الإحتلال يغتال الحياة في غزة خطة إسرائيلية لاحتلال طويل الأمد.. سياق سياسي وأبعاد توسعية

في الوقت الذي تُغلف فيه سماء غزة بدخان القصف وسواد الحصار تتكشف ملامح خطة عسكرية إسرائيلية

تهدد بمزيد من الألم والدمار لشعب أنهكته سنوات الحصار والحروب. تقارير إعلامية متعددة كشفت أن ''إسرائيل''، بقيادة رئيس أركان جيش حربها الجديد ''إيال زامير''، تمضي قدما نحو هجوم بري شامل يستهدف ليس فقط حركة "حماس"، بل ما تبقى من مقومات الحياة في القطاع المحاصر.

زامير، الذي يحظى بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، يطمح إلى فرض واقع جديد في غزة وهو ماقال مراقبون أنه احتلال لأجل غير مسمى الهدف المعلن منه "اقتلاع" حماس بعد فشل ذريع في مواجهتها منذ أكتوبر 2023، لكن الواقع يشير إلى محاولة فرض هيمنة عسكرية كاملة على قطاع أنهكته الجراح ويصارع للبقاء.
ووفق محللين تسعى إسرائيل اليوم إلى تنفيذ مشروع يعيد غزة إلى مربع السيطرة المباشرة. عشرات الآلاف من الجنود على أهبة الاستعداد ، ليس فقط لاستهداف البنية التحتية للمقاومة، بل لفرض واقع عسكري يتحكم في كل مفصل من مفاصل الحياة الفلسطينية، بما في ذلك توزيع المساعدات الإنسانية.وفي تصريح مقتضب خلال زيارته لغزة، قال زامير: "سيمضي هذا بوتيرة مدروسة وحازمة"، في إشارة إلى خطة عسكرية طويلة الأمد قد تمتد لأشهر، وربما لسنوات.

اللافت أن هذا التوجه يحظى، بحسب مصادر وتقارير إعلامية، بدعم غير محدود من الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب، الذي أنهى الضغط الذي كانت تمارسه إدارة سلفه جو بايدن للحد من الهجمات الإسرائيلية. بل أكثر من ذلك، يواصل ترامب ضخّ الأسلحة إلى "إسرائيل"، مؤكدا أنّ "تل أبيب ستكون بلا ضوابط إن لم تعد حماس الرهائن وتغادر المشهد".

ويترافق الضوء الأخضر الأمريكي مع صمت دولي مخز، يكاد يرقى إلى مرتبة التواطؤ، فيما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة، و تصرخ الهيئات الإنسانية من هول الكارثة، بينما العالم يكتفي بإحصاء الشهداء.

منذ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 50 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء. البنية التحتية دُمرت، المستشفيات خرجت عن الخدمة، والمياه النظيفة باتت حلمًا صعب المنال. المجازر تتوالى، والعالم يقف موقف العاجز بمرتبة المتواطئ.

في ظل هذه الظروف، تصبح الخطة الإسرائيلية أكثر من مجرد عملية عسكرية، إذ يرى باحثون أنها مشروع إلغاء جماعي لحياة شعب، وإعادة هندسة سياسية واجتماعية للقطاع، وفق منظور السياسة الاحتلالية للكيان الغاصب.ورغم حجم المأساة، تبقى غزة عنوانا للصمود. فالمقاومة بكل أشكالها لا تزال حاضرة.والمدنيون، رغم الجوع والموت والقهر، لا يزالون يتمسكون بالحياة، بالكرامة، وبحق العودة.

 

تطورات ميدانية

ميدانيا اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة عزّون شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، وداهمت عدداً من المنازل وفتشتها، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة، فيما أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متفاوتة، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم قرب قرية النُّعمان شرق بيت لحم وفق العربي الجديد.

