وجوه النساء الكادحات والحالمات، اوشامهنّ الامازيغية المميزة تيمة فنية ومحور تظاهرة ثقافية سنوية تنظمها المندوبية الجهوية بسوسة يومي 10و11ماي 2025، تلتقي فيها الموسيقى بالشعر والورشات والزيارات الميدانية للقرى الامازيغية.
التظاهرة الذاكرة، تنبش في حكايات الاجداد وتحوّلها الى تلوينات ابداعية تعرّف الاطفال بتاريخهم وتقدم للشباب باقة من تنويعات ثقافية وحضارية لهذا الوطن.
المكان ذاكرة، المكان تاريخ، الحجارة المتبقية هي الشاهدة على من سكن ذاك المكان وسيرة منه صنعوا امجاده، ولان الامازيغ سكنوا اكثر في الاماكن المرتفعة واستوطنوا الجبال ملاذا يكون اللقاء الاول في المهرجان مع زيارة ميدانية للثالوث الامازيغي قرى، تكرونة ولاية سوسة والزريبة العليا وجرادو ولاية زغوان، ثلاثة قرى لازالت شامخة ومحافظة على اثار من سكنوها، لازالت منازلها امترامية تخبر زوار اليوم بقصص الاجداد وابداعات في العمارة والحفاظ على الذاكرة الجماعية.
الصورة هوية، الصورة تختزل آلاف المشاعر والحكايات والمصور الفنان عمر عبادة حرزالله سلاحه الكاميرا ليوثق الكثير من تفاصيل الحياة اليومية لنساء هذا البلد، يتجول في ربوعه من شماله الى جنوبه ملتقطا صورا بورتريه للنساء وتجاعيدهنّ واوشامهنّ، فالوشم الامازيغي سردية ثقافية وسوسيولوجية جد مميزة، والنساء اللواتي يحملن الوشم لهنّ علاقة جد خاصة معه، فلكل رمز حكاية، رموز الانوثة والاختلاف والانتماء جميعها ترسم بالاسود على الجبين والذقن وأبدع عمر عبادة حرز الله في التقاط هذه التفاصيل وما ترمز اليه من شموخ النسوة واعتدادهنّ بذواتهنّ.
هنّ الشامخات والحالمات، حارسات الذاكرة والمدافعات عن الهوية، لباسهنّ التقليدي اغلامازيغي لازال جزء من اليومي، النساء باوشامهنّ مثلن مادة مغرية للتصوير سيكتشفها جمهور التظاهرة في معرض "وشم وتجاعيد" الذي سيقدم للجمهور جزء من هوية المراة التونسية ومدى انخراطها في ثقافتها.
ولان للصورة الف معنى ولان الصورة جزء من مسار ثقافي ونضالي يدافع عن الموروث يقدم حرز الله ايضا معرض ثان بعنوان "فرسان وبارود" وعبره تتبع المصور المهرجانات التي احتفت بالفروسية ووثقها لتكون صوتا حيّا لجزء من تاريخ هذا البلد.
تبدع النساء في الدفاع عن الذاكرة من خلال الحرف التقليدية ولجمهور سوسة ستقدم الحرفية جميلة بن محمود معرض "الاواني الفخارية" وتقدم سامية المثلوثي ورشة "الغنجة" بالاضافة الى ورشة "الوان من الطبيعة" اساسها اعتماد مراحل صباغة خيوط الصوف بالاعشاب الطبيعية لحياكة المنسوجات الامازيغية تشرف عليها ندى الدويري.
وشم وتجاعد تظاهرة تحتفي بالهوية الامازيغية وتعرّف بالموروث الموسيقي والحرفي والفني لهذا البلد باختلاف تلويناته، تظاهرة تدافع عن الموروث وتحاول ان تكون الفنون جسر تواصل بين الاجيال.