الفاعل الاحتجاجي وخيار الانتحار ؟ وفاة ولية أضرمت النار في جسدها ...احتجاجا على نقل ابنتها من المعهد

توفيت امرأة بعد أن أقدمت على إضرام النار في جسدها

داخل معهد ثانوي بمدينة غار الدماء وأذنت النيابة العمومية للمحكمة الابتدائية بجندوبة بفتح تحقيق في الحادثة .

في معتمدية غار الدماء من ولاية جندوبة، أقدمت يوم الاثنين الموافق ليوم العودة المدرسية 15 سبتمبر ولية على إضرام النار في جسدها داخل المعهد الثانوي بالمدية بعد أن تم نقل ابنتها إلى معهد ثانوي آخر.. وعبرت الام عن احتجاجها ورفضها نقل ابنتها والتمسك ببقائها في ذات المعهد، الذي درست فيه ابنتها منذ سنوات.. ، في المقابل ردت الإدارة بأن ذلك غير ممكن وأن القرار قد اُتخذ للضرورة بسبب ارتفاع أعداد التلاميذ.... فأحرقت نفسها وهو ما ألحق حروقا بليغة بجسدها

وتدخلت وحدات الحماية المدنية لنقلها إلى المستشفى الجهوي بجندوبة ومنه إلى مستشفى الحروق البليغة بين عروس أين فارقت الحياة بعد يومين متأثرة بما لحقها من حروق رغم محاولات إنقاذ حياتها .

أصبحت عمليات إضرام النار في الجسد، والانتحار بصفة عامة إحدى الأساليب المتبعة للتعبير عن الاحتجاج والرفض ، وفي تقريره الأخير لشهر اوت من 2025 افاد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان الفاعل الاحتجاجي عمد خلال شهر اوت في 6 مناسبات الى الفعل الانتحاري كخيار فردي، وسجلت ولاية قفصة 3 حالات منها وشملت عسكري انتحر بسلاحه الخاص ومدير مبيت جامعي وضع حد لحياته داخل مقر عمله وشاب يعاني من اضطرابات نفسية بمعتمدية ام العرائس وجد معلقا في حبل داخل منزل عائلته. وشهدت تونس العاصمة محاولة لانتحار طفلة في ال 11 من عمرها عبر تسلق عمود كهربائي وسجلت حالة انتحار لشاب في ولاية القيروان واخرى في ولاية الكاف

واختار 3 منهم الفضاء الخاص “المسكن” ليكون اطارا لوضع حد لحياتهم في حين اتجه 2 نحو اطر العمل ليكون مجال على الأغلب لتبليغ احتجاجي او رفض. اما الفضاء العام فكان خيار الذي تم اختياره في حالة وحيدة من الحالات المرصودة.

ويقدم الأفراد على خيار فعل الانتحاري او ايذاء النفس نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك الضيق والشعور بالعجز واليأس، والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تزيد من المشاكل الصحة النفسية للأفراد في ظل غياب لمسارات علاجية او اطر احاطة ومتابعة رسمية معلومة ويمكن الولوج إليه بكل بساطة . وفق ما جاء في التقرير.

في نفس السياق افاد فريق عمل المرصد الاجتماعي التونسي انه رصد 65 بين حالة ومحاولة انتحار خلال النصف الأول لسنة 2025. ومثلت الفئة المنتجة والناشطة من المجتمع الجزء الأكبر من المقدمين على إيذاء النفس اين شكل الشباب والكهول نسبة 70% من المقدمين على الانتحار او محاولة الانتحار وبلغ عدد الأطفال 17 وكان عدد كبار السن 3 حالات.

وفي نصف الحالات المرصودة تم اختيار فضاء السكن ليكون الاطار لإيذاء النفس، في حين توجه البقية الى الفضاء العام امام مقرات امنية او داخل فضاءات المحاكم او داخل مؤسسات تعليمية او ضيعات فلاحية لتكون فضاء لتبليغ احتجاجهم او ضيقهم وحجم الياس الذي يشعرون به، وما جعلهم يرفضون المواصلة ويضعون حد لحياتهم عبر الشنق او الحرق او تناول مواد سامة او أدوية.

وتشمل حالات الانتحار المرصودة من قبل فريق عمل المرصد الاجتماعي التونسي 16 حالة انتحارا في صفوف النساء و49 حالة في صفوف الرجال.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115