مخططات التهجير … تقديرات مراكز الفكر الدولية وإعلام دولة الإحتلال

نشر ' تشاتام هاوس ' تقريراً يركز علي ما أحدثه اقتراح «ترامب» للاستيلاء على «غزة»

من تعطيل نسبي لكلَّ أهداف السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.

ويستند واضع التقرير ' أحمد أبو دوج ' في تقديراته على أن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على الأراضي الفلسطينية قد يُسهم في تجديد شرعية وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة، إن لم يؤدِّ إلى إشعال حربٍ إقليمية.
كما ذهب إلى تناقض اقتراح «ترامب» مع الأولويات الإقليمية التي طرحها الرئيس في أجندته منذ ترشُّحِه للانتخابات؛ إذ قد يُغذّي جولةً أخرى من القتال في «غزة»، ويُعرِّض السلام الإسرائيلي مع مصر والأردن للخطر، ويعيد إيران بوصفها فاعلاً أمنيًا مهيمنًا، ومن شأن أحاديث ترامب أن تمنح الصين وروسيا فرصةً لتنصيب نفسيهما حليفَين موثوقَين للمنطقة والجنوب العالمي، في مواجهة الاستعمار الأمريكي الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن ذلك التقرير حول الضرر الذي أحدثته التصريحات لصورة واشنطن الخارجية ، ويصعب إصلاحه - يأتي في ظل أجواء محتقنة على جميع الأصعدة ، تسببت فيها تصريحات متواصلة لترامب حول مستقبل غزة والمشروعات الإستثمارية ، ويستند لها نتنياهو واليمين المتطرف في الترويج - علانيةً - لتصوراتهم المستقبلية للمنطقة ودولها، أخذاً في الإعتبار أن هناك تقديرات بأن ترامب قد منح نتنياهو خدمة عظيمة تضمن له الرهان الإيجابي علي مستقبله السياسي وتمكينه من تجاوز العقبات التي وضعها له الشركاء بالإئتلاف الحكومي ( بن غفير ، سموتريتش) وربما إستكمال ولاية الحكومة الحالية حتي موعد الإنتخابات في 2026 .

ولا يفوتنا الإشارة هنا إلي ما تضمنه الحوار الصحفي الذي أجرته يديعوت أحرونوت مع وزير الدفاع السابق لحكومة الإحتلال ' غالانت' من مطالبات بإجراء تحقيق من خلال لجان رسمية - لا يقتصر فقط علي الجيش- تناقش جميع تفاصيل الإخفاق في 7 أكتوبر ، وتطرق ' جالانت ' إلي مشاهد خلف الأبواب المغلقة وكيفية إتخاذ نتنياهو القرارات الحاسمة إعتماداً علي أهل الثقة من مستشارين وإن كان لم يتطرق إلي دور ( الأسرة - سارة ونجلهما يائيير) .

وعلى الرغم من ترحيب عدة أوساط سياسية وشعبية في دولة الإحتلال بالطرح الترامبي إلا أن ' يديعوت أحرونوت" قد أشارت نقلاً عن مسؤول أمني بأن المؤسسات نخوض صراعًا مع المستوى السياسي ( الإئتلاف الحكومي الحالي ) الذي يعرقل الصفقات ويروّج لأكاذيب بلا توقف، وهو ما يكشف مجدداً عن مخططات نتنياهو لتصدير كل ما هو متاح من مشكلات لدول المنطقة حفاظاً علي مستقبله السياسي ، وإن كان قطاعات مهمة في المجتمع الدولي تعي أن الحديث عن التهجير يفتح الباب أمام حالة إستقطاب وإحتقان دولي تتناقض ومفاهيم التكامل الإقليمي والسلام والإستقرار والتطبيع وكل ما هو مأمول للشرق الأوسط.
وإمتدت تأثيرات الإشارات السلبية التي تضمنها حديث نتنياهو عن تهجير أصحاب الأرض إلي دول أخري في المنطقة ( مصر ، والأردن ، والسعودية ) ردود فعل حادة عبرت عنها بيانات رسمية لوزارات الخارجية بدول المنطقة ، وعلي وسائل التواصل الإجتماعي أيضاً ، وهو ما أوضحه دكتور / أحمد الباز ( الباحث في الشئون الدولية ) علي صفحته بتطبيق فيسبوك بأنه ذلك الجموح في تصريحات نتنياهو سيدفع في إتجاه تعطيل المسارات الجديدة المحتملة للتطبيع أو الأفكار التي تم تداولها مؤخراً لتوسيع أطر التطبيع القائمة.

هذا، وعلى الرغم من مغادرة فريق التفاوض إلي الدوحة لإجراء محادثات إضافية بسأم وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن ، إلا أن مكتب نتنياهو أصدر بياناً مفاده أن الوفد سيناقش ' الجوانب الفنية ' للإتفاق ، وهو ما أوضحته ' أحرونوت ' بأن الوفد لن يجري محادثات حول المرحلة الثانية من الصفقة ، على الرغم أن تلك المحادثات كان من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من تنفيذ الإتفاق .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115