وفي وقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه شمالي الضفة الغربية منذ 21 جانفي الماضي، كشفت وكالة أونروا، أن العدوان تسبب في أكبر موجة نزوح سكاني منذ حرب عام 1967، مؤكدة أن "العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال الضفة أسفرت عن تدمير ممنهج، وتهجير قسري للفلسطينيين، وتضمنت أوامر هدم أثرت على العائلات الفلسطينية ومخيّمات اللاجئين" وفق نفس المصدر.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، احتجاز إسرائيل نائبتَين بالبرلمان البريطاني في مطار بن غوريون خلال زيارتهما إلى تل أبيب، وذكر لامي في بيان أن إسرائيل منعت دخول النائبتَين البريطانيتَين عن حزب العمال ابتسام محمد ويوان يانغ في المطار واحتجزتهما، وقال: "من غير المقبول أن يجري احتجاز نائبتَين بريطانيتَين ومنعهما من الدخول من السلطات الإسرائيلية أثناء زيارة وفد برلماني إلى إسرائيل"، وشدد على أن احتجاز إسرائيل للنائبتَين "مثير للقلق وسيولد نتائج عكسية".

تحوّل استراتيجي في غزة

تشهد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تصعيدا ملحوظا وتحولا في الإستراتيجية الميدانية، حيث أعلن رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قوات جيشه بصدد تغيير "نهجها" على الأرض من خلال تقسيم القطاع والسيطرة على مزيد من المناطق. يأتي هذا التصعيد في ظل تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، واشتراط ''إسرائيل'' تسليم الرهائن قبل أي تهدئة.

وفي كلمة مصورة ألقاها نتنياهو ، أشار إلى ما سماه بـ"التحول في المسار"، مؤكدا أن ''الجيش الإسرائيلي بدأ يفرض سيطرته الميدانية، ويستهدف ما وصفه بـ"البنية التحتية "، مضيفا أن ''إسرائيل'' لن تتراجع حتى استعادة الرهائن، بل ستزيد الضغط تدريجيًا لتحقيق ذلك'' وفق زعمه.

واحدة من أبرز النقاط التي أثارها نتنياهو هي إعلانه نية الجيش السيطرة على ما يعرف بـ"محور موراغ"، وهو طريق يربط بين معبر صوفا ومستوطنة موراغ السابقة الواقعة بين خان يونس ورفح جنوبي القطاع المحتل. وأطلق نتنياهو عليه مسمى "فيلادلفيا الثاني"، في إشارة إلى الممر الحدودي الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا ويفصل بين قطاع غزة ومصر، والذي كانت "إسرائيل" قد سيطرت عليه سابقا في إطار ترتيبات أمنية حساسة.

ويرى محللون أن الهدف من السيطرة على هذا المحور هو تقسيم جنوب القطاع إلى قسمين، مما يسهّل على القوات الإسرائيلية فصل المناطق وتقييد حركة المقاومة. كما أن الموقع الجغرافي لموراغ يمنح إسرائيل نقطة مراقبة على المعابر الحدودية وطرق الإمداد.

وتأتي هذه التحركات وسط دعوات متزايدة من بعض التيارات اليمينية في إسرائيل للعودة إلى المستوطنات التي كانت قائمة في قطاع غزة قبل انسحاب عام 2005، وعلى رأسها كتلة "غوش قطيف". ويرى مراقبون أن ما يجري حاليا قد يكون خطوة تمهيدية نحو فرض "أمر واقع" جديد في القطاع، خاصة في ظل الحديث المتكرر عن إعادة توطين اليهود في غزة، وهو طرح يلقى دعما بين بعض السياسيين المتشددين داخل الكيان.

من الناحية العسكرية، يبدو أن ''إسرائيل'' تستثمر في تغيير قواعد الاشتباك داخل القطاع، من خلال ما تسميه "تفكيك البنية التحتية لحماس"، لكن القراءة الأوسع تشير إلى أن نتنياهو يراهن أيضا على إحداث تحول جغرافي وسياسي طويل الأمد. إذ قد لا تكون السيطرة على محاور إستراتيجية كـ"موراغ" مجرد خطوة تكتيكية، بل جزءا من رؤية إسرائيلية لإعادة رسم خارطة غزة، إما بالسيطرة المؤقتة أو بفرض واقع شبه دائم.

