من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية في الكاف: «ذئاب منفردة» لوليد الدغسني تنافس على جوائز مهرجان صيف الزرقاء المسرحي في الأردن

مسرحا جادا وعميقا يحفر في باطن القضية ويغوص في عمق الإشكالية. وفي هذا السياق يأتي إنتاج مسرحية «ذئاب منفردة» للمخرج وليد الدغسني التي تم عرضها مساء أمس الجمعة على ركح مهرجان صيف الزرقاء المسرحي في الأردن ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.
انطلقت الدورة 19 من مهرجان صيف الزرقاء المسرحي يوم 12 سبتمبر الجاري لتتواصل إلى غاية 18 من الشهر نفسه وكانت فلسطين ضيف شرف المهرجان. وقد تمّ اختيار الفنانة القديرة جولييت عواد لتكون شخصية المهرجان لهذا العام.
منافسة بين 7 مسرحيات من 7 دول
على مسرح مهرجان صيف الزرقاء المسرحي تتنافس 7 مسرحيات من 7 دول على جوائز المهرجان، وهي مسرحية «ذئاب منفردة» من تونس و«ستة في ستة» من المغرب و«كلثوم» من الجزائر و«سالب واحد» من مصر و«ليلة حارة صيفية في مدينة منسية» من سوريا و«ابصم بسم الله» من العراق و«تراتيل ثورة نساء» من الأردن.
لم يكن سفر مسرحية «ذئاب منفردة» إلى الأردن بالأمر السهل حيث تم تجاوز بعض التعطيلات في الدقيقة التسعين ليتمكن فريق المسرحية من التحليق نحو مهرجان صيف الزرقاء المسرحي قبل موعد العرض بساعات . ولم يكن هذا الإرباك متعلقا بوزارة الشؤون الثقافية بل يعود إلى رئاسة الجمهورية التي طلبت التثبت في هوية المسافرين نظرا للإجراءات الاستثنائية التي تهم مديري المؤسسات.
في «ذئاب منفردة» يمسك المخرج وليد الدغسني بتلابيب الإنسان المعاصر ليهز تفكيره ويرّج كيانه كاشفا زيفه ونفاقه ومعريا لقبحه ووحشيته في ملاحقه غرائزه ومصالحه... وفي عصر التواصل الحقيقي والافتراضي بين الناس في ظل الثورة التكنولوجية والرقمية، اقترب البشر أكثر من بعضهم البعض ظاهريا لكن في الحقيقة نمت فيهم نزعة الفردانية أكثر فأكثر وطغى عليهم طبع الأنانية حتى صار الفرد ذئبا منفردا يفترس أخيه الإنسان إن خالف فكره أو وقف في وجه منفعته أو اعترض على تصرفه..
ومن خلال طرح سسيولوجي وعمق فلسفي، تسقط مسرحية «ذئاب منفردة» الأقنعة المزيفة لتنفذ إلى الذات الإنسانية القلقة والمتوجسة والمريضة... لتحذر من خطورة الإنسان حين يتحول إلى ذئب بشري.
وتأتي استضافة المملكة الأردنية الهاشمية لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف من خلال عرض «ذئاب منفردة» للمخرج وليد الدغسني
وأداء منجي الورفلي ومنير الخزري ومنير العماري ونور الدين الهمامي ووليد الخضراوي وشيراز العياري وسيف الدين الشارني، إيمانا وتقديرا لحرفية المسرح التونسي واختلاف مرجعياته وجمالية لغته... فهل ستعود مسرحية «ذئاب منفردة» من الأردن محملة بالجوائز وحاملة لوسام التتويج؟