بعد 237 يوما من الإبادة... وفي تحدّ للقرارات الدولية إسرائيل تؤكد أن الحرب في غزة ستستمر طوال العالم 2024

237 يوما مرّت على حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر المنقضي

وسط تعثر المفاوضات الجارية وعجز المجتمع الدولي عن إيقاف المجزرة المتواصلة والتي ستستمر ما لا يقل عن سبعة أشهر أخرى وفق تصريحات لمستشار الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي. ورغم الانتقادات المتصاعدة على الولايات المتحدة لتحميلها مسؤولية تواصل الحرب ، اصدر البيت الأبيض بيانا اكد فيه أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل بعد سقوط ضحايا فلسطينيين بضربة إسرائيلية لمخيم للنازحين في رفح في نهاية الأسبوع.

ووفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لا تعتقد أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى "الخطوط الحمر" التي حدّدها بايدن.وقال كيربي في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "لا تغيير في السياسية نتيجة لهذه الضربة التي وقعت الأحد"، وأضاف "لقد وقعت للتو، الإسرائيليون سيحققون فيها".وردا على سؤال بشأن "عدد الجثث المتفحمة" الذي قد يدفع الرئيس بايدن لتغيير نهجه، قال كيربي "هذا ليس أمرا غضضنا الطرف عنه".وسبق أن أعلن بايدن أنه لا يؤيد هجوما عسكريا إسرائيليا واسع النطاق في رفح التي نزح منها مليون مدني، وقد علّق في الشهر الحالي تسليم شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل على خلفية مخاوف من استخدامها في رفح.
وأفادت وكالة فرانس براس بتمركز دبابات إسرائيلية في وسط رفح ، بعد معارك عنيفة درات في الأسابيع الأخيرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين.لكن بعد أسئلة متكررة، شدّد كيربي على أن بايدن ليس بصدد تغيير مفهومه لهجوم عسكري واسع النطاق في رفح.وأضاف "لم نرهم يقتحمون رفح"، وتابع "لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة بأعداد كبيرة من الجنود بأرتال وتشكيلات ضمن مناورة منسقة ضد أهداف عدة على الأرض".وكان البنتاغون قد أشار في وقت سابق إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر أن العملية الإسرائيلية في رفح "محدودة النطاق".
وقال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيطر على ثلاثة أرباع محور فيلادلفيا -وهو المنطقة العازلة بين غزة ومصر- ويهدف إلى السيطرة عليه بالكامل .
وأضاف أنه يتوقع أن يستمر القتال في غزة طوال عام 2024 على الأقل، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للاستجابة للنداءات الدولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة بسجناء فلسطينيين.
ومن شأن استمرار الحرب في غزة طوال عام 2024 أن تساهم في مزيد تصاعد العنف والتوتر في المنطقة وتدهور الأوضاع الإنسانية ، فاستمرار القتال المستمر يعني استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويفاقم الأوضاع الإنسانية المأساويةوزيادة حصيلة الضحايا .وأيضا قد يؤدي القتال المستمر في غزة إلى زيادة التوترات الإقليمية بين إسرائيل والدول المجاورة، مما قد يؤدي إلى تصاعد الصراع في المنطقة بشكل عام.بشكل عام، يعتبر استمرار القتال في غزة لفترة زمنية طويلة تحديا كبيرا للسلام والاستقرار في المنطقة، ويتطلب جهود دولية مشتركة للتوصل إلى حل سياسي يضع حدًا لهذه الدورة المفرغة من العنف والدمار الذي تشنه إسرائيل ضدّ الفلسطينيين.
اللوبي الصهيوني ونفوذه في أمريكا
الحديث عن "اللوبي الصهيوني" غالباً ما يشير إلى النقاشات حول النفوذ السياسي والاقتصادي لمؤيدي إسرائيل في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا. يعتبر اللوبي الصهيوني مصطلحا مثيرا للجدل، حيث يستخدمه البعض للدلالة على تأثير قوي لمجموعات الضغط اليهودية أو المؤيدين لإسرائيل في صنع القرار في السياسة الخارجية والقرارات الاقتصادية في العديد من الدول.
يشير البعض إلى وجود تأثير لوبي صهيوني قوي في توجيه السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالدعم المستمر لإسرائيل والمواقف الداعمة لسياساتها. ومن المهم أن نلاحظ أن هناك تنوعًا كبيرًا في الآراء حول هذا الموضوع، حيث يعتبره البعض مجرد نظرية مؤامرة، في حين يراه آخرون كجزء من الواقع السياسي والاقتصادي.
