المسرحي كريم خرشوفي مدير تظاهرة "مسرح الاحياء" للمغرب: لازلنا نقاوم منفى الوزارات ولازلت اؤمن ان احلامنا ستتحقق

فنان حالم بتغيير الواقع، يؤمن ان المسرح فكرة وعلاج،

يجرب ويبحث في المعاني الانسانية للفن المسرحي، الممثل والمخرج كريم خرشوفي باعث فضاء المسرح الصغير في مدنين والمدافع عن حق ابناء الاحياء الشعبية في الفن نجح في ترسيخ ثقافة الفرجة وكسب قاعدة جماهرية هي عتاده للدفاع عن احلامه وافكاره.

عن المهرجان واهمية المسرح تحدث كريم رشوفي للمغرب ف الحوار التالي:

مهرجان مسرح الاحياء يطفئ شمعته السابعة ودورته الدولية الاولى؟ كبر الحلم هل نضجت التجربة؟

بدات ملامح الحلم تتشكل اكثر، اصبحت احلامنا حقيقية وهذا جميل لكن لازلنا نحلم ونصنع فرجة ومشهدية، لا اصدق ان المهرجان تماسك بهذه الطريقة واصبح قبلة لمريدي المسرح الفرجة، فحين قررت العودة الى مدنين لانجاز المهرجان كنت اعزل، لا املك عتادا: لا انتماءات سياسية ولا من عائلة برجوازية كل ما املكه الكثير من الرغبة والثقة ودعوات امي فاطمة واصدقاء نتشارك الفكرة والرغبة في التغيير.
اليوم كونت ابناء اصبحوا السند في المهرجان وهم شركاء القرار والنجاح وبفضل اصرارنا نجنا جميعا ليكون مسرح الاحياء قبلة حقيقية لكل الباحثين عن فرجة تحترم الانسان.
ما الذي تغير في الاحياء خلال هذه الاعوام السبعة؟

