانت ستواصل دعم بقايا النظام أو تنخرط في مفاوضات دولية لإيجاد بديل سياسي. في المقابل، القوى الغربية، التي طالما دعت إلى رحيل الأسد، قد ترى في ذلك فرصة لدفع نحو تسوية سياسية شاملة وإعادة إعمار البلاد.
رغم أن هروب الأسد قد يُمثل انتصارا رمزيا للمعارضة، إلا أن توحيد الفصائل المعارضة سيظل تحديا كبيرا. كما يرى البعض أن الفراغ السياسي سيفاقم من الأزمة الإنسانية، خاصة إذا استمرت الاشتباكات في المناطق المتنازع عليها. على الصعيد الاقتصادي، سيجعل سوريا تحتاج الى دعم دولي كبير لإعادة الإعمار، وهو أمر قد يتأثر بتنافس القوى الكبرى على تحديد مستقبل البلاد.
هروب بشار الأسد يُمكن أن يُنهي أحد أكثر فصول الصراع السوري تعقيدا، لكنه يُطلق أيضا مرحلة جديدة محفوفة بالتحديات والصراعات بين الفصائل الارهابية المتطرفة التي تسعى الى تغييب أي دور للمعارضة الأقل تطرفا .
الموقف الأمريكي
من جهته علق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الأحد، على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، برسالة وجهها إلى روسيا وإيران.
وقال ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "رحل الأسد. فر من بلاده. لم تعد روسيا، روسيا، روسيا، بقيادة فلاديمير بوتين، مهتمة بحمايته بعد الآن".
وأضاف: "لم يكن هناك سبب لوجود روسيا هناك في المقام الأول. لقد فقدوا كل اهتمامهم بسوريا بسبب أوكرانيا، حيث يوجد حوالي 600 ألف جندي روسي جريحا أو قتيلا، في حرب لم يكن ينبغي لها أن تبدأ أبدا، وقد تستمر إلى الأبد" وفق "سكاي نيوز".
وتابع "روسيا وإيران في حالة ضعف الآن، واحدة بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاحها في القتال".
ودعا ترامب إلى "وقف فوري لإطلاق النار" والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكتب: "يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار ويجب الشروع في مفاوضات. لقد فقدت الكثير من الأرواح عبثا، ودُمرت الكثير من الأسر، وإذا استمر هذا فقد يتحول إلى شيء أكبر، وأسوأ بكثير"، مضيفا أن أوكرانيا خسرت 400 ألف جندي "على نحو عبثي"، و"عددا أكبر بكثير من المدنيين".
والسبت حذر ترامب من التدخل الأمريكي في سوريا، قائلا إن هذه البلاد "فوضى" و"ليست صديقة لنا".وحذر على منصته "تروث سوشال"، أن "هذه ليست معركتنا".
إيقاف مؤقت للرحلات الجوية
أعلنت وزارة النقل العراقية، امس الأحد، إيقاف الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت "مؤقتاً"، مرجعة السبب إلى "التطورات الأمنية الراهنة في الأجواء السورية التي تُعد الممر الجوي الرئيسي لهذه الرحلات".
جاء ذلك وفق بيان للوزارة، أوردته وكالة الأنباء العراقية "واع" على موقعها الرسمي.
وذكر البيان أنه "حرصاً على سلامة المسافرين على الرحلات المجدولة إلى لبنان وامتثالاً لمعايير الأمن والسلامة الجوية الدولية، تعلن الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية عن إيقاف مؤقت للرحلات الجوية بين بغداد وبيروت بما في ذلك الرحلات المجانية المخصصة لنقل ضيوف العراق من اللبنانيين الراغبين بالعودة طوعاً إلى بلدهم".
وأوضحت الوزارة أن "هذا القرار، يأتي بسبب التطورات الأمنية الراهنة في الأجواء السورية التي تُعد الممر الجوي الرئيسي لهذه الرحلات، مع الاستمرار في مراقبة المستجدات والتنسيق مع الجهات المختصة لتقييم الوضع بشكل دوري".
ودعت المسافرين المتأثرين بهذا الإجراء إلى التواصل مع مكاتبها للحصول على مزيد من المعلومات حول الخيارات المتاحة، بما في ذلك إعادة جدولة الرحلات أو استرداد التذاكر دون فرض أي غرامات، وفق البيان.