في الواقع، توجد جماعات لوبي للمؤيدين لإسرائيل تعمل بفعالية في العديد من الدول، وتقوم بتعزيز العلاقات الثنائية بين هذه الدول وإسرائيل، وتأثيرها يتجلى في توجيه السياسات والتشريعات. ومع ذلك، فإن النقاش حول مدى هذا التأثير وطبيعته يظل مستمراً ويختلف من شخص لآخر ومن منظور لآخر.
ويربط مراقبون الموقف الأمريكي المساند لإسرائيل رغم المجازر التي ترتكبها الأخيرة في غزة ورفح ، بالنفوذ الذي يمتلكه اللوبي الصهيوني في أمريكا وتأثيره على دعم واشنطن لتل ابيب . إذ يتمتع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بتأثير كبير على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل. يعود هذا التأثير إلى عدة عوامل، بما في ذلك الدعم المالي حيث تتلقى الحكومة الإسرائيلية دعمًا ماليًا هائلًا من الولايات المتحدة، والذي يأتي على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية سنوية ويساهم اللوبي الصهيوني في تعزيز هذا الدعم من خلال العمل على ضمان استمراره وزيادته.والتأثير على الصعيد السياسي أيضا حيث يعمل اللوبي الصهيوني على تشكيل الرأي العام الأمريكي وتوجيه السياسات الحكومية نحو دعم إسرائيل من خلال الضغط على القوى السياسية والإعلامية، وتمويل حملات الضغط السياسي والتي ظهرت ملامحها أكثر منذ بداية الحرب الأخيرة في قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من التأثير القوي للوبي الصهيوني في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، إلا أن هذا لا يعني أن جميع القرارات الأمريكية تتبع مباشرةً مطالب اللوبي، إذ أن هناك عوامل أخرى تؤثر في صنع القرار السياسي الأمريكي أيضا، لكن ذلك لا يمنع تأثير هذا اللوبي الكبير على الدعم الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب رغم التنديد الدولي والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية لوقف الحرب والتي لم تستجب لها تل أبيب.
ووفق آخر تصريحاته وتحركاته يبدو أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل رغم مارافق سقوط قتلى بضربة إسرائيلية لمخيم للنازحين في رفح في نهاية الأسبوع من مواقف دولية منددة ودعوات لوقف الحرب .
تأثيرات متعددة
ومؤخرا هدّد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن ، وخاصة الحركات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل أو فرض عقوبات عليه، وهو ما قد يمثل تحديا لعلاقات إسرائيل مع واشنطن في المستقبل، ولكن الوضع يعتمد على عدة عوام منها التأثير السياسي، إذ قد يؤثر حراك الجامعات في الولايات المتحدة على الرأي العام وبالتالي على المواقف السياسية، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الحكومة الأمريكية لتغيير سياستها تجاه إسرائيل.ثانيا العلاقات الثنائية الإستراتيجية حيث تعتبر العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل متينة وتتجاوز العلاقات السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، قد يؤثر الضغط الشعبي على العلاقات الثنائية في المدى البعيد. ثالثا التأثير الاقتصادي إذ قد يكون لهذا الحراك BDS تأثير اقتصادي على إسرائيل عبر محاولة فرض عقوبات اقتصادية أو تقليل التجارة. ومع ذلك، تظلّ الولايات المتحدة شريكا استراتيجيا رئيسيا لإسرائيل في وضع يصفه مراقبون بازدواجية معايير تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية التي تتغنى بمبادئ الديمقراطية وفي نفس الوقت تدعم الإحتلال في حربه ضدّ الفلسطينيين.
تصعيد ميداني
ميدانيا دفعت إسرائيل أمس الأربعاء بدبابات لتنفيذ هجمات سريعة في أنحاء رفح ثم التقهقر في تحد لقرار محكمة العدل الدولية وذلك لليوم الثاني بعد أن قالت واشنطن إن الهجوم الإسرائيلي هناك لا يصل إلى حد الاجتياح البري للمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى أمس رغم أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة التي كانت تمثل آخر ملاذ من الحرب في القطاع.وأكدت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها لأي عملية برية كبيرة في رفح لكنها قالت أمس الثلاثاء إنها لا تعتقد أن مثل تلك العملية جارية.
وعلى عكس التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل في الهجوم البري في باقي القطاع، قال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر لمواقع قرب الحدود مع مصر.وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات وقنابل مورتر إضافة لتفجير عبوات ناسفة زرعت من قبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة في معارك في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء دون ذكر مزيد من التفاصيل. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن ذلك حدث نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مبنى برفح.وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن عدة أشخاص أصيبوا صباح امس الأربعاء بنيران إسرائيلية في المنطقة الشرقية من رفح حيث قالوا إن بعض مخازن المساعدات اشتعلت فيها النيران.