في المحصلة، تتداخل الأهداف الأمنية مع الطموحات السياسية في عربدة إسرائيل الأخيرة في غزة، في وقت يزداد فيه الوضع الإنساني سوءا، وتتعثر الجهود الدولية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ومع استمرار التصعيد، تبقى الأسئلة معلقة: هل تسعى إسرائيل لإعادة احتلال أجزاء من غزة؟ وهل نحن أمام مرحلة جديدة من النزاع؟ .

قمة ثلاثية مرتقبة

في الأثناء أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على منصة إكس، أنه سيعقد قمة ثلاثية حول الوضع في غّزة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بمناسبة زيارته مصر يومي الاثنين والثلاثاء.

وبحث السيسي مع ماكرون خلال اتصال هاتفي تطورات الأوضاع في قطاع غزّة والجهود المصرية لوقف إطلاق النار في القطاع. وذكر بيان للرئاسة المصرية أنّ الاتصال تناول "تطورات الأوضاع في قطاع غزّة، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع". وأضاف أنّ الجانبين "حرصا على التأكيد على أهمية استعادة التهدئة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وشددا على أهمية حل الدولتين باعتباره الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم بالمنطقة".

وأشار بيان الرئاسة المصرية إلى أنّ اتصال ماكرون مع السيسي "تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، وذلك في إطار الإعداد لزيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة إلى مصر". وأضاف أنه "تم التباحث بشأن أهم موضوعات التعاون المطروحة خلال الزيارة، وآفاق تعزيزها بما يتفق مع مصالح البلدين الصديقين، بما في ذلك إمكانية عقد قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية بالقاهرة خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر".

وأمس الأول قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن مصر تقدمت بمقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين. وقالت الهيئة العبرية إن القاهرة "تقدمت بمقترح جديد لتسوية بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بهدف سد الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس".

ورغم أنّ الهيئة لفتت إلى أنها لم تحصل على تفاصيل المقترح المصري الجديد، إلا أنها قالت إنه "يقع في مكان ما بين العرض الأصلي من الوسطاء (مصر وقطر)، الذي تضمن إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء، وبين العرض الإسرائيلي الذي تضمن إطلاق سراح 11 محتجزاً حياً في غزة"، من دون مزيد من التفاصيل.
جريمة صهيونية جديدة
على صعيد متصل أكد مسعف فلسطيني كان موجودا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة الشهر الماضي، أنه رأى القوات الإسرائيلية تطلق النار على سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي رآها لاحقًا ملطخة بالدماء.
وفي 23 مارس، استشهد 15 مسعفًا وعاملًا إنسانيًا بنيران إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة التي اعتبرت العملية "مروّعة".
والشهداء هم 8 مسعفين في الهلال الأحمر و6 عناصر في الدفاع المدني في غزة وموظف في الأمم المتحدة.
وبعد أيام من غموض اكتنف مصير المسعفين، عثر مسؤولون من الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة على جثامين المسعفين وعناصر الدفاع المدني الـ15 مدفونين في مقبرة جماعية جنوبي غزة، فيما لا يزال عامل آخر في عداد المفقودين، بحسب وكالة رويترز.
وبينما حاول الاحتلال تبرير جريمته وطمس الأدلة، عُثر على مقطع فيديو صادم في هاتف المسعف الشهيد رفعت رضوان لدى اكتشاف جثمانه في المقبرة الجماعية.
وقد وثّق الفيديو استهداف الاحتلال لمركبات الإسعاف والدفاع المدني وإعدام طواقمها في حي تل السلطان بمدينة رفح في 23 مارس الماضي.
وقال منذر عابد وهو متطوع في الهلال الأحمر: في 23 مارس تلقينا إشارة بحصول استهداف في منطقة الحشاشين في رفح فتحركت مباشرة مع اثنين من زملائي. وفور وصولنا إلى المكان تعرضنا لإطلاق نار كثيف، وتم احتجازنا.
وأضاف عابد: "كان بمقدوري رؤية سيارة الدفاع المدني، الجنود أطلقوا النار على الحافلة، كان إطلاق نار كثيفًا من الجنود".
وأوضح أنه لم يتمكن من رؤية ما حدث بالضبط عندما أطلق الجنود النار.
رواية عابد تتوافق مع تأكيدات المسؤولين من الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مسعفين من الصليب الأحمر والهلال الأحمر والأمم المتحدة والدفاع المدني الفلسطيني.
وكان الجيش الإسرائيلي قد زعم في بيانه، أنه لم يهاجم "مركبات إسعاف عشوائيًا إنما رصد اقتراب عدة سيارات بصورة مشبوهة من قواته دون قيامها بتشغيل أضواء أو إشارات الطوارئ، ما دفعها لإطلاق النار صوبها"، وفق ادعائه.
كما زعم أنه قضى في مهاجمته طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر على "أحد عناصر الجناح العسكري لحركة حماس إضافة لـ8 آخرين ينتمون للحركة الفلسطينية وللجهاد الإسلامي".
لكن المقطع المصور الذي عثر عليه إلى جانب جثمان المسعف الشهيد رفعت رضوان ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، كشف حقيقة إعدام الاحتلال للمسعفين وفنّد الرواية الإسرائيلية.