وتابعت: "نعتذر عن أي إزعاج قد يسببه هذا القرار"، مؤكدة أن "الأولوية هي سلامة الجميع وسيتم متابعة الأوضاع عن كثب وإعادة تشغيل الخط عند استقرار الأوضاع الأمنية".
وفجر امس الأحد 8 ديسمبر دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
ترتيبات لمرحلة انتقالية
من جهته أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير بيدرسن في بيان نشر امس الأحد على رغبة واضحة عبر عنها ملايين السوريين في وضع ترتيبات انتقالية تكون محكمة وشاملة.
وحث الدبلوماسي جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء مجتمعهم، مضيفا أنه مستعد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل.
إسرائيل تعلن نشر قوات في المنطقة العازلة مع سوريا
من جهته قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح امس الأحد، إنه نشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سوريا وفي عدة نقاط ، لـ "ضمان أمن" الجولان المحتل. وفق زعمه . من جانبها، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الجيش "يعزز قواته مجددا بالجولان بشكل كبير، وينقل الفرقة 98 مع لواءي المظليين والكوماندوز إلى الحدود السورية".
رئيس الوزراء السوري: أنا في منزلي ونمد يدنا للمعارضة
في الأثناء، اعلن رئيس وزراء نظام البعث المنهار في سوريا محمد غازي الجلالي، امس الأحد، أنه لايزال متواجدا في منزله ولا ينوي مغادرة البلاد، وذلك عقب إعلان فصائل المعارضة السورية دخولها دمشق.
وتوجه الجلالي إلى السوريين بتسجيل مصور قائلا: "أنا منكم وأنتم مني. أنا في منزلي لم أغادره بسبب انتمائي إلى هذا البلد وعدم معرفتي لأي بلد آخر غير وطني".
وأضاف: "في هذه الساعات التي يشعر فيها الناس بالقلق والخوف رغم حرصهم جميعا على هذا البلد ومؤسساته ومرافقه، إنني حريص على المرافق العامة للدولة والتي هي ليست ملكا لي وليست ملكا لأي شخص آخر إنما هي ملك لكل السوريين. نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص على مقدرات هذا البلد".
وقال الجلالي :"أهيب بالمواطنين جميعا عدم المساس بالأملاك العامة لأنها في النهاية أملاكهم، وأنا هنا في منزلي لم أغادره ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية بحيث أضمن عمل المؤسسات العامة ومرافق الدولة وإشاعة الأمان والاطمئنان للأخوة المواطنين".
وأضاف: "أتمنى من الجميع أن يفكروا بعقلانية. إننا نمد يدنا حتى إلى المعارضين الذين مدوا يدهم وأكدوا أنهم لن يتعرضوا إلى أي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري".
وتابع: "كنت دائما أعمل ليل نهار في القطاعين العام والخاص والحكومة وأمام نظري مصلحة هذا الوطن، إننا نؤمن بسوريا لكل السوريين، سوريا بلد كل أبنائها تستطيع أن تكون طبيعية وتبني علاقات طبيعية مع الجوار والعالم دون الدخول في أي تحالفات وتكتلات إقليمية ولكن هذا متروك لأية قيادة يختارها الشعب السوري".
وبالمقابل دعا زعيم "هيئة تحرير الشام" التكفيري أحمد الشرع الملقب بـ "أبو محمد الجولاني" الفصائل المسلحة كافة في مدينة دمشق للامتناع بشكل نهائي عن الاقتراب من المؤسسات العامة. وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن مؤسسات الدولة ستظل "تحت إشراف رئيس الوزراء السابق (الجلالي) حتى تسليمها رسميا، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء". يأتي ذلك بعيد ظهوره في حوار على قناة "سي ان ان " الأمريكية بزي وشكل مختلف في مشهدية جديدة يسعى من خلاله لتسويق نفسه وفصيله المسلح بأنه بعيد عن لباس التكفير والإرهاب ، في سياق مخططات جديدة وتحالفات دولية تُرسم لسوريا وللمنطقة وتنفذها هذه الفصائل المسلحة .