منذ عدة أيام. وكان الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر للناس بإخلاء منازلهم والتوجّه جنوب القطاع عبر محور "نتساريم'' وطريق صلاح الدين وطريق الرشيد الساحلي.
ولم تنتظر فوات الجيش تنفيذ المواطنين أوامر الإخلاء والنزوح، وسقط عشرات الشهداء والمصابين جراء القصف العنيف واستهداف منازل المواطنين في مخيم جباليا، الذين يرفضون تنفيذ أوامر النزوح والإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي ويرفض الكثيرون ذلك لأنهم يعرفون أنه لا يوجد مكان آمن في غزة. في ظل عدم توفر أي إمدادات أساسية تقريبا، ينتشر الجوع ويتعمق مرة أخرى.
وما تنشره وسائل الإعلام حول مجازر ترتكب ضد العائلات الفلسطينية ووجود جثامين عشرات الشهداء المنتشرة في شوارع مخيم جباليا والدفاع المدني لا يستطيع انتشالها.واجبر الجيش الإسرائيلي إدارة ثلاثة مستشفيات في شمال القطاع بإخلائها والمغادرة نحو الجنوب.
أن ما يحدث في شمال قطاع غزة عملية تطهير عرقي، الجيش الإسرائيلي ينفذ القتل والتدمير والاعتقال، وعدد كبير من العائلات محاصرة، والجيش الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب وإبادة جماعية في مخيم جباليا لإجبار الناس على النزوح نحو الجنوب ومن سيبقى سيكون مصيره أمّا الموت جوعا أو القتل.
في ظل ذلك تناول عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين، ووسائل الإعلام أهداف العملية العسكرية، وخطة إخلاء شمال القطاع خاصة معسكر جباليا والمستوحاة من أفكار خطة الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، منظر الحرب، ومستشار نتنياهو ويقترح تجويع الفلسطينيين حتى الموت، أو طردهم إلى الخارج، كرافعة ضغط على حماس. بتهجير الفلسطينيين من شمال القطاع وتقضي بدفع نحو 300 ألف فلسطيني الذين لا يزالون هناك. إلى خارج هذه المنطقة.
قد تكون عملية جباليا المفاجئة والحديث عن أهدافها هي تنفيذ الخطة التي نفت "إسرائيل" تطبيقها ونقل عن مكتب نتنياهو أنها قيد الدراسة. وعلى الرغم من نفي بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والقول أن عملية جباليا لا علاقة لها بخطة ايلاند.لكن تناول بعض المحللين العسكريين الخطة المذكورة بطريقة أخرى ومفصلة وتنفيذ ها من خلال ثلاثة أهداف للعملية العسكرية في مخيم جباليا، واحد معلن واثنان غير معلنين. للضغط على السنوار، وإدارة وتوزيع المساعدات.
وأن الهدف المعلن هو السيطرة على جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا – وخاصة جباليا – حيث تحاول حماس إعادة بناء منظومتها المدنية، ومواقعها العسكرية. والغرض من القوة الخاصة في الفرقة 162 التي طوقت جباليا من جميع الاتجاهات هو منع ذلك، وتحييد أكبر عدد ممكن من المسلحين.
وذكر موقع واللا الإخباري نقلا عن مسؤولين أمريكيين أنهم قلقون من فرض إسرائيل حصار على شمال قطاع غزة، لأنّ الفلسطينيين الذين سينزحون هذه المنطقة لن يتمكنوا من العودة إليها، وأنّ إدارة بايدن أبلغت "إسرائيل" بأن هذه الخطوة تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقانون الأمريكي.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعرفون إذا كانوا سيصدقون ادعاءات إسرائيل بأن تهجير سكان شمال القطاع لن يكون دائما، وأشاروا إلى أن الإسرائيليين يقولون لنا ما نريد أن نسمعه، والمشكلة هي عدم الثقة.هذا التصريح استمعنا لمثله العشرات خلال عام الإبادة المنصرم من الرئيس حو بايدن والمسؤولين في الإدارة الأمريكية وهي تصريحات تضليلية كاذبة، ويتم رفضها ومن ثم يتم تفهم الموقف الإسرائيلي، كما حدث في احتلال رفح.وذكر المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرنوت رون بن يشاي انه لم يتبق في جباليا أي بني تحتية هامة تحت الأرض تقريباً، وما زال يسكن شمال قطاع غزة نحو 300 ألف فلسطيني ويُعرفون حسب الجيش بأنهم غير متورطين. غير أن التقديرات الأممية، تقول أن العدد نحو 400 ألف.
وأدعى بن يشاي أن المساعدات الإنسانية التي يتلقونها تمنع الجيش الإسرائيلي من الاشتباك كما ينبغي وتمنعه من تطهير المنطقة من أماكن تواجد المسلحين.