تغيرت العقلية هناك حادثة رسخت بذهني ما هي التوصيف الابرز للتغير: في الدورة الاولى الممثلين لبسوا زي الكلون وصعدوا على احدى السيارات في اطار التنشيط وماراعنا الا وصاحب السيارة يجري بسرعة جنونية لاسقاطهم، اما اليوم تغيرت المسيرة واصبحت تخرج من عمق الاحياء وطيلة الطريق الاهالي واصحاب الدكاكين يوزعن الماء على المشاركين في الكرنفال، ربما الصورة بسيطة لكنها عميقة، بعد اعوم من الاجتهاد يمكن الجزم ان المهرجان والمسرح الصغير نجح في تغيير العقلية وترسيخ فكرة الانتماء، انتماء ابناء الاحياء الشعبية للفنون.
كيف تعملون على ثقافة الاختلاف الموجودة في الجهة؟
في هذا الحي "طريق بني خداش" يوجد العديد من اصحاب البشرة السمراء، تربينا في الحي (قصعة وحدة) اي اننا نتشارك الماكل والملبس والمقاعد الدراسية لكن في الكبر عدد منهم تعرض لمشكل العنصرية في احدى اعمالنا كانوا جزء اساسي من العملية الابداعية، هم تلاميذ لهم الرغبة والقدرة على النجاح على الركح، حين عرضوا هناك من بكى بعد العرض وبعضهم قال جملة "شعرنا بالانتماء، أول مرة يعمل معنا احدهم دون أن يشعرنا بالرفض أو الاختلاف".
نجح المسرح الصغير ان يكوّن علاقة ثقة بين الفضاء والمواطنين، أصبحت بمثابة"قاضي الأسرة" على سبيل المجاز، الأولياء أصبحوا يلتجئون لمؤطري المسرح لمعالجة والاستماع لمشاكل ابنائهم في الدراسة والشارع، حب ومسؤولية صعبة جدا، وتلك قيمة الأستاذ الحقيقي.
بعد عوام من العمل اصبح هناك فتيات في منظومتكم الابداعية كيف نجحتم في ذلك؟
في البدايات لم يكن هناك فتيات في نوادي المسرح خاصة الاحياء الشعبية، هناك صور تسرب في التلفزة تسيء لصمعة الفن في الجهات لكن بعد اعوام كسبنا ثقة الاولياء واليوم الفتيات جزء اساسي في العملية الابداعية كما انهم من المنظمين والمشرفين على نجاح كل الفعاليات التي ينظمها المسرح الصغير، الاولياء يعرفون مصداقية كريم خرشوفي والمسرح الصغير.
التكوين هو اساس البدايات؟ اين ابناء المسرح الصغير؟
ابناء المسرح موجودين في كامل انحاء العالم ونجحنا في الاستثمار في الانسان، من المسرح الصغير تخرج ستة اساتذة مسرح اليوم هم زملائي وهم بوبكر الغناي وحبيب عدواني وياسين لملومي واشرف التواتي وهيفاء الكامل واسماعيل محضاوي، وهناك 45ممثل اليوم يتجولون فالعروض المسرحية بين الجدار وثم ماذا العرس ومرح الحلم والدب الدب والطيب وشرشور.
ما هو رهانكم المسرحي والمواضع المطروحة في اعمالكم؟
هناك توجه احفر فيه، جئت الى هنا بمجموعة من المعارف واردت تطبيقها وتنفيذها، لكن هناك هاجس اعيش به منذ الطفولة صدقا لا اريد حرمان ابناء الحي من المسرح كما حرمت في طفولتي، اصدقائي الذين تشاركت معهم متعة الفنون والفرجة والبريك دانس للاسف اكلهم البحر لذلك هاجسي الاول هو اطفال الجهة ومشاغلهم واحلامهم والرغبة ان يكونوا هم اصوات لذواتهم ولا اريدهم ان يعيشوا وجع فقدان الصديق كما عشته بسبب "الحرقة".
مثلا مسرحية "الجدار" ليلى والذب من خلال هواجس الاحياء الشعبية والناشئة، نعمل على تطور نصوص عالمية لخدمة ومعالجة قضايا الراهن والمكان.
المسرح الذي نشتغل عليه لا يمكن ان كون في قطيعة مع المجتمع، فمنذ الاغريق كان المسرح صوتا للمجتمع وصورة له، لا اتنكر لبقية المدارس الفنية ولكن الحفر في الهنا والعمل على مشاغل حقيقية تمس مواطني الأحياء الشعبية أولا يعزز الثقة بين الفنان والمواطن وثانيا يكون دعامة نفسي وفنية جيدة للاطفال ممن يتعلمون المسرح النوادي ويضمن علاقة حميمية بين المادة المطروحة وطارحها.
ما الذي يميز طريقتكم في العمل عن غيركم من المسرحيين؟
اعمل على الحيوية والفرجة، نقدم في أعمالنا رسائل أمل علنا نتجاوز الإحباط الموجود، نحتاج للكثير من الأمل لان هناك تاثير مباشر للعمل على الممثل، منذ اعوام اشتغل على مقولة "اي مسرح نريد" و"اي جمهور نريد استقطابه للمسرح" وهل المسرح قابل لمعالجة العاهات المجتمعية التي بناها فينا الواقع السياسي والاجتماعي بالفرجة فقط ام يجب الممارسة؟ وبعد تجارب تيقنت ان الممارسة هي أفضل الطرق للعلاج والتجريب ايضا ولذلك نعمل على التفاعل، في ك لعروضنا الجمهور يساهم في صناعة الفرجة.
هل لازلت تحارب لامركزية الثقافة؟
لامركزية الثقافة فعل وليست شعارات نطبق تفاصيل اللامركزية والاعمق حق الجهات في الثقافة وسبق وان صرحت لجريدة "المغرب" في 2017 اننا لازلنا نقاوم "منفى" وزارة الثقافة ، نحن نفتنا الجغرافيا والادارة، وزارة تقدم لتظاهرة بهذا العمق منحة 25الف دينار؟ نسمي هذا نفيا، فما يفعله المسرح الصغير هو دفاع عن الانسان،دفاع عن حق ابناء تونس في الثقافة وحماية لابناء الدواخل من مخاطر الشارع والهجرة غير الشرعية وغيرها من الافات التي تهدد المنظومة العائلية والمجتمعية ايضا.
في اشتغالكم على المسرح الاجتماعي كيف تقدم تجربة "احكيلي"؟
مسرحية صادقة وانسانية، "احكيلي" التجربة الاصدق شعرت انني للمرة الاولى انجز مسرح، كل ما قدمته سابقا على المحك والتشكيك، بعد تجربة احكيلي تساءلت لمن نقدم المسرح، غيرت نظرتي للواقعز
"احكيلي" استنتجت منها التالي: ما اقبحنا في عينوهم كم نحن موتى في عيونهم، يعيشون بيننا لكننا لا نلتفت اليهم ولا نعرف حجم معاناتهم، لا نعرف صورتنا باعينهم.
كنت قاس جدا طبقت عليهم كل آليات العمل مع الممثلين المحترفين، منذ اللقاء الاول سالتهم " هل تريدون انجاز عمل مسرحي ام سنكتفي باللعب وبعض الصور التسويقية؟"،وانطلقت التدريبات، لسبعة اشهر اكتشفوا مهاراتهم الدفينة واكتشفت معهم انسانيتي والجزء الطفولي المخفي داخلي، كنت صارما جدا في معاملتهم ويوم العمل كانوا لوحدهم على الركح دون مربين، حضر التركيز والانتباه الكل لتفاصيل العمل ومنهم تعلمت مساءلات جديدة.
"احكيلي" عر ض نرجو ان ياخذ فرصته في المسرحية ناقشنا وطرحنا مشاكلهم بكثير من السخرية ، اليوم عرفت ان منحة اعاقة قيمتها 1َ80دينار؟ هل يعقل دولة سباقة في حقوق الانسان يتكون ابنائها من ذوي الهمم لسنوات دون الحول على شهاة تكوين؟ هناك الكثير من الوجع والمشاغل ومنها من يقدم بطاقات الاعاقة؟ ومن يتحصل عليها؟ وغيرها من الاسئلة هم من طرحوها وبطريقة كوميدية.