مظاهرات حول العالم لمساندة غزة

خرجت مظاهرات في عدد من العواصم والمدن حول العالم رفضا لاستئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وللمطالبة بوقف مسلسل التهجير والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي -منذ 7 أكتوبر 2023- إبادة جماعية بحق القطاع الفلسطيني المحاصر خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

تظاهر آلاف الناشطين في واشنطن العاصمة -مساء أمس الأول السبت- للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بوقف التضييق على الطلبة المناصرين لفلسطين، والإفراج عن المعتقلين منهم

وفي نيويورك، احتشد آلاف الأمريكيين في عدة مواقع، أبرزها حديقة براينت بارك، رغم الأمطار الغزيرة، احتجاجًا على دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب للحرب على غزة.

ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل، الطالب في جامعة كولومبيا، وطالبة الدكتوراة رميساء أوزتورك من جامعة تافتس، اللذين اعتقلهما مسؤولو الهجرة والجمارك، الأسبوع الماضي، بسبب دعمهما لفلسطين.

تظاهر الآلاف في مدينة مونتريال تنديدا بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأفادت مصادر أن المتظاهرين نظموا وقفة أمام القنصلية الأمريكية بالمدينة، وهتفوا لفلسطين وغزة حاملين الأعلام الفلسطينية، وطالبوا بوقف المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وبث ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لمظاهرة خرجت أمس في مدينة مانشستر بإنجلترا للتنديد بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة.

كما شهدت العاصمة برلين ومدن أخرى وقفات احتجاجية تنديدًا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

وندد المتضامنون مع فلسطين بحملات التضييق الحكومية التي تستهدف كبح دعمهم للشعب الفلسطيني في البلاد.

هذا وخرجت مسيرة جماهيرية في العاصمة بروكسل للمطالبة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل باحترام اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في غزة.

وندد المتظاهرون بما وصفوه بالتواطؤ الغربي في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، ودعوا الدول الأوروبية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والكف عن توفير الغطاء لحكومة إسرائيل.

تظاهر المئات من أنصار فلسطين في العاصمة روما، احتجاجا على استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وطالبوا بتوقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتقديمه للحاكمة على جرائمه في غزة.

تظاهر المئات في العاصمة ستوكهولم، احتجاجًا على خطة الرئيس الأميركي لتهجير الفلسطينيين قسريا من غزة.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "إسرائيل الصهيونية ارحلي عن فلسطين" و"أميركا القاتلة ارحلي عن الشرق الأوسط" و"لا للإبادة الجماعية" و"الصهيونية ستُهزم والمقاومة ستنتصر" و"لا للتهجير القسري والإبادة الجماعية" و"المدارس والمستشفيات تُقصف" وفق الجزيرة نت.

