والباحثين عن جراعات سعادة مجانية في سوسة جوهرة الساحل، تزينت المدينة لاستقبال ضيوفها من تونس وخارجها، تجملت الساحة لتكون فضاء ثقافي وسياحي يعرّف بفناني الجهة ويقدم للجمهور مادة ثقافية متنوعة تنفتح على كل الفنون، فالفن حياة وفي ساحة المدن المتوائمة بسوسة تحققت فكرة مجنونة جديدة وهي عبارة عن تظاهرة ثقافية دولية عنوانها القرية الابداعية العالمية" وسوسة احدى وجهاتها الستّ.
La Nomad house هو عنوان المشروع الثقافي السياحي الذي انطلقت فعاليات بمدينة سوسة من 21جوان الى غاية 26جوان، والمشروع شراكة تونسية بلجيكية تمثله في تونس جمعية "نحب سوسة" وانطلقت الجولة من بروكسال بلجيكيا ثم برلين المانيا فمدينة ثيسالونكي اليونان ثم سيسيليا الايطالية فسوسة التونسية وستنتهي القافلة في باريس الفرنسية، وقيمة المشروع اكثر من مليار ونصف دينار وهدفه الابرز الدفاع عن مجانية الثقافية.
مزيج من الثقافات تدافع عنه جمعية "نحب سوسة"
تصنع الفنون الجنون، تقدر الفنون على تجاوز كل الحدود وفي ساحة المدن المتوامة، قبالة شط بوجفعر الذي يتوافد عليه المصطافين بالآلاف كان اللقاء منذ 21جوان الى غاية 26جوان، لقاء الفنون والجنون، مجموعة من الخيام بألوانها المميزة واحجامها العملاقة انتشرت كامل الساحة فكانت كما ازهار الربيع ، لكل خيمة مجالها الابداعي وجميعها تنتهي بالخيمة الكبرى المجهزة بكراسي مدرجة واضاءة وتقنيات صوتية عالية الجودة تماما كقاعة مسرح حديثة.
والخيام عبارة عن مركز ثقافي متنقل يحط رحاله في مدينة حضر موت التي احتفت بالفن والموسيقى والحياة، والتظاهرة فكرة فريدة ستساعد في تعزيز المشهد الثقافي لسوسة كما انها توفر مادة ثقافية مجانية للجميع، في اطار دمقرطة الثقافة وهو الهدف الابرز للمشروع التونسي البلجيكي حسب تعبير السيد انيس بوفريخة رئيس جمعية we love sousse، الشريك الجمعياتي والثقافي والمشرف على تنظيم المشروع في تونس.
تزينت الساحة قبالة البحر بكل مظاهر الاحتفالات، لكل خيمة خصوصياتها الفنية، واحدة للورشات اين يجتمع الاطفال لتعلّم اليات فنية جديدة، وأخرى معرض لابداعات نسائية في الصناعات التقليدية وثالثة عبارة عن ركح خارجي يصعد عليه الموسيقيين والفنان الشباب للتعريف بابدعاتهم الفنية وتقديمها لجمهور من مختلف الاعمار والجنسيات، والخيمة الكبرى سيدة الفعاليات تحتضن يوميا العروض الموسيقية الكبرى بداية من الثامنة مساء، وفي هذه الخيمة المجهزة بأحدث التقنيات الضوئية والصوتية التقى الجمهور التونسي والبلجيكي مع اجمل المقطوعات السيمفونية التي قدمها الناصر عفريت صحبة مجموعة من امهر العازفين الشباب.
وأشار انيس بوفريخة ان الجمعية تحاول ان تكون على مستوى المدينة و"نقدم مادة ثقافية تليق بجمهور المدينة وابنائها، القرية الابداعية شريكة مع دولة بلجيكيا، فيها خيام وركح و القرية الابداعية وانجز المشروع مع العديد من المؤسسات والشراكات الداخلية على غرار وزارات الخارجية والمراة والسياحة والثقافة والولاية" فالجميع تكاتف لإنجاح التظاهرة الحدث التي تستقبل 8000متفرج.
