ليلى بورقعة

ليلى بورقعة

بعد أكثر من سنة من قفل أبوابه وتعليق نشاطه بسب خضوعه لأشغال الترميم والصيانة، تدب الحياة من جديد في أوصال المسرح البلدي بالعاصمة مع إعادة افتتاحه رسميا مساء اليوم. وقد خلّف غلق المسرح البلدي فراغا كبيرا في الساحة الثقافية أمام الافتقار الشديد لفضاءات العرض...

تحت سماء الفن وراية الإبداع كان اللقاء على عقيدة الخلق والجمال والالتقاء على مذهب الأمل والحياة بعيدا عن حدود الجغرافيا وأجندات السياسة وحسابات الاقتصاد... إذ كان الملتقى المتوسطي للفن المعاصر بالحمامات قبلة أهل الألوان والأشكال الذين توافدوا

في استلهام من جمال الطبيعة واقتباس من رمزية الجغرافيا تم إطلاق تسمية «مهرجان الموسيقى البديلة راست أنجلة» على هذه التظاهرة الفنيّة التي تحتضنها عاصمة الجلاء بنزرت. وإن كانت قمة «رأس أنجلة» هي أعلى نقطة في شمال إفريقيا فقد تمّ استبدال نصف التسمية

في مثل هذا الشهر من كل عام تلبس تونس ثوب الاحتفال بشهر التراث وهي بلد 3 آلاف سنة من الحضارة وربما أكثر... وأمام ثراء حضاري عريق وتراث أثري ثمين يبقى البون شاسعا بين القيمة الكبيرة لهذه الثروة الوطنية وبين مدى الحفاظ عليها وتثمينها وحجم استغلالها وحسن استثمارها لدفع عجلة التنمية...

لأن الموسيقى هي فن وعلم في الآن ذاته ... فقد خصصت أيام قرطاج الموسيقية في دورتها الرابعة جائزة خاصة بالبحث في المجال الموسيقي تحت عنوان الجائزة الدولية «محمود قطاط للعلوم الموسيقية». وقد تم أمس بفضاء المكتبة الوطنية بالعاصمة الإفصاح عن هوية صاحب هذه الجائزة الدولية

عوضا عن مخاطبة العقل للعقل وبدلا عن مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل وقد حث ديننا الحنيف على إعمال العقل...علا صوت الخصومة ومنطق الهزيمة في إيقاف محاضرة المفكر التونسي يوسف الصديق حول «مفهوم القداسة في الوثنية وفي ديانات التوحيد الثلاث»

على إيقاع دغدغة الوتر ووشوشة النغم، وعلى أوتار جمال اللحن وسحر الطرب ... كانت رحلة الصفاء والخيال والحلم إلى عوالم أخرى متحررة من قيود المكان والزمان في افتتاح الدورة الرابعة لأيام قرطاج الموسيقية التي تعد جمهورها وروّادها بسفرة راقية ورائقة على أجنحة الموسيقى زادها الاستماع والاستمتاع ...

تمثل القناة الثقافية الحلقة المفقودة في باقة القنوات التلفزية حيث يغيب صوت الثقافة في خضم تبجيل أخبار السياسة والاهتمام بأخبار الرياضة والاقتصاد...ممّا يعكس انحسار الوعي بقيمة الثقافة وارتداد الإيمان بدور الفنون في تنوير العقول وتهذيب الذائقة الجمالية المفقودة في كثير

خمسون سنة من السينما، من الكاميرا، من الفن... كانت كافية لتكون مصدر إلهام و حافز للإبداع في تصميم معلقة الاحتفال بالحدث الكبير... خمسينية السينما التونسية. ففي الوقت الذي انتظر فيه عشاق الفن السابع وأحبّاء الشاشة الكبيرة وأتباع الكاميرا معلقة جميلة وطريفة بحجم هذه المناسبة

شاءت الأقدار أن تستفيق تونس على جرح جديد ووجع عميق على وقع النبأ الحزين المعلن عن رحيل الفنانة المسرحية القديرة رجاء بن عمار في اليوم ذاته الذي نحيي فيه الذكرى الأولى لرحيل شاعر البلد محمد الصغير أولاد أحمد... هكذا هم المبدعون في كل ميدان وزمان ومكان

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115