
حسان العيادي
في الوقت الذي كنا ننتظر من رئاسة الجمهورية الاقدام على خطوة شجاعة والدعوة إلى حوار وطني يجمع اطراف الازمة والمنظمات الاجتماعية
مع الاقتراب من نهاية الشهر الثاني من ازمة التحوير الوزاري التي تطورت لتصبح تناحرا بين مؤسسات الدولة. يبدو اننا انتقلنا الى مشهد سياسي يعيش
بات عصيا عدّ الايام العجاف في البرلمان. اذ هي متواترة لا تكاد تغيب عنا وهو ما جعل البعض منا «يطبّع» مع العنف والفوضى التي استوطنت
يبدو ان من معضلات تونس ان بعض الفاعلين السياسيين فيها يتعاملون مع تاريخها على انه كتاب يمكنهم تمزيق اوراقه
مرّ امس وكأنه يوم عادي لا يوم عيد الاستقلال ، ليقتصر الامر على بيان من الرئاسة للإعلان عن عفو اصدره الرئيس الذي لا يتبنى السردية الرسمية للاستقلال.
ترتبط الشعوب وجدانيا بتواريخ خاصة، تلك التي تكون ملحمية. كعيد الاستقلال الذي لا يختزل فقط كتاريخ للتحرر الوطني والتخلص من الاستعمار الأجنبي-على أهمية هذا الجانب-
تتسلح رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسى بهاتفها لتخوض معاركها السياسية وتسوق لدعايتها وسرديتها المناهضة للثورة وما اتت به، معارك استمرت سنة ونصف
يبدو ان حركة الشعب وأمينها العام يتلقفان تلميحات الرئاسة بان الحوار الوطني سينطلق قريبا. واعتبار ذلك اشارات بان الموعد قد يكون عيد الاستقلال.
يبدو ان الازمة السياسية الراهنة لا يمكن فهمها الا اذا نظرنا اليها على انها صراع بين مؤسسات الحكم، وسيمكننا ذلك من فهم بعض الخطوات التي تأتي من هنا او هناك.
يبدو ان الصراع السياسي بين القصر وخصومه في طور الانتقال بثقله الى البرلمان. الذي كانت الاغلبية فيه تظن أنه «آمن»