
ليلى بورقعة
لأن العائلة هي النواة الأولى لتربية الناشئة على حب المطالعة و مصادقة الكتاب فقد أعلنت إدارة المطالعة العمومية بالشراكة مع المندوبيات
تحت وطأة الكورونا يئن قطاع الكتاب من شدة الأزمة التي قصمت ظهره، محاولا عدم الاستسلام والصمود. وكما كان هذا الوباء
على مر العصور وتغيّر الأزمان، كان المسرح وسيبقى سلاح مقاومة وصرح صمود حتى في الحروب والأزمات. وفي زمن الكورونا،
لئن كانت السينما فن الصورة بامتياز فلاشك أن الكتابة هي دعامة هذا الفن انطلاقا من وضع السيناريو مرورا بالنقد والتحليل وصولا إلى التحقيق والتوثيق.
بين عصر انقضى ومضى وحاضر آني وزمن آت، تشد الحكاية إليها كل الأجيال عبر حبلها السري:»كان يا ما كان في قديم الزمان»،
إذا قيل عن المرافعة بأنها «مسرحية صعبة يؤدي فيها المحامي جميع الأدوار»، فإنّ المخرج حمادي الوهايبي قد منح ركح مسرحيته
في عمر السبعين حزم الموسيقي التونسي حمادي بن عثمان حقائب السفر الأخير وقرّر الرحيل! بعد أن روّض الآلات حتى صارت
لأنّ التراث هو الذاكرة والتاريخ والأثر الباقي وصمّام الأمان ضد النسيان، فقد اهتم التقرير السنوي العام عدد32 لمحكمة المحاسبات
في صفحات سوداء من تاريخها عرفت تونس بين سنتي 2012 و2013 على وجه الخصوص مسلسلا طويلا من حلقات الاعتداء
في صمت يشبه «صمت القصور» رحلت دون إنذار أو وداع، و في هجرة أبدية لا يعود أصحابها أبدا على عكس «موسم الرجال» غادرت مفيدة التلاتلي إلى الأبد.