وهكذا كان عرض "مجاز" سفر خارج الزمان والمكان في ارتحال على أجنحة الخيال ما بين شعر وموسيقى وطرب... في منتهى الرقة والرقي، كان العرض الرباعي "مجاز" في عرضه الأوّل كفيلا بمؤانسة وإمتاع جمهور المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية.
في توليفة من الفقرات المتنوعة الاهتمامات، احتضن المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية ندوة أدبية بعنوان "آفاق الأنشطة الأدبية" يوم السبت 8 جوان 2024 في إطار البرنامج الوطني "حوارات ثقافية".
احتفاء بـ" حدائق لكسمبور " لعبد القادر الحاج نصر
في إنتاج فني خاص، يتكون العرض الرباعي "مجاز" من دكتور الموسيقى سميح المحجوبي وعازفة آلة القانون آمنة بوغانمي والمطربة كوثر السعيداني والشاعر الهادي جاء بالله . في لوحات موسيقية وشعرية منفردة، أطرب عرض "مجاز" الجمهور في سفر دون بتر بين الكلمة والوتر حيث تنتفي الحدود في حضرة الفنون وتلتقي الذائقة الجمالية عند عتبة عرض مختلف وطريف يأخذ من كل فن بطرف ويقطف من كل بستان زهرة.
وإلى جانب عرض "مجاز"، جمعت الندوة الأدبية "آفاق الأنشطة الأدبية" بين أركان فكرية متعددة وتعبيرات فنية متنوعة على غرار معرض "شقائق النعمان" للفنان فريد العرفاوي ... ومن الفقرات ذات الصدى في هذه الندوة المداخلة التي قدمها الدكتور حمد الحاجي عن "دار نشر الأدب الوجيز" حول الإصدارات الأدبية الجديدة في تونس والتي اهتم فيها بمبحث "كتابة الذاكرة وفن التخييل" في كتاب "حديقة لكسمبور" لعبد القادر الحاج نصر . وقد قال فيها من بين ما قال :"قد يرفض الكاتب عبد القادر بن الحاج نصر تسمية روايته حديقة لكسمبور بالرواية السيرية «رواية في السيرة الذاتية» بالرغم من أنها تمزج بين المصداقية التي يحتمها أدب السيرة الذاتية والواقعية.. بما هي أحداث وقعت فعلا وانطبقت بالضبط على جل أفعال وقعت للكاتب، وبالآن نفسه نجد بها جمالا وجاذبية، يتيحان عدّها من بين الروايات الأكثر إثارة، وواقعية. ففيما كان النص الروائي عنده «حكي استيعادي نثري يقوم به شخصه الواقعي متحدثا عن وجوده الخاصّ، وان عبد القادر بلحاج نصر عندما يركّز على حياته الفرديّة، فانه يركز بالاساس على تاريخ شخصيّته بصفة خاصّة» على حد قول فيليب لوجان. هكذا تكفّل عبد القادر بلحاج نصر في روايته حدائق لكسمبور بوضع الراوي بزاوية يتحدث فيها هذا الراوي عن أحداث حياته، بأسلوب خاصّ، وصنع من حدائق لكسمبور نصاً سردياً متكاملاً ذا مضمون مقنع ومثير.إنه يكتب الرواية كما لو كانت مشروعا أدبيا ومعالجة فنية لعناصر بالحياة هشة.. هو ما يجعله يبعد عن القالب الجامد لكتابة «السيرة» الخالي من الخيال أو الفن."
وعن ترجمة رواية " حدائق لكسمبور " لعبد القادر الحاج نصر من اللغة العربية إلى اللسان الفرنسي، تحدثت سلوى الراشدي فمنحت الرواية بعدا ثالثا وألبستها ثوبا مغايرا. فكان تكريم الروائي عبد القادر الحاج نصر موغلا في سخاء اللغة وكرم الحرف في اعتراف بسيد من سادة القلم.