طالب مئات المغاربة، أمس، بفتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية بقطاع غزة الذي يواجه إبادة إسرائيلية متواصلة بدعم أمريكي.

وجاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) بمدينة مراكش (شمال) وذلك للتنديد بـ"الإبادة الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين" .

كما نظم عشرات التونسيين، أمس الاول ، وقفة احتجاجية أمام سفارة الولايات المتحدة تنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة وسوريا، والأمريكية والبريطانية على اليمن، ومطالبين بوقف حرب الإبادة ضد قطاع غزة وفك الحصار عنه.

ورفع عشرات المشاركين من أمام مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة تونس شعارات تندد بتواصل العدوان الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة، كما طالبوا بغلق سفارة واشنطن في بلادهم وطرد السفير جوي هود من أراضيهم احتجاجا على العدوان على فلسطين واليمن وسوريا.

يشارك مئات الموريتانيين في اعتصام متواصل منذ مساء السبت، أمام السفارة الأمريكية في العاصمة نواكشوط رفضا للإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة وللمطالبة بوقف العدوان على الفلسطينيين.

وحمّل المشاركون في الاعتصام، الولايات المتحدة مسؤولية استمرار الإبادة الإسرائيلية في غزة، مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.

التدخل الدولي لوقف جرائم الإبادة الجماعية

من جانبها أدانت هيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بشدة مواصلة قوات الاحتلال قصف مراكز الإيواء وخيام النازحين والمنازل المأهولة، مرتكبة مجازر ضد العائلات والنازحين قسراً كان آخرها قصف طائرات الاحتلال الحربية عصر اليوم الموافق3/4/2025، مدرستي "دار الأرقام" و"فهد الصباح" في حي التفاح بمدينة غزة والتي تؤوي آلاف النازحين بثلاثة صواريخ ذات قوة تدميره هائلة وارتكاب مجزرة مروعة تسببت في مقتل واستشهاد 31 مواطن منهم 18 طفل، وإصابة أكثر من 100 ، فيما لاتزال عدد من الجثامين تحت أنقاض المدارس المدمرة تعجز طواقم الدفاع المدني عن انتشالهم جراء عدم توفر معدات الإنقاذ التي دمر معظمها الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية، الامر الذي يرفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الى 112 شهيد ومئات الإصابات، ويرفع عدد مراكز الإيواء المستهدفة بالقصف المباشر خلال حرب الإبادة الي 249 مدرسة وتجمع خيام وفق بيان صحفي نشرته الهيئة.
وتابعت العيئة أنه "في جريمة مروعة اخري ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت في حي الشجاعية شرق مدنية غزة مجزرة بحق العائلات بحي الشجاعية شرق مدنية غزة، حيث قامت بعد انسحابها من منطقة التوغل البري، بتفجير (ربيوت مفخخ) كانت قد زرعته في وسط البيوت السكنية، ما تسبب في مقتل واستشهاد 20 مواطن وإصابة العشرات ودمار هائل في منازل المواطنين المأهولة الواقعة بين شارع المنصورة والمنطار، وفيما البحث يتواصل عن المفقودين تحت الركام". وتابعت " وفق متابعة باحثينا شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات على خيام ومنازل المواطنين المأهولة بالسكان في مناطق مختلفة من القطاع تركزت معظم الهجمات في الاحياء الشرقية في مدينة خانيونس ومدنية غزة ما ادي الي سقوط 90 شهيد وأصابه المئات من المواطنين.حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل للشهر 18 على التوالي ، وسط استمرار العقوبات الجماعية واغلاق المعابر وقطع الكهرباء ، واستخدام سلاح التجويع والتعطيش واعاقة دخول المساعدات الانسانية والمستلزمات الطبية والاحتياجات الانسانية ما تسبب في مفاقمة جملة الأزمات الإنسانية جراء التدمير المنظم لكافة القطاعات الخدمية وعلى راسها القطاع الصحي ، حيث اسفرت جرائم الاحتلال الإسرائيلي بخلق بيئة وظروف مهلكة ومروعة جعلت قطاع غزة منطقة منكوبة غير صالحة للحياة تتنشر به المجاعة الحادة ، والامراض والاوبئة الصحية، وسط توسيع قوات الاحتلال رقعة عمليات التهجير القسري وإجبار المدنيين تحت القصف بالصواريخ على النزوح القسري المتكرر الذي يفاقم المعاناة الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، حيث وسعت قوات الاحتلال من عمليات الاخلاء القسري والتوغل البري على طول الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع، لفرض المزيد من المناطق العازلة التي باتت تشكل اكثر من 30% من مساحة القطاع، واثر اخلاء مدنية رفح قسرا، أعلنت قوات الاحتلال عن إقامة محور ثاني لفيلادلفيا يعزل مدنية رفح بالكامل عن محيطها، في تغيير جغرافي وديمغرافي لمعالم القطاع، ينذر بتصعيد ومواصلة جرائم التجويع وتوسيع عمليات التهجير القسري والهجمات الجوية والبرية على الاحياء السكنية وارتكاب المجازر، الامر الذي يندر بسقوط الالاف من الضحايا ومفاقمة الكارثة الإنسانية في القطاع، تمهيد لعمليات التهجير القسري لسكان القطاع خارج الأراضي الفلسطينية وفقا لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين .

