والسينما صوت لهذه الارض وصدى لترددات وجع اهلها وصرخات ابنائها ضدّ كل انواع الامراض التي تسببها المنظومات الكيميائية، السينما صوت للأرض وصدى اصحابها، الكاميرا سلاح المتشبثين بالارض والوطن فكرة وملاذا من هذه الكلمات تنطلق الدورة التاسعة عشرة لمهرجان السينما المتوسطية بشنني.
تنطلق الدورة من 23الى غاية 27اكتوبر 2024 بمدينة شنني من ولاية قابس وشعارها "الارض انا، الفيلن انا انّا على العهد باقون" وتتناول موضوع التغيرات المناخية كما تحضر القضية الفلسطينية في الدورة.
تعتبر التغيرات المناخية والتلوث الذي تعيشه ولاية قابس من المواضيع البيئية التي اشتغل عليها كثيرا ابناء الجهة، وجمعية ا"اشكال وألوان الواحة" في شنني المنظمة لمهرجان السينما المتوسطية اهتمت بموضوع البيئة وما يعيشه ابناء قابس ومعاناتهم جراء التلوث منذ الدورة الاولى للمهرجان ولازالوا محافظين على مبدأهم في الدفاع عن مدينتهم عبر الفنون تحديدا السينما.
موضوع الدورة الحالية هو "التغيرات المناخية" واكد منيار حامدي مدير التظاهرة في تصريحاته الصحفية "نحافظ على توجهنا منذ الدورة الاولى، مازلنا مصرين على تغيير الواقع من خلال السينما، لازلنا نبحث عن التأثير والتغيير نحو الافضل عبر الافلام التوعوية، والتلوث من مشاغل ابناء الجهة و يهمّ جميع متساكني قابس، ربما التغيير لا يحدث بسرعة لكن التأثير في الناس من مهام المهرجان والافلام".
واشار منيار حامدي ان مهرجان السينما المتوسطية بشنني تظاهرة حافظت على جديتها ولازال الشباب مستمر في فكرة البحث والتغيير عبر الفنون، فالسينما سلاح حقيقي يستعمل لصناعة واقع افضل ومن مشاغل الجهة تكون دائما الانطلاقة ثم التطرق الى مواضيع عالمية، والتغيرات المناخية وتاثيرها موضوع الراهن في تونس والعالم.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني يوجه البوصلة الى القضية الاولى القضية الفلسطينية وما تعيشه غزة من ابادة منذ 7اكتوبر الفارط، منذ المعلقة الموشاة باللون الاحمر القاني لون الدماء، مع حضور اللونين الاخضر والاسود تحضر فلسطين بقوة ويمتزج الوجع الفلسطيني مع الوجع المحلي عبر صورة بالاسود للدخان و"البخارة" التي يعاني منها اهل قابس، المعلقة من تصميم الفنان السوري علاء ناصر وفيها مزج بين الوجعين والحلمين الفلسطيني والتونسي وعبر تمازج الالوان وتناسقها يؤكد الفنان انّ الفن سلاح حقيقي للمقاومة والتغيير.
يقدم المهرجان لجمهوره مجموعة من الافلام القصيرة في مسابقة رسمية طيلة أيامه، بالإضافة الى اللقاءات الفكرية ومواضيعها الماء والثقافة في علاقة بالتغيرات المناخية والمرأة وعلاقتها بالواحة وتأثيرات التغيرات المناخية، والجديد في المهرجان مسابقة "27ساعة سينما" وتتمثل في تسابق 20مشارك سيوزعون الى مجموعات تقوم بتصوير ومونتاج لاافلام تتعلق بموضوع البيئة في 72ساعة، واكد مدير المهرجان ان الغاية من المسابقة تحفيز المشاركين والشباب على الابداع.
كما يوفر المهرجان ورشتين، الاولى "فن الممثل امام الكاميرا" وتهدف إلى تزويد المشاركين بفهم عميق للفروق بين الأداء المسرحي والسينمائي، مع التركيز على تقنيات التكيف المطلوبة لكل فضاء. يقودها فتحي العكاري، الممثل والمخرج المسرحي ذو الخبرة الواسعة، وستستمر الورشة على مدار 3 أيام بواقع ساعتين يوميًا. سيتم التركيز على تطوير أداء المشاركين ليكون قويًا ومقنعًا سواء على خشبة المسرح أو أمام الكامير.
الورشة الثانية "ديكور السينما: المقاربات التقنية والجمالية" هو الورشة موجهة لعشاق ديكور الأفلام ولمن يرغبون في جعله مهنة لهم والهدف منها اكتشاف مهنة مصمم الديكور السينمائي وادراك دور الديكور في التعبير الجمالي والدرامي للفيلم وفهم المراحل التقنية لانشاء ديكور فيلم.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني مساحة مقاومة ثقافية اخرى يقودها شباب هذا الوطن، ومساحة للتجريب والتفكير من خلال الفن السابع، وقدم المهرجان اعلانه الترويجي في شكل فيلم بدقيقيتن اخرجه الفنان السوري سموأل سخية بعنوان " بين الواقع والخيال انت دائما البطل" الفيلم يصور طفلا يجلس في قاعة سينما يشاهد من خلف الشاشة شابين يجلسان جوار البحر ويلبسان قناعا لحمايتهم من تلوّث الهواء، ومع الموسيقى التصويرية الصاخبة يصبح الطفل المشاهد جزءا من الحكاية ونجده مع الشخصيات الى جوار البحر، وكاننا بمخرج الفيلم يؤكد انّ الجميع يشترك في مسالة التغيير والجميع مجبر للتفكير في حلول للتلوث وموجهة التحديات المناخية التي يعيشها العالم.
"بين الواقع والخيال دائما انت البطل" صرخة ضدّ الانهزامية ودعوة مباشرة للانتباه لخطر التلوث وضرورة الدفاع عن حق الانسان في بيئة سليمة من خلال الفن السابع، فالكاميرا طالما كانت وسيلة الفنان السوري سموأل سخية للتعبير عن القضايا الكبرى ومنها القضايا البيئية موضوع الدورة التاسعة عشرة لمهرجان السينما المتوسطية بشنني.