فهي ليست مجرد نبات للزينة ومسحوق للتجميل، بل هي رمز ثقافي وطقس يومي ومعتقد روحي ... وبفضل أهميتها التاريخية والاجتماعية، تم إدراجها مؤخرا ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي من قبل منظمة اليونسكو.
شهدت مدينة "أسنسيون"، عاصمة باراجواي، التي استضافت اجتماعات الدورة 19 للجنة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، تسجيل عنصر "الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية" في ملف عربي مشترك.
9 عناصر تونسية في قائمة التراث اللامادي
ترتبط الحنّاء في تونس بالأفراح والليالي الملاّح وتقترن بالجمال وبالتجميل وتتخذ وضائف التداوي والاستشفاء... وفي الموروث الشعبي الكثير من الأشعار والأزجال وأيضا الأساطير عن الحنّاء التي تخضب اليدين والرجلين وحتى شعر الرأس. وتُعرف مدينة قابس بعاصمة الحنّاء التي تنتشر فيها زراعات هذه النبتة الفيحاء.
وتحت عنوان "الحنّاء: الطقوس والممارسات الجماليّة والاجتماعيّة" وضمن ملف مشترك يضم 16 دولة عربية وهي :الإمارات العربية المتحدة، الجزائر، البحرين، مصر، السودان ، العراق، الأردن، الكويت، موريتانيا، المغرب، سلطنة عُمان، فلسطين، قطر، المملكة العربية السعودية، تونس، اليمن.
وجاء في تقديم منظمة اليونسكو لعنصر "الحنّاء: الطقوس والممارسات الجماليّة والاجتماعيّة" ما يلي : "الحنّاء شجرة تنمو في المناطق الحارة. ولهذه الشجرة قيمة مقدّسة لدى مجتمعات شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وتُجمع أوراقها مرتين سنوياً لصنع معجون الحناء الذي تستخدمه النساء عادة كوسيلة للتزيّن. يرمز الحناء إلى الفرح ويُستخدم في الحياة اليومية وفي الاحتفالات مثل حفلات الزفاف واستقبال المواليد الجدد. ويرافق طقوس استخدام الحناء أشكال تعبير شفهية وله قواعد وتقاليد اجتماعية عريقة تعود إلى قرون مضت".
في سنة 2024 ، نجحت تونس مجددا في تسجيل حضورها على قائمة اليونسكو باثنين من العناصر هما : "الحنّاء: الطقوس والممارسات الجماليّة والاجتماعيّة" و"فنون العرض لدى طوايف غبنتن".
ووفقا لتقديم اليونسكو فإنّ "طوايف غبنتن التي تتمركز في الجنوب التونسي هي " فرق من المغنين الشعراء المرتبطين بقبيلة غبنتن، ويؤدي أفراد هذه الفرق الأناشيد أو الأغاني مرتدين جبة بيضاء وشاشية حمراء (قبعة)، ويرافقهم طبل تقليدي يُعرف باسم "الشنَّة". وتتألف الفرقة من قائد "الريس" ومجموعة من المؤدين الذكور "البحرية"، وتمتلك كل فرقة مجموعة فريدة من الأغاني الدينية والدنيوية التي تمزج بين الفكاهة والرصانة. تمثل هذه الممارسة الاحتفالية المتعددة الأجيال عاملاً موحِّداً يحدِّد الهوية ووسيلة لنقل الأعراف الاجتماعية".
من سنة إلى أخرى، أصبحت تونس تقطع أشواطا متقدمة على قائمة التراث العالمي لليونسكو حيث ارتفع عدد العناصر التونسية المسجلة على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى اليونسكو إلى 9 عناصر وهي: فخار سجنان (2018)، النخلة (2019)، الكسكسي (2020)، طرق الصيد بالشرفية (2020)، فنون الخط العربي (2021)، الهريسة (2022)، النقش على المعادن (2023)، وملف "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" (2024) والحنّاء (2024).