واكدت الهيئة الدولية بان الحقائق على الأرض وشهادات الضحايا وما تنقله وسائل الاعلام بشكل مباشر أن كافة سكان القطاع المدنيين باتوا يعانون من مجاعة حادة واحوال معيشة مأساوية ، إضافة الي مواصلة استهدافهم من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي تستخدم قوة مميتة واسلحة محرمة دوليا بمن ضمنها الأسلحة الفراغية والارتجاجية وصواريخ ذات قوة تدميرية هائلة يزن بعضها 2 طن من المتفجرات ، بهدف القتل والتدمير للأحياء السكنية والمنشاءات المدنية، عدا عن استخدام سلاح التجويع من خلال فرض عقوبات جماعية وحرمان سكان القطاع من الحصول على الطعام والماء والكهرباء الوقود والدواء بقصد إهلاك جزء من السكان الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات الموت تحت القصف أو الهلاك جوعًا . وإذ تؤكد بان ذرائع الاحتلال لارتكاب جرائم الحرب واستهداف مراكز الايواء وخيام النازحين ومنازل المواطنين والمنشاءات المدنية تظهر استخفاف واستهتار دولة الاحتلال الإسرائيلي بكل مبادي الإنسانية ومنظومة حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وقرارات الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، التي تلزم الاحتلال الإسرائيلي بمبادي التمييز والتناسب في استخدام القوة ، كما ان مبدا الضرورة العسكرية والضرر العارض يلزم الاحتلال بالامتناع عن تنفيذ أي عمل عسكري اذ كانت الخسائر في المدنيين تفوق الميزة العسكرية أي ما كانت .

وأدانت الهيئة شدة الشراكة الامريكية في جرائم الاحتلال وتستنكر استمرار العجز الدولي الفاضح عن وقف جرائم الإبادة الجماعية والذي يعتبر تواطؤ واضح في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني سيبقي وصمة عار تلاحق كل المتخاذلين عن القيام بواجباتهم لردع الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة جريمة الإبادة الجماعية ، وإذ تطالب احرار العالم والأمم المتحدة والأطراف الثالثة المتعاقدة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالقيام بمسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية بالتحرك الجاد وبمختلف الاشكال والأدوات لتوفير الحماية الدولية للمدنيين وضمان تدخلات إنسانية دولية جادة تجبر إسرائيل على وقف الإبادة الجماعية والتدهور غير المسبوق في أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة وفتح المعابر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية ، واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني، وتدعو دول العالم الي مقاطعة “دولة الاحتلال الإسرائيلي” وفرض العقوبات عليها ودعم مسار محاسبة قادتها وجنوده وفق نفس البيان الصادر عنها .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115