وحسب ادعاء الجيش الإسرائيلي، بشأن توسيع ما تسمى المنطقة الإنسانية، والتي لا تزبد مساحتها عن 10 كيلو متر مربع، ويعيش نحو مليون ونصف فلسطيني في المواصي في ظروف إنسانية قاهرة، وتلاحقهم الطائرات الإسرائيلية.
إسرائيل تمارس الكذب والتضليل، والادعاء أن الجيش الإسرائيلي يحاول نقل السكان المدنيين غير المقاتلين، الذين تحرمهم حماس من المساعدات الإنسانية التي تتلقاها، جنوباً إلى منطقة المواصي، وأنّ بقائهم يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن يطلق، النار وأن يتحرك بشكل كامل.
والهدف الآخر من العملية البرية هو منع الحاجة إلى دخول الجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا لتطهير شمال القطاع من مسلحي حماس والجهاد الإسلامي، الذين يحاولون العودة والتمركز هناك، وأيضا من أجل خلق وضع لا تستطيع فيه حماس السيطرة على المساعدات الإنسانية.ووفقا لما يردده المحللين العسكريين انه من خلال هذه العملية العسكرية، يقوم الجيش الإسرائيلي بإعادة تفكيك جميع مراكز ثقل حماس في شمال قطاع غزة، والواقع هو إنشاء منطقة يمكن إدخال المساعدات الإنسانية إليها دون خوف من سيطرة حماس عليها.
وما يثير السخرية والكذب والخداع، الادعاء بان ذلك كما سيمكن الناس من شمال القطاع نفسه أو من مناطق الإيواء في المواصي من الدخول عبر الممرات التي تقطع معبر نيتساريم ، واستلام المساعدات الإنسانية، دون أن تتمكن حماس من السيطرة عليها . وسيتم توزيع المساعدات من قبل المنظمات الدولية المسؤولة أيضا الآن عن إدخالها وتوزيعها.وحسب الادعاء فإن العملية الرامية إلى إفراغ شمال قطاع غزة بشكل شبه كامل من المقاومة، وأن المساعدات ستدخل حاليا مباشرة إلى شمال القطاع وسيتم توزيعها تحت إشراف الجيش الإسرائيلي على المدنيين الذين يحتاجون إليها فقط.
ومنع قدرة المقاومة على إعادة تأهيل نفسها ، قد يشكل البنية التحتية المطلوبة لبدء الإدارة المدنية التي ستحل محل حماس التي تضرّرت بشدة. أما الهدف الثالث الذي يحاول الجيش الإسرائيلي تحقيقه من خلال العملية العسكرية شمال القطاع، فهو الضغط على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وأنه ليس لديهم فرصة للتعافي، ومن الأفضل لهم أن يتوصلوا إلى صفقة مخطوفين تؤدي إلى إنهاء القتال والمعاناة في القطاع.
وحسب ادعاء بن يشاي الذي يبدو كأنه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ومن خلال تزايد المعاناة، وعندما يعرف السنوار بإجبار حوالي 300 ألف من سكان غزة إلى لاجئين في المواصي، فإن ذلك يزيد من غضب وإحباط السكان ومعارضتهم لحماس، هذا الأمر الأخذ بالتفاقم فعلا.سواء كانت عملية عسكرية عادية أو تنفيذ خطة ايلاند، فالهدف واضح وهو التهجير القسري وارتكاب مجازر، وجعل شمال القطاع منطقة غير قابلة للحياة، وهي سياسة عمليا تتبلور أيضا تسوية طويلة المدى ''لليوم التالي''.وسيطرة إسرائيل على شمال غزة وطرد 300 ألف فلسطيني إلى خارج هذه المنطقة.
ومع أنّ المحللين الإسرائيليين العسكريين يشككوا في إمكانية نجاح الجيش في إتمام العملية العسكرية في جباليا خاصة أنّ الناس يرفضون النزوح ويدفعون بذلك ثمنا حياتهم.وبالنظر إلى أهداف العملية العسكرية الخاصة والخطة فهي تعكس الأفكار القديمة الجديدة في ذهن نتنياهو.
واليمين المتشدد وهذه العملية تتعلّق باستمرار الحرب. وتطويق وتقطيع قطاع غزة،وأن إسرائيل لها أهداف للسيطرة على قطاع غزة من خلال قيام الجيش شنّ عملية عسكرية جديدة على شمال قطاع غزة بالتطويق والتقطيع، والمجاعة وهي أيضاً محاولات إسرائيلية في تشديد الضغط على الفلسطينيين الذين يرفضوا الخروج كي يغادروا، شمال القطاع وحصرهم في منطقة الوسط، وجزء من الجنوب خان يونس مدمرة وغير قابلة للحياة،ورفح ما زالت محتلة وسكانها نازحين من ستة أشهر ولا أفق في عودتهم قريباً.