اعتصام أول للمعارضة النقابية وثان للخماسي النقابي في بطحاء محمد علي: إلى أين تسير الأزمة الداخلية في اتحاد الشغل؟

يبدو أن الأزمة الداخلية للاتحاد العام التونسي للشغل قد دخلت منعرجا خطيرا

أمام تواصل الخلافات والانقسامات وتمسك كل شق بموقفه، صراعات وخلافات مرت من مرحلة التصريحات وتوجيه الاتهامات والدعوة إلى استقالة الطبوبي وتجميد نشاطه النقابي إلى مرحلة الاعتصام في بطحاء محمد علي الذي لم يعد يحتضن فقط اعتصام مجموعة المعارضة النقابية التي دخلت فيه منذ أكثر من 10 أيام، بل أصبح يحتضن أيضا اعتصام الخماسي النقابي، انطلق يوم أمس بمساندة عدد من أعضاء المجلس الوطني للاتحاد من الجهات والقطاعات، التصعيد في الاتحاد بات حاليا سيد الموقف وكل المساعي واللقاءات والاجتماعات لم تأت بالنتائج الايجابية أمام تمسك كل شق بموقفه، فشق الخماسي النقابي يتمسك بتنظيم المؤتمر سنة 2025 في المقابل يقترح شق الطبوبي جانفي 2026 في المقابل يطالب شق المعارضة برحيل كافة المكتب التنفيذي وتنظيم المؤتمر في اقرب الأوقات.
دخل الخماسي النقابي بداية من يوم أمس في اعتصام مفتوح في مقر الاتحاد، وقد أكد أنور بن قدور الأمين العام المساعد للاتحاد وهو من بين المعتصمين أن المجموعة تتمسك باستكمال أشغال المجلس الوطني وتحترم الأطر القانونية للاتحاد وتتمسك بالقانون الأساسي والذي ينص على ضرورة استكمال أشغال المجلس الوطني واتخاذ القرار في النقطة عدد 12 المثيرة للخلافات، مشيرا إلى أن المجموعة تتمسك كذلك بالوحدة وبالاستقلالية ولكن مفصل الخلاف هو النقطة عدد 12 وقد أبدت المجموعة وفق بن قدور استعدادها للحوار حتى ولو لم يحصل اتفاق ويبقى المجلس الوطني سلطة القرار وهناك استعداد تام من المجموعة للذهاب إلى التصويت مهما كانت نتائجه.
الحل في عقد مجلس وطني استثنائي
أضاف بن قدور أن الإشكال لا يتعلق بمنطق الأغلبية أو الأقلية أي العشرة والخمسة بل الإشكال في الأغلبية للمجلس الوطني الذي يبقى سلطة القرار، مشددا على أن إيجاد الحلول ممكنة والمجموعة مستعدة لكل الحلول منها تنظيم مجلس وطني استثنائي في صورة تواصل رفض استكمال المجلس الوطني، وتحدث بن قدور في المقابل عن رفض السلطة الحوار وكل أشكال التشاركية وتطبيق الاتفاقيات، والحلّ السحري وفق بن قدور هو تطبيق النظام والقانون الأساسي للاتحاد وعقد مجلس وطني استثنائي يتم خلاله استكمال اللائحة والتصويت على النقطة 12 وترك الفرصة للمجلس الوطني لفصل الخلاف وإقرار موعد المؤتمر وما سيفرزه هذا المجلس ستقبله المجموعة، قائلا "المجلس الوطني هو الفاصل بين الجميع وما سيحكمه سيتم إتباعه، الحلول موجودة ومرتبطة بأطر القانون الأساسي والنظام الداخلي، والمسؤولية عابرة والانتماء هو الدائم، وسنواصل الدفاع عن مكاسبنا وعن الحق النقابي وديمومة العمل النقابي والوحدة النقابية، ولست معني للترشح في أي منصب ونحن متمسكون بالمنظمة والدفاع عنها".
اعتصام سيعقبه خطوات أخرى تصعيدية
وحسب بيان المعتصمون النقابيون فإن الاعتصام يأتي بعد فقدان كل أمل في الوصول إلى حلول وغلق باب الحوار الجاد والمسؤول وقطع الطريق أمام تدخلات من قدماء النقابيين من أجل تقريب وجهات النظر وتجنيب المنظمة ما لا يحمد عقباه، وأضافوا أن الاعتصام ليس غاية في حد ذاته بقدر ما هو وسيلة لمواصلة التعبير عن استيائهم لما آلت إليه الأوضاع الداخلية للاتحاد من ترد وضعف في التسيير وانقسامات وتصعيد غير مسبوق وتحريض وتخوين والكيل بمكيالين والتلاعب في تطبيق القانون وأنه لن يقف عند هذا الحدّ بل ستعقبه خطوات أخرى تصعيدية. وعبروا عن إصرارهم على إنهاء أشغال المجلس الوطني الذي مازالت أشغاله مفتوحة حتى يومنا هذا والحسم نهائيا في النقطة الثانية عشر من اللائحة الداخلية وعرضها على التصويت.
المعارضة النقابية: اعتصام الخماسي جزء من عملية إعادة التموقع
في المقابل، أصدرت المعارضة النقابية المعتصمة منذ أكثر من 10 أيام أمس البيان عدد 3 تحت عنوان "صراع الشقوق لا مصلحة للمنظمة فيه ولا لعموم الشغالين والرأي العام النقابي"، بيان أكدت أنه في الوقت الذي يواجه فيه العمال والموظفون ومختلف الطبقات الكادحة تدهورا غير مسبوق في قدرتهم الشرائية يصر مكونات الشقين على الانخراط في معارك وهمية لا تمت بصلة إلى المطالب الحقيقية للشغالين وتزيد في تعميق الأزمة غير المسبوقة التي بلغتها المنظمة. وأضافت في نفس البيان أن إقرار اعتصام "شق الخمسة" بداية من أمس ليس سوى محطة جديدة في مسلسل الصراعات الداخلية التي انطلقت منذ مدة، قرار الاعتصام ليس إلا جزء من عملية إعادة التموقع داخل أجهزة القيادة. وعبرت المعارضة عن إدانتها لهذا الأسلوب في إدارة الصراعات الداخلية عبر افتعال معارك زائفة بدل التركيز على القضايا الجوهرية التي تهم العمال.
الاصطفاف في المعركة الحقيقية لإنقاذ المنظمة
وشددت المعارضة على أن الدخول في اعتصام من طرف شق الخمسة ليس سوى هروب إلى الأمام من طرف مجموعة فقدت قدرتها على الفعل النقابي الحقيقي ولم تعد تمتلك أي مشروع جاد للدفاع عن حقوق الشغالين، ودعت كافة النقابيين وخصوصا من هم داخل الهياكل إلى عدم الانجرار وراء هذه المعارك الوهمية التي لا تخدم سوى أجندات ضيقة والى التركيز على النضال من أجل القضايا الحقيقية وفي مقدمتها تحسين الأجور وحفظ كرامة العمال والتصدي للخيارات الاقتصادية التي تزيد يوما بعد يوم في تفقير الطبقات الكادحة وعموم الأجراء، كما دعت العمال والنقابيين إلى الاصطفاف في المعركة الحقيقية لإنقاذ المنظمة والانضمام إلى اعتصام المعارضة النقابية ودعمه بعيدا عن تجاذبات شقي "الخمسة" و"العشرة" الذي لا مصلحة للعمال فيه، وفق البيان عدد 3 لاعتصام البطحاء.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115