قمة شنغهاي للتعاون وتعقيدات التحولات الجيوسياسية

استضافت مدينة «تيانجين» شمالي الصين

قمة «منظمة شنغهاي للتعاون»، يومي 31 أوت و1 سبتمبر، بحضور نحو 20 زعيمًا دوليًا و10 من رؤساء المنظمات الدولية. وتعد القمة الخامسة الأكبر في تاريخ المنظمة بعد انضمام بيلاروسيا كعضو كامل، ويحضرها قادة دول أبرزها روسيا والهند وباكستان وإيران، ومن المنتظر أن يعقب القمة عرض عسكري ضخم في بكين غداً 3 سبتمبر، يشهده الرئيس الكوري الشمالي.

ويُشكل كل من الأمن والاقتصاد المحاور الرئيسية لأجندة القمة، مع التركيز على تطوير الشراكة مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتعزيز تدابير مكافحة الإرهاب. ومن المقرّر اعتماد أكثر من 20 وثيقة ختامية، بينها «استراتيجية تنمية المنظمة حتى 2035» و«إعلان تيانجين»، مع التركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتوسيع الشراكات في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والمدن الذكية. وبحثت القمة إصلاح منظومة الحوكمة العالمية، ورفض العقوبات الأحادية، وتسريع إنشاء مراكز أمنية متخصصة، وتعزيز التسويات بالعملات المحلية، ومشروعات البنية التحتية ضمن مبادرة "الحزام والطريق".
وفي حين أشار الرئيس الصيني خلال افتتاح أعمال القمة إلى رفض عقلية الحرب الباردة وسياسات الترهيب، مشدداً على ضرورة بناء نظام عالمي قائم علي العدالة ، فقد شدد الرئيس الروسي على أنه يجب القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا، ويجب إقامة توازن أمني. واعتبر بوتين أن الأزمة في أوكرانيا لم تنشأ نتيجة "هجوم"، ولكن نتيجة انقلاب، وأن محاولات الغرب ضم أوكرانيا إلى "الناتو" هي أحد أسباب الأزمة الأوكرانية. ولم يشأ بوتين غلق الباب أمام محاولات الرئيس ترامب التوصل لتسوية بتوضيح أن التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال قمة ألاسكا، تفتح الطريق للسلام في أوكرانيا، ولم يغفل الإشارة إلى تقدير خاص من " موسكو" لجهود "بكين" و"نيودلهي"، وشركاء آخرين لحل الوضع في أوكرانيا؛
وفي إطار التقارب الحذر بين بكين ودلهي ( استئناف الرحلات الجوية ، والتجارة الحدودية ) ، عقد رئيس الوزراء الهندي «مودي» إجتماعاً مع الرئيس الصيني «شي» وقد يشكّل اللقاء منعطفًا في مسار العلاقات الثنائية ، بالتوازي مع إثارة قلق واشنطن التي تدهورت علاقتها مع دلهي مؤخراً . كما أسّست الصين وأرمينيا شراكة استراتيجية خلال القمة، وتوقيت قمة شنغهاي يجعلها محورية في سباق إعادة صياغة موازين القوي ، وربما صياغة محور مناوئ للغرب ، وينعكس ذلك في زخم المشاركة من قادة الدول واللقاءات بينهم ، ومن أهمّها لقاء الرئيس الإيراني «بزشكيان» مع نظيره الصيني، بينما يعقد الرئيس الروسي «بوتين» سلسلة محادثات شملت الرئيس التركي «أردوغان» لبحث أوكرانيا، وكذلك لقاء مع الرئيس الإيراني بشأن الملف النووي، إضافةً إلى اجتماعات مع كل من الرئيس الصيني والرئيس الهندي .

كما شهدت القمة توقيع كل من باكستان وأرمينيا على بيان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بعد قطيعة دامت لعقود . وكانت باكستان وكل من تركيا وأذربيجان الدول التي لم تعترف بأرمينيا. وتشير تقديرات أكاديمية إلى استفادة إسلام أباد من الاتفاق الجديد في ظل التنافس المحتدم في منطقة جنوب القوقاز على الممرات.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115