
محمد جويلي
هل هي المرّة الأولى التي يحدث فيها ما حدث في الجنوب التونسي هذه الأيام؟ قطعا لا، الصراعات التي تحركها الانتماءات الجهوية والقبلية والعروشية
تحتاج الظواهر إلى تشخيص ويكاد يكون هذا التشخيص معلوما من الجميع وأن الأمر يحتاج إلى فعل، إلى تقديم حلول. لا فائدة في إعادة تذكيرنا
لم يكن لاعب كرة قدم فحسب، إنه شيء آخر، من أي كوكب أتيت، يصيح معلق المباراة وقد فقد صوابه بالكامل جرّاء هدف خرافي سجله مارادونا في مونديال 1986.
من الصعب التفكير في منوال تنموي خارج العلاقة الشائكة بين المركزي والجهوي. لا تعني العلاقة الشائكة هيمنة طرف على آخر،
من المفارقات استعمال كرة الثلج ونحن نتحدث عن الكامور وعن النفط وعن الصحراء. يعتبر العديد من المحللين أن حلّ مأزق الكامور هو بداية تكوّن كرة الثلج التي بدأت في التشكل.
هناك مخاوف جدية يعتقد فيها الكثيرون بكون الكامور سيصبح ثقافة ضدّ الدولة. وتأتي هذه المخاوف من المقولة التي
الجامعة التونسية تنتخب هياكلها البيداغوجية في ممارسة ديموقراطية تبدأ بانتخاب رؤساء الأقسام ثم المجالس العلمية
كرة القدم معنيّة أيضا بالانتقال الديموقراطي. ظهرت اللعبة وتطورت في أتون الحداثة الغربية وفي أتون ديموقراطيتها
كلّما أكّدت الدولة على أنها قوية باستمرار كلما كان ذلك دليل على أنها ضعيفة باستمرار، ولهذا هناك علاقة قوية بين استبداد الدولة وضعفها. إن الإفراط في إظهار غلبة الدولة
تبدو حكاية الكامور من أعوص المسائل التي تواجهها الدولة في تثبيت قدرتها على إدارة التوازنات. والكامور بغض النظر عن وجاهة الحراك