أن "إسرائيل" تنتقم من حكومة صنعاء المدنية كما انتقمت من قبل من ميناء الحديدة ومطار صنعاء. واكد في حديث لـ" المغرب " بأن في كل هذه الأعمال الاجرامية لم تمس طاقة الحوثيين على إطلاق الصواريخ تجاه تل ابيب .
أية دلالات؟
وعن دلالات الاغتيالات الأخيرة في اليمن أجاب محدثنا :" من الواضح ان الاغتيالات الأخيرة التي نفذتها "إسرائيل" في اليمن طالت وزراء مدنيين هامشيين لا علاقة لهم بمراكز القرار وبحركة أنصار الله . وأحد الذين يمثلون وزنا كبيرا في هذه الوزارة التي استهدفت هو محمد مفتاح الذي تم تعيينه من بعد اغتيال رئيس الوزراء وهو مهم جدا في الحركة الحوثية انصار الله ولكنه لم يصب في الاعتداء الإسرائيلي . فالهجوم الذي تم كالهجمات الذي نفذتها اسرائيل من قبل وطالت مرافق مدنية. فهذه الحكومة هي حكومة مدنية والأضرار مدنية وبالتالي لا يمكن أن تترك تأثيرا كبيرا على حركة أنصار الله ولا يمكن ان تعدل ميزان القوى" . وأضاف محدثنا :" ما تم لا يشبه اغتيال قيادات عسكرية في حزب الله ، فما حصل هو اغتيال قادة مدنيين وينتمون الى المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي تحالف مع الحوثيين وتم بناء على هذا التحالف تشكيل حكومة من الطرفين. ومعظم الذين اغتيلوا في هذا العمل الانتقامي الإسرائيلي هو من حزب المؤتمر الشعبي العام".
وعن تأثيرات هذا الهجوم أوضح بالقول :" لم تترك هذه العملية الانتقامية تأثيرا كبيرا على خط المقاومة وعلى موقف أنصار الله من حرب طوفان الأقصى . لأن الشرط الذي وضعه أنصار الله من أجل وقف الحرب على اسرائيل هو ان تكف حكومة الاحتلال عن الاعتداء على غزة وأن تخرج من القطاع وان تتيح دخول المساعدات والمؤن اليومية الغذائية والأدوات الطبية .وبالتالي هذا الشرط سيظل قائما بالنسبة لأنصار الله ولن تتوقف عن ضرباتها ما دامت "إسرائيل" لم تلتزم بهذا الشرط."
التداعيات المحتملة
وتابع جلول :"لا يترك هذا الأمر وهذا الانتقام الإسرائيلي المجرم أي تأثير على ميزان القوى بين اليمن وإسرائيل .ويبدو أن انصار الله وعدوا برد مختلف هذه المرة لا نعرف ما هو .هم يريدون ان يكون ردا بنفس المستوى. لدى أنصار الله إمكانيات صاروخية كبيرة ، وكل السناريوهات مفتوحة لضرب أهداف إسرائيلية" .
وعن التداعيات المتوقعة يجيب بالقول :" بطبيعة الحال ستؤدي العملية الانتقامية الى مبادرة انصار الله الى تشكيل حكومة من النمط نفسه ، الحكومة السابقة لم تتخذ إجراءات امنية على ما يبدو . وعادة الذين يتخذون إجراءات امنية هم الفريق العسكري اما هؤلاء فكانوا معروفين من كل الناس ولا يعملون بشكل سري واماكنهم معلومة ولم يكونوا مستهدفين لأنهم ليسوا في الجبهة الأمامية ويؤدون أعمال بيروقراطية يومية . حكومة صنعاء ليست حكومة شرعية بالنسبة للقانون الدولي ولا تحظى باعتراف أحد الا باعتراف أنصار الله. فهذه حكومة تابعة لأنصار الله وأعضاؤها يقومون بأدوار مدنية ". وتابع جلول :" الحكومة المقبلة ستكون معرضة لضربات صهيونية ، مادام الاحتلال الاسرائيلي استهدف هذه الحكومة المدنية فهو لن يتورع عن استهداف الحكومة التي ستليها . وربما الهدف الإسرائيلي هو القول للمرشحين للحكومة المقبلة أ كل من يتحالف مع أنصار الله من المؤتمر الشعبي العام او غيرهم سيكون هدفا لاسرائيل ، فهذه هي الرسالة التي حملتها العملية الانتقامية الإسرائيلية."