ويوم أمس وخلال خلال إشرافه على موكب الاحتفال بالذكرى الـ68 لانبعاث الجيش الوطني في قصر قرطاج شدد في كلمته على أن تونس لم تقبل أبدا بوجود قواعد عسكرية فوق أراضيها من غير التونسيين ولن تحيد أبدا عن هذا الاختيار قيد أنملة، مؤكدا أن التعاون وتبادل الخبرات لن يكونا إلا في ظل اختيارات وطنية نابعة من مصالح الشعب. كلمة ركز خلالها الرئيس كثيرا على السيادة الوطنية والنصر والكرامة والعزة، كما أشاد بمجهودات القوات العسكرية المسلحة في مختلف المجالات، من الدفاع عن الوطن ومكافحة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير النظامية وفي مجالات الصحة والنجدة لإخماد الحرائق ولتأمين الامتحانات والانتخابات وغيرها من المجلات...
ليشدد على ضرورة أن تساهم المجموعة الوطنية كاملة في توفير الاعتمادات اللازمة لتطوير قدرات القوات المسلحة من بنية تحتية وتسليح فضلا عن الإحاطة بكل العسكريين على اختلاف رتبهم واختصاصاتهم، مشيرا إلى أنه ستتم ترجمة هذه الإرادة في إطار مخطط استراتيجي ضمن قانون المالية أو أطر أخرى.
عناوين كثيرة ومناسبات عديدة
أكد رئيس الجمهورية في كلمته أن "للعزة وللشرف وللروح الوطنية الراسخة العالية عناوين كثيرة في تونس ومناسبات للاحتفال بها عديدة ومن أبرزها وأنبلها هذا اليوم الذي يحتفل فيه الشعب التونسي بالذكرى 68 لانبعاث الجيش الوطني والواجب الوطني يقتضي أن نتقدم بأحر عبارات التقدير لكل العسكريين والإطارات والأعوان في وزارة الدفاع الوطني اعترافا بعطائهم غير المحدود ولبذلهم الذي كلما ازداد التحدي يتضاعف ويزيد، وحين يقتضي الواجب المقدس المواجهة والقتال رددوا كلهم مؤمنين ثابتين على قلب رجل واحد، نحن أبناء هذا الوطن للوغاء ولساحته خلقنا ومستعدون تحت أي ظرف للنزال ودون النصر والعزة والكرامة الاستشهاد ولن نقبل بغير ذلك بديلا، لقد استبطن شعبا واستبطنت قواتنا المسلحة العسكرية روح النصر ومن استبطن هذه الروح لن يقبل إلا بالانتصار أو الاستشهاد".
"لن تترك المصابين دون رعاية"
وتابع قوله " لا يظهر العجز منا دون نيل منى ولو رأينا المنايا في أمانينا، ولا يمكن في هذا اليوم وفي هذا الموكب إلا أن نتذكر خاشعين شهداء قواتنا المسلحة العسكرية لنترحم على أرواحهم الطاهرة مبتهلين إلى العلي القدير أن يتقبلهم مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما لا يمكننا إلا أن نتوجه إليه سبحانه وتعالى بان يعجل بشفاء جرحى القوات المسحلة ومصابيها، منهم من أقعدتهم الإصابات عن العمل ومنهم وكثيرون وهم مصابون يستعجلون الأطباء ضد أراء الأطباء ليعودوا إلى مراكزهم في العمل، فكما يتحدّون الأعداء يتحدون الآلام والجراح والحمد لله تعالى أن مؤسسة فداء قد انطلقت منذ مدة في أعمالها لان تونس لن تنسى أبدا لا شهداء الوطن ولا ذويهم ولن تترك المصابين دون رعاية ومتابعة ، انتم أيها الضباط وضباط الصف ورجال الجيش عيون ترصد الأعداء في كل مكان، صقور جارحة كاسرة ترصدون كل من يعادينا وتقضون على كل من يسعى إلى تمزيق شملنا أو يؤذينا".
توفير اعتمادات لتطوير قدرات القوات المسلحة
وأضاف سعيد "أيها الضباط وضباط الصف ورجال الجيش ليس من قبيل التزيّد اليوم وفي كل يوم التذكير بمآثر القوات المسحلة العسكرية في كل المجالات، في مجال الدفاع عن الوطن، في مكافحة الإرهاب، في مكافحة الهجرة غير النظامية أو غير الإنسانية وفي مجالات الصحة والنجدة لإخماد الحرائق ولتأمين الامتحانات والانتخابات وغيرها فضلا عن مشاركتها في عديد قوات السلام الأممية، كما ليس من قبيل التزيد التذكير بالمعارك العسكرية التي خاضتها قواتنا المسلحة العسكرية اثر الاستقلال لاستكمال بسط الدولة سيادتها كاملة على كل شبر من تراب هذا الوطن العزيز .. إن قواتنا المسلحة العسكرية قامت بما قامت به وتقوم به انطلاقا من الروح الوطنية العالية ومن الشعور المفعم بالمسؤولية المقدسة وأرى المجموعة الوطنية أن تساهم في توفير الاعتمادات اللازمة لتطوير قدرات قواتنا المسلحة من بنية تحتية ومن تسليح فضلا عن الإحاطة بكل العسكريين على اختلاف رتبهم واختصاصاتهم ولعلكم تذكرون بل إنكم تذكرون كلكم تلك الصورة الخالدة لتلك البنت الصغيرة التي قامت بإهداء زهرة لأحد الجنود في مطلع سنة 2011 ، تلك الصورة لوحدها تعكس طبيعة العلاقة بين الشعب التونسي والقوات المسلحة وتعكس بالتأكيد استعداد المجموعة الوطنية لدعم قدراتها ومعداتها وستتم ترجمة هذه الإرادة في إطار مخطط استراتيجي سواء في إطار قانون المالية أو في اطر قانونية أخرى ولن يكون الشعب التونسي في هذا المجهود الوطني بل في هذا الواجب لا مترددا ولا ضنينا، فأكرم الناس في النجدة وفي الدفاع والقتال حقيق بالتبجيل هو وذووه جدير بالتكريم والإجلال".
السيادة والحرية والعدل والمجد ..
وفق رئيس الجمهورية فإنه ليس لتونس نية للدخول في سباق في هذا السياق مع أي كان ولكن لا بد اليوم مما ليس منه بدّ كما أن تونس التي لم تقبل أبدا بوجود قواعد عسكرية فوق أراضيها من غير التونسيين لن تحيد أبدا عن هذا الاختيار قيد أنملة، قائلا "تقبل بالتعاون وبتبادل التجارب والخبرات وهو أمر تقليدي مألوف بين كل الدول ولكن لن يكون مثل هذا التعاون إلا في ظل اختياراتنا الوطنية نابعة من مصالح الشعب ولن نقبل بان تكون حبة رمل واحدة ولا قطرة ماء واحدة بل حتى هبّة نسيم واحدة خارج السيادة الكاملة للدولة التونسية ، أيها الضباط وضباط الصف ورجال الجيش إننا نعمل جميعا على أن يكون وطننا العزيز عصيا على كل من يتربص به، نريدها تونس شامخة آبية في كل محفل وتحت كل سماء وكلما ذكر اسم تونس إلا واستحضر السامعون المستعمون في الخارج اثر ذكر اسم بلادنا، السيادة والحرية والعدل والمجد والعزة والسؤدد ."