الجمعية المتوسطية للفنون التشكيلية تصدر بحثا نقديا جديدا كتاب: التعددية في الممارسة الفنية المعاصرة: مساحة لتحليل واقع الفن المعاصر في تونس

تهتم الجمعية المتوسطية للفنون التشكيلية المعاصرة بالمنستير

باثراء المادة البحثية ومدونة الفن التشكيلي التونسي عبر توثيق ندواتها الفكرية ولقاءاتها العلمية وإصدار مادة بحثية باللغتين العربية والفرنسية لمساعدة طلبة الدوكتوراه على انجاز بحوثهم المعمّقة بالإضافة الى التنويع في النص البحثي المهتم بالفن التشكيلي في تونس.

واحتفت الجمعية باصدار فني ونقدي جديد بعنوان "التعددية في الممارسة الفنية المعاصرة:الرؤى والتحديات" وشارك في نحت نصوصه مجموعة من الدكاترة والمختصين في الفنون الجميلة وهم حبيب بيدة وساسي ضيفاوي وحورية بن مصطفى ومحمد لجمي وسمير بشة ونزار مقر وانيس عموري وحلمي بن نصير ومحمد بن حمودة وكريمة بن سعد واشرف على انجاز المنجز البحثي الدكتور محمد سامي بشير.
الفن المعاصر بين التشكيل والترميز

احتوى الكتاب مجموعة من الدراسات النقدية والكتابات البحثية في الفنون التشكيلية والفن المعاصر في تونس بين النظري والممارسة..
الفن المعاصر المحور الاساسي لبحث الدكتور حبيب بيدة ويعرفّه كالتالي "الفنّ المعاصر قد تبنّاه البعض حتّى لا يورّطوه في نفس القطيعة التي أصبحت بالنّسبة للفنّ المابعد حداثي إيديولوجيا. لذلك كانت بداية الفنّ المعاصر متخلّصة من كلّ بعد إيديولوجي. فالفنّ المعاصر هو الفنّ المُنتَج اليوم أو في ماض قريب وهنا نرى بوضوح أنّه يتّخذ نفس التّعريف الذي اتخذه الفن الحديث كفنّ جديد وفنّ الحاضر أو الماضي القريب.".

وعن هذه التجربة الفنية في تونس يضيف الدكتور بيدة :أمّا الفنّ المعاصر في تونس فلازلنا نبحث عنه أو لم ننتبه إليه بفعل تشتّت تجاربه أو عدم كثافتها إعلانا وإعلاما، ما جعل البعض من تظاهراته، التي لم يكن لها وقع إلا من خلال إعلام المواقع الإنترناتيّة وقد انتبهتُ صدفة إلى تظاهرة يدّعي أصحابها أنّها تنتمي أو هي تريد أن يتبنّاها مفهوم "الفنّ المعاصر" وأعتقد أنّ هذه "التّظاهرة" قد وجدت من يدعّمها ويموّلها باعتبارها عملا يستحقّ الدّعم وهنا وجب السّؤال عن المقاييس العلميّة والمعرفيّة المعتمد عليها في دعم مثل هذه الأعمال.

ويعتبر الفن المعاصر مسار لفنون متعددة انسجمت وتجانست وواكبت التغيرات العلمية والاستيتيقية وللفن المعاصر تمظهرات متعددة ومنها "الكاريكاتور" وكان محور البحث الذي انجزه الدكتور محمد ساسي ضيفاوي في كتاب " التعددية في الممارسة الفنية المعاصرة" ويقدم الباحث مداخلته العلمية والنقدية كالتالي" لأنّ الفنّ نشاط لا ينفصل إطلاقا عن وقع الحياة، ولا يُجانب سائر أوجه النشاط البشري، لذلك ارتأيت أن أدوّن مقاربة فنّية موصولة بفنّ الكاريكاتير لما له من تأثير ساخر وساخن ومباشر في الذائقة الجمعية، باعتباره فنّا ملتزما مباشرا ناقدا يحمل محمولات رمزية ورسائل مشفّرة تنوس بين الوحدة والتنوّع والالتزام، وهو من أبرز الفنون رواجا وإقبالا واتّصالا وفعالية حضارية مفصلية ومركزية يؤثر في المتلقي مهما كان وضعه ومرجعياته وإيديولوجيته".
مشيرا الى تطور فن الكاريكاتور عند العرب والمسلمين لانه يحقق رسائل نقدية واصلاحية مهمّة ونوه في هذا الصدد بالعلاقة بين الكاريكاتور والقضية الفلسطينية وكيف كان هذا الفن الساخر وسيلة للتعريف بها، لان فن الكاريكاتور الناقد للاوضاع المتدهورة كان افضل الاسلحة لايصال كل الاصوات الحرة الى العالم.

كل الفنون تتناسج لتقديم جماليات متعددة

اختلفت طرق تناول موضوع "الفن المعاصر" وتعدديته في الممارسة التشكيلية في تونس ليكون "البرفرمونس" محور اشتغال الباحثة كريمة بن سعد وقدمت مداخلتها المعنونة بـ "تناسج الفنون في العرض الفرجوي المعاصر: االبرفورمونس: دراماتورجيا الفن التشكيلي" .
وفي بحثها اكدت الدكتورة المختصة في الجماليات ان كل الفنون تتداخل وتتشابه في المستوى الأول من حيث الإدراك، لأن للفنان، مهما يكن اختصاصه، مسرحيا أو موسيقيا، أو أديبا، هي عملية إدراكية أساسية. بيد أن لكل فنان طريقته الخاصة ومشاعره المخصوصة في التعبير عن هذا الإدراك إبداعيا." بذلك فإن مسألة تناسج الفنون وتداخلها يتجاوز مسألة الإدراك البسيط للمسألة لأن تنافذ الفنون فيما بينها مسألة قديمة متجددة.
واشارت الى بدايات فن البرفرمونس في تونس وعادت بالقارئ الى التجربة الفنية لعبد الرزاق الساحلي " فظهور "فن البرفورمونس" مع الفنان عبد الرزاق الساحلي في ثمانينيات القرن الماضي من خلال أشعار صوتية كان يقدمها في افتتاح عدد من معارضه، أو خلال لقاءاته بالفنانين. ولعل ما ظهر بصوت وجسد عبد الرزاق الساحلي من أشعار صوتية تعتمد على العفوية، والصدفه، والارتجال لا تفهم جل كلماتها فهي عبارة عن مؤشرات كلامية صوتية لا غير، هي نتاج التأثير الغربي لما بدأ يظهر من ظواهر فنية في تلك الفترة عايشها الفنان بحكم استقراره موزعا بين تونس والخارج.
ونوّهت بن سعد الى تفاعل الفنون من مسرح وشعر ورسم لتقدم اعمال فنية ذات بعد تعددي كما تناولت بالتحليل تاثير كل من الحبيب شبيل وعبد الرزاق الساحلي وبشير قرشان في تطور فن "البرفورمونس" في تونس، فالفن المعاصر تفاعلي ينسج علاقة تواصلية بين الفنان والعمل الفني والفضاء والمتلقي في ذات الوقت.

 

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115