بيانا عبّر فيه عن عمق الأزمة التي يعيشها قطاع الكتاب في البلاد، أمام ما وصفه بـ"تهميش متواصل من قبل وزارة الشؤون الثقافية". وقد أعلن الاتحاد عن تعليق مشاركة الناشرين في الدورة الخامسة للمعرض الوطني للكتاب التونسي المقرر تنظيمها من 8 إلى 18 جانفي 2026.
إثر جلسة عامة لاتحاد الناشرين التونسيين حضرها عدد كبير من الناشرين والمنخرطين، تم الإعلان عن جملة من القرارات والتحركات...
تعليق المشاركة في المعرض الوطني للكتاب التونسي
في استعراض لسلسلة من الصعوبات الاقتصادية والهيكلية التي تواجه دور النشر، بدءا من غياب الدعم العمومي وتراجع سياسات الترويج والاقتناء، وصولا إلى عزوف القارئ وتراجع مكانة الكتاب في السياسات الثقافية الوطنية.
وأكد الاتحاد في بيانه أنّ الناشر التونسي يعيش وضعا خانقا لا يليق بدوره في تأثيث المشهد الثقافي الوطني، وأن استمرار هذا الإهمال قد يؤدي إلى "انقراض بطيء لصوت النشر التونسي"، في ظل غياب رؤية استراتيجية من الدولة لإصلاح القطاع ودعمه.
أعلن اتحاد الناشرين التونسيين عن تعليق مشاركة الناشرين التونسيين في الدورة الخامسة للمعرض الوطني للكتاب المزمع تنظيمها من 8 إلى 18 جانفي 2026، وأكد الاتحاد أن الناشر التونسي يمر بما اعتبره "أزمة غير مسبوقة" ناجمة عن غياب الدعم العمومي وتراجع السياسات الموجهة للنهوض بالكتاب، إضافة إلى استبعاد الاتحاد من مواقع القرار واللجان الوطنية ذات الصلة. كما استنكر الاتحاد "إقصاءه" من تنظيم المعرض الوطني للكتاب التونسي، معتبرا أن "هذه التظاهرة الثقافية الوطنية أطلقها الاتحاد سنة 2018 ونظّمها بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية في أربع دورات".
كما ندد الاتحاد بما وصفه "إقصاءه" من عدة لجان واستشارات ثقافية ذكر من بينها لجنة الشراءات الوطنية واللجان التحضيرية لمشاركات تونس كضيف شرف في المعارض الدولية.
كما دعا الاتحاد رئيس الجمهورية إلى تدخل عاجل لإنقاذ قطاع الكتاب والنشر، مقترحا وضع سياسة عمومية عادلة ومستدامة تضمن مكانة الكتاب ضمن أولويات الدولة.
في ختام بيانه، أعلن الاتحاد عن إبقاء جلسته العامة في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات، مؤكدا استعداده للتعاون مع كل الأطراف المؤمنة بدور الكتاب في تنمية الوعي الجمعي وصون الهوية الثقافية.
ضعف آليات التوزيع والتسويق
منذ سنوات، يؤكد الناشرون أن قطاع النشر في تونس يعاني من غياب سياسات ثقافية واضحة المعالم، وسط تقليص متواصل في ميزانيات الدعم، وتراجع المشاركة التونسية في المعارض الدولية، فضلا عن ضعف آليات التوزيع والتسويق المحلي والدولي.
ويرى ناشرون أنّ الوزارة المعنية بالشأن الثقافي تتعامل مع الكتاب بوصفه منتجا هامشيا، لا بوصفه ركيزة من ركائز الوعي والمعرفة، وهو ما عمّق الأزمة وأفقد المشهد الثقافي أحد أهم أعمدته التاريخية.
وقد يمثل إعلان اتحاد الناشرين مقاطعة المعرض الوطني للكتاب التونسي شللا على مستوى التنظيم باعتبار أن المعرض يقوم على مشاركة دور النشر والناشرين التونسيين فحسب. ويُعد المعرض أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالإنتاج الأدبي والفكري المحلي، حيث يشكل فضاء مميزا للقاء بين الكاتب والناشر والقارئ، ويعيد الاعتبار للكتاب التونسي كعنصر أساسي في المشهد الثقافي الوطني.
أُقيمت أول دورة للمعرض الوطني للكتاب التونسي سنة 2018 بمبادرة من وزارة الشؤون الثقافية، ليكون منصة مخصصة حصرا للكتاب التونسي، تُبرز ثراء الإبداع المحلي وتتيح لدور النشر الوطنية التعريف بإصداراتها الجديدة. ولأنّ المعرض الوطني للكتاب التونسي لم ينتظم في السنة الفارطة، فإنّ آمالا مضاعفة معلقة على الدورة 2026.