"علي بلاّغة... تبر الزمان" في "دار الفنون بالبلفيدير": مائوية فنان غيّر مساره "صندوق القيروان" !

رسم علي بلاّغة لوحة "علي وراس الغول" و"سفينة نوح"

ونحت شخصية "عنتر بن شدّاد"... وترك الأثر كالرسم على الحجر... رحل رحيل بلاّغة وبقيت بصمته في الفن التشكيلي ثابتة وشاهدة على مسيرة فنية استثنائية!

احتفاء بمائوية الفنان الكبير علي بلاّغة (1924- 2024) ، ينظم المركز الوطني للفن الحيّ دار الفنون بالبلفيدير بالاشتراك مع إدارة الفنون التشكيلية معرضا استيعاديا وتكريميا بعنوان "علي بلاّغة...تبر الزمان" وذلك من 13 جانفي إلى غاية 10 فيفري 2024.
40 لوحة من الأعمال الفنية النادرة للفنان علي بلاّغة ستصافح جمهور الفن التشكيلي في معرض "علي بلاّغة...تبر الزمان". على هامش هذا المعرض، سيتم تنظيم مائدة مستديرة عن حياته والمدارس الفنية التي طغت على مسيرته، إلى جانب رصد لأهم التنويعات التشكيلية التي استعملها الفنان المحتفى بمائويته.
في المدينة العتيقة بتونس العاصمة، ولد علي بلاّغة في عام 1924، وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بباريس سنة 1955 وهناك تردد على ورشة الأستاذ "جودون" لتعميق ثقافته في تقنيات فن الحفر الحديث، ومارس فن الخزف بورشة المعلم "كانيفاي" الى جانب تلقيه لدروس في فن التزويق.
وقد ورد في الورقة التقديمية لمعرض "علي بلاّغة...تبر الزمان" ما يلي: " استخدم علي بلاغة العديد من التقنيات والخامات في أعماله، معتمدا على مراجع جمالية متباينة يندمج فيها التراث مع الفن المعاصر حيث نجد له لوحات محفورة على الخشب واخرى عبارة عن مجسمات فنية مشكلة من مواد حديدية قديمة وعناصر نحتية وتكوينات قائمة على فن الغرافيك والخط الكوفي القيرواني. وقد تولى عليّ بالاغة سنة 1966 رئاسة الصالون التونسي، كما ترأس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين سنة 1975 بعد أن ساهم في تأسيسه، وكان عضوا ناشطا ضمن جماعة مدينة تونس لفن الرسم."
وعن جماليات أعمال علي بلاّغة ومواضيع إبداعاته، يقول الفنان التشكيلي سامر بن عامر :"ارتبط بالمدينة العتيقة، فصوّر أدق تفاصيلها المعمارية والزخرفية.. يقول: لا استطيع العيش دون المدينة العتيقة". اكتشف فيها التراث المحلّي من خزف ونسيج ومن فنون الحياكة والتطريز والتزويق والزخرفة اهتم بالبلور المنفوخ وبحرفة الذهب والنحاس والفضة والعنبر. كما أنه يعتبر أول من استغل مواضيع مستلهمة مباشرة من الرسم تحت الزجاج.انتبه إلى صندوق القيروان التقليدي، فألهمه تقنية الحفر على الخشب التي ميزت رسوماته، صرّح علي بلاّغة قائلا: قبل صندوق القيروان كنت هادئا ومرتاحا أمام مستطيل ابيض، ولكن عندما رأيت ذلك الصندوق لم يعد بإمكاني الرسم مثل ذي قبل ".
يضيف الدكتور سامر بن عامر قائلا: "مسيرته تقوم على هاجس طبع أثره الفني عموما، ويتمثل في البحث عن كيفية التخلص من الفن الغربي والمضي قدما نحو ممارسة فنية أصيلة تسعى إلى إبراز خصوصية فنية وتونسية."

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115