عن انطلاق الاستعدادات العمليّة واللوجستية تجسيدًا للانخراط التامّ والفعليّ في العمليةِّ المشتركة الثانية والتي ستكون عمليةً بحريّةً بالكاملِ بمشاركةٍ عالميّةٍ واسعةٍ للإبحارِ في اتجاه غزَّة، انطلاق الأسطول وفق ما تمّ الإعلان عنه في ندوة صحفية أمس عقدت في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل سيكون من إسبانيا في 31 أوت الجاري، ومن تونس في 4 سبتمبر المقبل، الندوة حضرها المشاركون في الأسطول وهم أسطول الصمود المغاربي ومناضلين من أسطول الحرية والحراك العالمي إلى غزّة والمبادرة الشرق آسيوية "صمود نوسنتارا"، هدف الأسطول هو فكّ الحصار وكسر الصمت عمّا يحصل في غزة أمام تصاعد وتيرة المجازر التي يرتكبها الاحتلال وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع بسبب الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية،.
حرب الإبادة الجماعية خلفت وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود إضافة إلى مئات آلاف النازحين وتفاقم المجاعة، ويأتي هذا التحرك الذي جاء تحت شعار " أشرعتُنَا نحو غزّة، وغايتُنا كسرُ الحصار" كجزء من أسطول الصمود العالمي الذي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 ، تحرك يأتي مواصلة لقافلة الصمود البرية التي انطلقت من تونس بتاريخ 9 جوان الماضي والتي حاولت الوصول إلى معبر رفع لكن تمّ منعها واضطرت للتوقف في مدينة سرت الليبية.
رفض استمرار الإبادة الجماعية الممنهجة
عشرات السفن ستبدأ بالاستعداد للانطلاق من قارتي أوروبا وأفريقيا وسيتم الإعلان عنها تباعاً وفقاً للاستعدادات والإجراءات الاحترازية، وفق ما جاء في بيان أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، وسيحمل الأسطول بعض المساعدات، وستكون تونس وإسبانيا محطات انطلاق أساسية في هذه العملية، ومن الأهداف المركزية للأسطول كسر الحصار عن غزة وإقحام الشعوب وأحرار العالم في عمليّة كسر الحصار إلى جانب إعادة راهنية القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على المجازر المُرتكبة والإبادة الجماعية في غزة. وهذا التحرك وفق ما أعلنه المشاركون في الأسطول لا يهدف فقط إلى إيصال الدعم بل إلى كسر الصمت الدولي وكسر الحصار المستمر على الشعب الفلسطيني ورفضاً لاستمرار الإبادة الجماعية الممنهجة بحق شعبنا الفلسطيني وكذلك رفضاً لاستمرار الاحتلال الصهيوني باستخدام الحصار والتجويع أسلحة إبادة تستهدف أهالي غزة المحاصرين.
"ماضون إلى غزّة برًّا وبحرًا وجوًّا"
الأسطول يأتي أيضا للانصهار مع الزخمِ العالمي المناصرٍ للقضية العادلة ودعم الصمود الأسطوريّ للشعب الفلسطينيّ فوق أرضه منذ النكبة إلى اليوم، والمدافعِ عن الحقّ الفلسطينيّ التاريخيّ، والمقاومِ لآلة القتل الصهيونية الوحشية التي تواصل -دون هوادةٍ- وبكافةِ وسائلِ الدمار والقتل والإجرام والتنكيل والتطهير العرقي بتواطؤ القوى الاستعمارية ودوائر الصهيونية العالمية، حربَ الإبادة الجماعية ضدّ الشعب في قطاع غزّة منذ أكثرَ من عشرين شهرًا. ومراكمةً على المهمّة المشتركةِ الأولى "ماضون إلى غزّة برًّا وبحرًا وجوًّا"، وفق ما جاء في بيان الأسطول الذي حيا سفينة حنظلة ومناضليها ، السفينة التي تمت أسرها وهي في طريقها إلى فلسطين المحتلّة لكسر الحصار، وجدد الأسطول الدعوة لأحرار العالم والقوى الداعمة للحقِّ الفلسطينيّ لإعلانِ حالةِ الطوارئِ الأمميَّة والمشاركةِ والانخراطِ الكامل في العمليّات القادمةِ لكسر الحصارِ عن غزَّة وإيقافِ حرب الإبادة في إطار الحراك العالمي المتصاعد، وترجمةً ومواصلةً للديناميكية الشعبية والجماهيرية التي عرفتها مبادرات كسر الحصار، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
كسر التحجر والصمت
بحسب ما أكده الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي في الندوة الصحفية فإن الاتحاد يدعم كل الفعاليات الدولية والوطنية التي من شأنها كسر الحصار وإيقاف المجزرة ويدعم كل الأصوات الحرة لوقف هذه الإبادة، مشيرا إلى أن الاتحاد يجدد العهد على أن النضال من أجل إيقاف هذه المجزرة الرهيبة، ليشدد على أن العملية أبعد من عملية كسر الحصار لأن الهدف من خلال هذا العمل كسر التحجر وكسر الصمت وكسر السلبية على المستوى العربي والدولي وغلق قوس الدوس على المواثيق الدولية والإنسانية. ندوة صحفية وفق الشفي سبقتها لقاءات تنسيقية تواصلت لـ3 أيام. من جهتها أكدت هيفاء منصوري ممثلة أسطول الصمود المغاربي أن عشرات السفن ستبدأ في الاستعداد للانطلاق من قارتي أوروبا وإفريقيا وستمثل تونس واسبانيا محطة أساسية في عملية الإبحار نحو قطاع غزة. بدوره شدد سيف أبو كشك على أن من لا يقوم بخطوات فعالة لكسر الحصار عن القطاع فهو مشارك فعال في كل هذه الجرائم المرتكبة ضدّ الشعب الفلسطيني.
عمليةً بحريّةً بالكاملِ بمشاركةٍ عالميّةٍ واسعةٍ
وفق القائمون على "أسطول الصمود المغاربي" فإن الأسطول سيكون في شكل عمليةً بحريّةً بالكاملِ بمشاركةٍ عالميّةٍ واسعةٍ للإبحارِ في اتجاه غزَّة مواصلة للاشتباك المباشر مع الكيان الصهيوني والمنظومة الدولية الداعمة للإبادة ومع الأنظمة المتواطئة، الأسطول البحري يأتي بعد العمليات الثلاث السابقة توحيدًا للممارسة المشتركة وتطويرًا للعلاقات بينها. وستتولى لجنة أسطول الصمود المغاربي قيادة الأسطول مغاربيا ويتفرّع عنها عدد من لجان العمل المشتركة وستشمل العملية عشرات السفن التي ستنطلق من كل أنحاء العالم، وبشكل خاص من عدة موانئ في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا.
إضراب جوع تضامني مع غزة
ويشار إلى أن حزب التيار الشعبي كان قد أعلن في بلاغ له أمس على صفحته الرسمية عن دخول عدد من المناضلين في إضراب جوع تضامني مع الشعب الفلسطيني ومن أجل رفع الحصار عن غزة وذلك بداية من اليوم الثلاثاء 5 أوت الجاري بداية من التاسعة صباحا في المقر المركزي للحزب.