الذي كشف عن عديد المعطيات يمكن تناول كل منها على حدى فقد أظهرت الإحصائيات ارتفاع في السكان في سن النشاط في تباين مع السكان النشيطين ( المشتغلين ومن هم في طور البحث عن عمل) الأمر الذي يمكن من خلاله الحديث عن عدد كبير ممن هم خارج سوق العمل.
جاء في نشرية المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بالسكان والسكنى انه في 2024 يغلب على تركيبة السكان الأشخاص في سن النشاط ( بين 15 الى 59 سنة) بنسبة 60.3% من تركيبة السكان ككل البالغ عددهم 11 مليون و972 ألف و169 ساكن أي أن عدد الأشخاص في سن النشاط هو 7 ملايين و219 ألف و217 ساكن.
من جهة أخرى كشفت نشرية المعهد المتعلقة بالتشغيل والبطالة للثلاثي الاول من العام 2025 عن ان عدد السكان النشيطين يبلغ 4 ملايين و233 الف ناشط (اي المشتغلين والباحثين عن عمل) وبلغت نسبة النشاط في الثلاثي الأول من العام الحالي 46.4%. اي ان نحو 3 ملايين خارج سوق العمل . وحسب الإحصائيات الرسمية للتلاميذ ممن أكثر من 15 سنة والطلبة فان العدد تقريبا يكون اعلى من 1مليون و500 الف مما يعني وجود العدد ذاته من السكان في سن العمل لا يعمل ولا يبحث عن عمل مع وجود فرضيات العمل غير المنظم. علما وان البطالة في صفوف الشباب (بين 15 و25 سنة) 37.7%.
القوى النشيطة في تركيبة السكان مازالت تعكس قدرات كبيرة لرأس المال البشري رغم الإشارة إلى وجود بوادر تهرم سكاني وان كان على المدى البعيد الا انه يمثل خطرا خاصة وان البلدان التي تشكو تهرما سكانيا تستقطب الفئات الشبابية لبناء اقتصادياتها التي تؤكد الدراسات تأثرها بالشيخوخة إلا أن اقتصاديات البلدان منخفضة الدخل على غرار تونس ليس أمامها هذا الحل بل ان شبابها مستهدف من الدول ذات الدخل المرتفع والباحثة عن تشبيب مجتمعاتها.
التباين على مستوى نسبة النشاط حسب الجنسين يبرز الفارق الكبير بين الإناث والذكور فلئن تبلغ النسبة لدى الذكور 65.1% فإنها لا تتجاوز لدى الإناث 29% الإناث ممن هم أكثر عدد في تركيبة السكان بنسبة 50.7% مقابل حصة ب 49.3% للذكور ، والإناث يعشن أكثر بمعدل 4 سنوات مقارنة بالذكور بالإضافة إلى الهجرة الني غالبا ما تهم الذكور أكثر.
كما أن التباين جلي على مستوى السكان المشتغلين إذ تبلغ النسبة 70.2% لدى الذكور و 29.8% للإناث.
الأرقام المنشورة تعكس الفجوة بين الجنسين على جميع الواجهات وفي انتظار نتائج التعداد المفصلة فان الأرقام المنشورة تكشف عديد المعطيات المتعلقة بالسكان وقوى العمل التي قد تعززها نتائج أخرى تتعلق بالتشغيل.