من بيروت و كيان الاحتلال ، ويعد أبرز التطورات الجارية في الشرق الأوسط. ويأتي في سياق توسيع محادثات الهدنة بمشاركة مدَنية في الناقورة بجنوب لبنان برئاسة أمريكية ، والاتفاق على توسيع آلية مراقبة وقف إطلاق النار لعام 2024 عبر إشراك ممثلين مدنيين في اللجنة التي تجتمع في مقر "اليونيفيل" .
وبالتوازي مع ذلك بدأت "اليونيفيل" يوم الثلاثاء الفارط تنفيذ خطة لتقليص قواتها بنحو 25 بالمئة في جنوب لبنان، في خطوة تُثير مخاوف لبنانية من زيادة الضغط الأمني على الجيش اللبناني ورفع هامش الحركة أمام الاحتلال في الجنوب، بينما تُقدَّم هذه الخطوة دوليًا على أنها إعادة تموضع وتخفيض كلفة العمليات بعد عام من وقف إطلاق النار. ويذكر أن لبنان قد تقدم بشكوى رسمية لمجلس الأمن ضد الانتهاكات الإسرائيلية جنوب البلاد .
وتستحوذ جهود الحكومة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة اللبنانية حزب الله على اهتمام مراكز الفكر في الدول الغربية . وقد أشار التنويه الصادر عن المركز العربي بواشنطن (arabcenterdc ) إلى ما كشفته عملية اغتيال «هيثم طبطبائي» من اختراق جديد للحزب أمام تزايد النفوذ الاستخباراتي والجوي الإسرائيلي، وفتح تساؤلات داخلية حول قدرة الحزب على حماية قياداته وإعادة تنظيمه. كما عمّق الاغتيال الجدل اللبناني حول نزع السلاح، وزاد الضغوط على الدولة .كما أشار تقرير صادر عن مركز صوفان (thesoufancenter) إلى أنه من المتوقع أن تتفاقم التوترات بين بيروت وواشنطن بشأن يبطئ وتيرة الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب، ما يجعل لبنان أمام احتمال فشل هدنة وقف إطلاق النار، والعودة إلى حرب مفتوحة .
ويلاحظ أنه في الوقت الذي وجه فيه حزب الله رسالة إلى البابا لاوون الرابع خلال زيارته التاريخية إلى لبنان بالتأكيد على حرص الحزب على السيادة الوطنية ، فإن مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية (Mecouncil) قد ركز في تقدير موقف أصدره قبل يومين على فرضية مفادها أنه إذا حاولت الحكومة اللبنانية نزع سلاح «حزب الله» بسرعة قبل إعادة بناء الدولة؛ فقد يؤدي ذلك إلى فشل أمني أو إلى صدام بين المؤسسة العسكرية وبين الجماعات المسلحة. كما أفصح معهد واشنطن (Washington Institute) عن مساعي واشنطن وحلفاؤها لإيصال رسائل إلى «بيروت» مفادها أنّ استئناف الحرب بات مؤكدًا، ما لم تُقدِم الحكومة اللبنانية على خطوات جديّة تستهدف «حزب الله»، وتلتزم بالهدنة لوقف إطلاق النار، والمتمثّل في نزع سلاحه.
يشار الى انه على وقع ضغوط أمريكية إسرائيلية، قررت الحكومة اللبنانية، في اوت الماضي، تجريد "حزب الله" من سلاحه، ووضع الجيش خطة من 5 مراحل لسحب السلاح.لكن الحزب سارع إلى رفض الخطة، ووصف القرار بأنه "خطيئة"، وشدد على ضرورة انسحاب ''إسرائيل'' من الأراضي اللبنانية.