وأفاد بعض السكان بأنهم رأوا ما وصفوها بأنها مدرعات آلية مسيرة تفتح النار من أسلحة رشاشة في بعض أجزاء المدينة.وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحماس وبعض السكان وصحفيون أن خدمات الإنترنت واتصالات المحمول انقطعت في بعض المناطق في الشرق والغرب وسط قصف إسرائيلي عنيف جوا وبرا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس بوسعه تأكيد تلك التقارير.
وفي شمال القطاع، قصفت دبابات إسرائيلية عدة أحياء في مدينة غزة وتوغلت القوات أكثر في جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع. وقال سكان إن الجيش دمر تماما أحياء سكنية كبيرة في جباليا.
مستشفيات خارج الخدمة
قالت وزارة الصحة في غزة إن عدة مستشفيات في المناطق التي ينفذ فيها الجيش عملياته توقفت عن العمل.
وطالب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بتوفير ممرات آمنة لإدخال الوقود والمساعدات الطبية وفرق طبية لرفح وشمال غزة على الفور.وقال في بيان "الاحتلال الإسرائيلي تعمد تصفية الوجود الصحي في رفح والشمال... لا توجد قدرة صحية للتعامل مع المجازر المتلاحقة في رفح وشمال القطاع".ولجأ نحو مليون فلسطيني إلى رفح في الطرف الجنوبي من القطاع في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على معظم أنحاء غزة خلال الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبعة أشهر.
وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس أن هذا العدد تقريبا فر الآن من رفح بعدما أمرت إسرائيل بالإخلاء.وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى فرقه الطبية من المستشفى الميداني التابع له في المواصي، وهي منطقة مخصصة للمدنيين النازحين.وأرجع قراره إلى "ازدياد حجم تهديدات الاحتلال واستمرار القصف المدفعي والجوي في محيطه وإخلاء المنطقة المحيطة به من السكان تماما".
وقالت محكمة العدل الدولية في حكمها الذي أصدرته يوم الجمعة إن إسرائيل لم توضح كيف ستحافظ على سلامة سكان رفح الذين تم إجلاؤهم وتوفر الغذاء والماء والدواء. وقالت إسرائيل إن القرار يتيح المجال للقيام ببعض الأعمال العسكرية للقضاء على مسلحي حماس هناك.وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لحماس اليوم الأربعاء إن قصفا جويا إسرائيليا على مدينة خان يونس القريبة أودى بحياة ثلاثة خلال الليل من بينهم سلامة بركة وهو ضابط كبير سابق في شرطة القطاع.
مشروع قرار لمجلس الأمن "لوقف القتل في رفح"

هذا واقترحت الجزائر مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويأمر إسرائيل بشكل أساسي "بالوقف الفوري لهجومها العسكري" في رفح.
وفي وقت سابق، قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع للصحفيين بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا حول قطاع غزة إن الهدف من مشروع القرار هو "وقف القتل في رفح". والجزائر عضو غير دائم في المجلس لعامي 2024 و2025.ويستخدم نص مشروع القرار الجزائري الذي اطلعت عليه رويترز أقوى لغة في مجلس الأمن إذ "يقرر أن على إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، أن توقف على الفور هجومها العسكري وأي تحرك آخر في رفح".
كما يستشهد بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي والذي أمر إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح على الفور في حكم طارئ تاريخي في قضية رفعتها جنوب أفريقيا وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال دبلوماسيون إن المجلس قد يصوت على مشروع القرار خلال أيام.وتأتي هذه الخطوة بعد هجوم وقع يوم الأحد أدى إلى اندلاع حريق في مخيم للنازحين في منطقة إنسانية مخصصة برفح في جنوب غزة مما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف عناصر في حماس ولم تكن تنوي الحاق الضرر بالمدنيين.
ويحتاج قرار المجلس إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو). ووفرت الولايات المتحدة حتى الآن الحماية لحليفتها إسرائيل من خلال استخدام حق النقض ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن بشأن الحرب في غزة.
لكن واشنطن امتنعت أيضا عن التصويت في ثلاث مرات، كان آخرها السماح للمجلس في مارس بإصدار قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وأسفر الهجوم الإسرائيلي الجوي والبري والبحري على القطاع الفلسطيني المحاصر عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني حتى الآن، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115