هل تعمل على جدية المسرح العلاجي؟
اؤمن بهذا المسرح جدا تقريبا كل فرد بقيت معه لعشرين حصة، بعضهم كان عاجزا عن التعبير عن مشاكله وبعد البرايف تحررت ملكة التعبير وبات قادرا على الحديث بحرية ومساءلة ذاته وافكاره، العمل تجربة علاجية حقيقية تنصت فقط لسؤال الانسانية ، بعضهم خلق ضحكة جديدة او حركات متجددة من الاعداد الجسدي اكتشفوا خيالهم وملكة التفكير لديهم وبالفعل كانت التجربة رائعة، واشتغلنا مع جمعية "فاعلة" ومن اهم مخرجات التجربة انجاز نادي قار للمسرح مخصص لذوي الهمم في المسرح الصغير.
اختلفت تجربتكم المسرحية بين التدريس المسرح الكلاسكي والتكوني لنوادي والعمل في مسرح السجون ثم مع ذوي الهمم كيف اثرت هذه التجارب على تجربتكم الفنية؟
زادتني حبا لنفسي وللمسرح الصغر فهو من فسح لنا هذه الحرية، تعلمت الاشتغال على الكتابة الركحية ومساءلات ميدانية متجددة وهي الاصعب، والهم انني تعلمت معنى ان يكون الفنان انسانا.

 

 

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115