أسعار الغذاء بين الأزمات المالية والصراعات منذ 2010 : انقسام السنوات الى خماسيات بين الارتفاع والانخفاض وإمكانية تسجيل خماسية الارتفاع نهاية العام 2024

اقترنت حركية أسعار الغذاء في العالم

نزولا أو صعودا بأزمنة الأزمات المالية والاقتصادية من جهة وفترات الهدوء من جهة أخرى بالإضافة إلى التأثير لأوقات الصراعات والحروب والظروف الطارئة على غرار الظروف الصحية والبيئية.

في متابعة لمؤشر أسعار الأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة ومنذ 2006 منا هو مبين عبر موقعها الالكتروني يظهر المؤشر التأثر بالظروف والمستجدات التي شهدها ويشهدها العالم ففي 2008 ارتفع المؤشر إلى 117.5 بعد أن كان قبل سنة في حدود 94.3 الارتفاع الملحوظ هو كان نتيجة التأثر بالأزمة الغذاء 2007/2008 وهي الأزمة التي ارتفعت معها الأسعار بدرجة كبيرة وأصبح الغذاء بعيد المنال عن حوالي مليار شخص حول العالم والأسباب كانت مناخية وارتفاع أسعار النفط فرضت معها أكبر البلدان المنتجة للمواد الغذائية قيوداً على الصادرات بسبب القلق على إمداداتها الغذائية المحلية، أدى ذلك إلى تفاقم الزيادات في الأسعار. وبعد مرور ثلاث سنوات وفي 2011 عادت الأسعار الى الارتفاع مجددا بسبب العوامل المناخية واضطرابات الطقس في البلدان المنتجة . وفي 2014 ارتفعت الأسعار بسبب التوتر بعد ضم روسيا من جانب واحد لشبه جزيرة القرم لأراضيها وما نتج عن هذه الخطوة من ارتفاع لأسعار النفط بالإضافة إلى تواصل التأثر باضطرابات الطقس.
ومنذ 2015 هدأت الأسعار إلى 2020 ومنذ 2021 ارتفعت الأسعار تحت تأثير اضطرابات الإمدادات وتداعيات الجائحة وبلغ المؤشر ذروته في 2022 ب 144.7 نقطة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وأثارها على عمليات الشحن من البحر الأسود وتوقفه في عديد الفترات وارتفاع أسعار النفط . ثم نزل المؤشر بعد تامين ممرات لصادرات القمح من أوكرانيا تحت إشراف الأمم المتحدة، ولم تعد الأسعار كما كانت قبل الجائحة فالعالم مازال يشكو ارتفاعا في أسعار الغذاء.
متابعة مؤشر الفاو يظهر تسجيل خمس سنوات بين 2010 و2014 استقرت فيها اسعار الغذاء هلة ارتفاع لتنخفض في الخماسية الموالية ثم ترتفع في السنوات الماضية مع امكانية انتهاء الخماسية الثالثة على ارتفاع بانتهاء العام 2024.
كان تأثر تونس سريعا بهذه الأحداث فمنذ 2021 و بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار فقدت الأسواق عديد المنتجات في عديد الفترات ومازال توفرها غير متوازن مع الطلب على غرار الأرز والسكر والقهوة.
واعتمدت تونس عديد الآليات للحد من انفلات الاسعار على غرار تكثيف المراقبة وتسقيف الأسعار من جهة اخرى وتسعير بعض المنتجات الا ان الاسعار واصلت ارتفاعها فالغلال والخضر و اللحوم بكل انواعها و الدواجن ارتفعت بنسب عالية ارتفعت معها نسبة التضخم التي اصبحت في بعض الفترات برقمين.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115