Nomad houseمشروع ثقافي يدافع عن مجانية الثقافة
الثقافية مجانية وللجميع، الثقافة جزء اساسي في حياة الانسان والمشروع يدافع عن حق الجميع في الثقافة هكذا لخّص البلجيكي المغربي جمال يوسفي الهدف الاكبر من مشروع " nomad house الذي حطّ الرحال في سوسة بعد الانطلاق من بروكسال، والمشروع عبارة عن مركز ثقافي متنقل يقدم عدد من الورشات والعروض الفنية في مختلف الفنون، مسرح وموسيقى وسيرك وتعبيرات ثقافية متنوّعة.
هذا المركز الثقافي المتنقل بدأ العمل منذ 20عام في مدينة بروكسال البلجيكة، "خلقنا فكرة دار ثقافة متنقلة تتنقل من حي الى اخر لتقديم العروض الثقافية والفنية ليستفاد كل مواطن من الفنون، في مشروعنا نعمل على دمقرطة الثقافة ولامركزية الفنون ويتنقل المركز الثقافي الى الجميع، في العمل مع شركائنا قررنا ان نطور المشروع اكثر ليصبح مركز ثقافي اوروبي متنقل" حسب تعبير مدير المهرجان جمال يوسفي.
ويضيف "من المحلية اصبح المشروع عالمي، الانطلاق مع فنانين بلجيكيين ثم اصبح عالمي وباتت القافلة اكثر تنوّعا، في تونس مثلا العروض اكثر تونسية لنقدم الفرصة للفنانين ابناء المدينة التي تحلّ بها القافلة للقائهم مع الجمهور والاهم ان كل العروض مجانية" واليوم توجد القافلة بشاحناتها العملاقة الملوّنة وخيامها المبهجة في ساحة المدن المتوأمة بوجعفر تغري الزوار لاكتشاف مادة ابداعية تنطلق من المحلي الى العالمي.
المركز الثقافي المتنقل تجربة ثقافية وانسانية وحقوقية، سبق وان قدمت التجربة في تونس في ولايات القصرين وصفاقس وبنزرت من 2015 الى 2017 واليوم في 2024 تصبح عالمية ويتشارك في انجازها ستّ دول هي بلجيكيا والمانيا واليونان وايطاليا وتونس وفرنسا، ويقوم المشروع على مراحل: اولها الورشات المختصة وتجمع الجمعيات المهتمة بالفنون لتكوين الشباب في المسرح والموسيقى وفن السيرك وتوزعت على دول فرنسا واليونان وتونس، ثم ورشات خاصة في المسرح واشرف عليها جمال يوسفي ثمّ مرحلة خلق العروض الفنية وبعدها الاقامات الفنية في الدول الستّ المشاركة في لمشروع واخر مرحلة هي القافلة او التنقّل بين البلدان لتقديم انتاجات الورشات وكذلك عروض فنية متعددة الاختصاصات.
الشراكة التونسية البلجيكية حقيقية وتشمل مجلات متعددة
الثقافة اولوية، الثقافة هاجس للحياة وسلاح للدفاع عن انسانية الانسان من هذا المبدأ انطلقت فكرة "نوماد هاوس" الفكرة المجنونة التي انطلقت بين احياء بروكسال واليوم اصبحت عالمية وتحط رحالها بسوسة التونسية، امام جمهور من مختلف الاعمار والجنسيات كان الرهان الثقافي المسرحي والموسيقي والتقى جمهور القرية الابداعية مع عرض "le songe" وهو مقتبس من نصوص شكسبير وقدم بقراءة معاصرة ومزج فنون التمثيل والسيرك والموسيقى وباكثر من لغة فكان اللعب بالفرنسية والانقليزية واليونانية والالمانية مع اللهجة التونسية للتاكيد على قدرة الفنون على تجاوز عائق اللغة فللفنان لغته الخاصة وهي احساسه.
وأكدت سفيرة بلجيكيا بتونس السيدة رجاء سعفاني انّ مشروع يخلق جسور التواصل لانّ الثقافة سلاح حقيقي للبناء والتغيير واشارت ان بلجيكيا شجّعت كثيرا على انجز المشروع الثقافي والسياحي لانها ترأس الاتحاد الاوروبي و"نوماد هاوس" لا يكتفي بالعروض بل تجربة شراكة حقيقية واشارت في افتتاح القرية الابداعية ان هناك العديد من الشراكات الفاعلة بين تونس وبلجيكيا في مجالات الثقافة والبيئة والتكنولوجيات الحديثة، مشيرة الى اهمية هذه الشراكات لانها تدعم فكرة الخلق والابداع.