العربية المشرقة والجميلة. فقد تم إعلان تونس عاصمة للسياحة العربية لسنة 2027. هذا التتويج لا يقتصر على تميزها العمراني ولا على تراثها الضارب في التاريخ، بل على روحٍ إبداعية متجدّدة جعلتها تلتحق بشبكة المدن المبدعة لدى اليونسكو لسنة 2026.
تمّ انتخاب تونس عاصمة للسياحة العربية لسنة 2027، بمناسبة انعقاد الدورة 28 للمجلس الوزاري العربي للسياحة ببغداد أول أمس، وفق بلاغ لوزارة السياحة والصناعات التقليدية.
تونس المبدعة... وجهة للسياحة
باختيارها عاصمة للسياحة العربية 2027، تستعيد تونس موقعها كمدينة عربية محورية في الثقافة، ليس فقط بما تملكه من تراث، بل بما تقدمه من قدرة على التجدد وإعادة ابتكار نفسها.إنه تتويج لمدينة تعرف كيف تجمع بين البناءات المعاصرة والمدينة العتيقة والواجهات البحرية الحديثة، بين المعابد القديمة والمهرجانات الجديدة، وبين الذاكرة والابتكار.
وهذا الاعتراف العربي والدولي يعيد وضع تونس في قلب الخريطة الثقافية والسياحية، باعتبارها مدينة تنبض بالفنون والحرف والعمارة، وتنجح كل مرة في إعادة اكتشاف نفسها بطرق أكثر تجددا وابتكارا.
إنّهذا التتويج لا يقتصر على بعد سياحي بحت، بل يؤكد عودة تونس إلى قلب الخريطة الثقافية العربية عبر تجربة حضرية تجمع بين التراث والمعاصرة. فالعاصمة، التي التحقت بشبكة المدن المبدعة لدى اليونسكو سنة 2026، باتت تُقدَّم اليوم كمنصّة للفنون والعمارة والحرف والابتكار الحضري.
وقد أنشأت اليونسكو شبكة المدن المبدعة في عام 2004 بهدف دعم المدن التي ترتكز إلى الثقافة والإبداع كمحركين أساسيين لتحقيق التنمية. وتزدهر هذه القوى المحركة للتنمية على المستوى المحلي من خلال تعزيز المعارف، ودعم الفاعلين في المجالات الإبداعية، وإشراك السكان، وهو ما يمكّن المدن من إيجاد فرص عمل، وتنشيط اقتصادها، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وإنّ هذه المدن المبدعة ، وإذ تستثمر في القطاعات الثقافية، امتدادا من الموسيقى إلى التصميم، مرورا بفنون الطهي والفنون الرقمية، ترسم استراتيجيات عملية تلبي الاحتياجات المحلية، وتسهم في الوقت نفسه في تحقيق الأهداف العالمية الكبرى، ولا سيّما أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
إستراتيجية جديدة… وصورة جاذبة
بعيدا عن السياحة التقليدية، أكّد وزير السياحة سفيان تقية أن تونس اشتغلت خلال السنوات الأخيرة على إعادة بناء صورتها السياحية عبر مسار مزدوج. فمن من جهة، تمّ تعزيز البنية الرقمية والترويج الذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي وصانعي المحتوى، ومن جهة أخرى تمّ رفع جودة الخدمات والاستثمار في السياحة الرفيعة.
ولم يقتصر الجهد على السياحة الشاطئية المعروفة، بل توسّع ليشمل السياحة الثقافية والصحية وسياحة المؤتمرات والصحراء والواحات، التي أصبحت اليوم أحد أبرز مكوّنات العرض التونسي الجديد.
وأكدّ وزير السياحة " أنّ مستقبل السياحة العربية لن يُصنع إلا بتعاونٍ وثيق بين دولنا وبقدرتنا على بناء منظومة إقليمية متكاملة تتجاوز المبادرات المتفرقة نحو مشاريع عملية مشتركة".