يجتمع العالم ليشهد ويتضامن مع ملايين الأشخاص الذين يعيشون حياتهم في حالة النزوح والتشرد بسبب النزاعات والاضطهاد. بين هؤلاء، تبرز قصة اللاجئين الفلسطينيين كواحدة من أكثر القصص تأثيرا وتأزما على مدى العقود الماضية.يعيش أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الأراضي المحتلة وفي الشتات، حيث تتراكم الأزمات الإنسانية والاقتصادية على أفراد هذه الجالية. بدأت قصة هؤلاء اللاجئين منذ نكبة عام 1948، حيث هُجّروا من أراضيهم الأصلية خلال قيام كيان إسرائيل، ولم تتمكن الأجيال اللاحقة من العودة إلى ديارهم رغم مرور العقود.
اللاجئون الفلسطينيون يواجهون تحديات هائلة زادت وطأتها مع الحرب التي تشنها اسرائيل منذ 9 أشهر في قطاع غزة، بما في ذلك النقص الحاد في المياه النظيفة والخدمات الصحية، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر. في قطاع غزة، تكثفت الأزمات بفعل الحروب المتكررة والحصار الاقتصادي، مما أدى إلى دمار شامل للبنى التحتية وزيادة في حالات الإعاقة والفقر.
وعلى الرغم من التحديات، يواصل اللاجئون الفلسطينيون معركتهم من أجل البقاء والكرامة، مع الأمل في يوم عودتهم إلى ديارهم واستعادة حقوقهم المشروعة. اليوم العالمي للاجئين يعتبر فرصة للتأمل والتضامن مع هؤلاء الأشخاص، وللمطالبة بضرورة حماية حقوق اللاجئين والعمل على إيجاد حلول دائمة لقضية اللاجئين الفلسطينيين وكافة اللاجئين حول العالم.
6 ملايين لاجئي فلسطيني
وفي يومهم العالمي، يختبر اللاجئون الفلسطينيون مرة أخرى حدود قدرتهم على التحمل والصمود في وجه الأزمات المتتالية التي تعصف بحياتهم . بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة وفي الشتات أكثر من 6 ملايين شخص، لا يزالون يعانون من حالة النزوح التي بدأت منذ نكبة عام 1948.
تاريخيا، أدى تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني خلال إقامة "دولة" إسرائيل على أراضي فلسطينية إلى تشكيل هذه الجماعة الضخمة من اللاجئين، الذين يعيشون اليوم في ظروف معيشية قاسية ومحدودة. حيث يواجهون نقصًا في المستلزمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية، ويتعرضون باستمرار لخطر فقدان حقوقهم وكرامتهم.في الضفة الغربية وقطاع غزة، يشكل اللاجئون نسبة 42% من السكان، مما يبرز حجم الإحصاءات التي تشير إلى التهجير الجماعي الذي ألحق بالفلسطينيين عبر السنين. ومع استمرار النزاعات والعدوان، تزداد الحالة الإنسانية في هذه المناطق تعقيدًا، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية.
ويشهد الوضع الإنساني في قطاع غزة تدهورا خطيرا بسبب الحرب الدائرة منذ أشهر. وكما أعلنت وكالة "الأونروا"، فإن نسبة 67% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في القطاع تضررت أو دمرت بشكل كبير. هذا التدمير يعزز من الأزمات الإنسانية المتعددة، مثل نقص المياه النظيفة وانتشار الأمراض المعدية نتيجة لنقص النظافة وسوء الظروف الصحية.الحرب أيضا تركت آثارا كارثية على السكان، مع حوالي 123 ألف شهيد وجريح، وآلاف الأشخاص المفقودين، بالإضافة إلى نقص حاد في المستلزمات الإنسانية والغذائية، ممّا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية إلى حدود المجاعة، خاصة في مناطق شمال القطاع.
الجهود الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر المحكمة الدولية، لم تتمكن حتى الآن من وقف هذه الحرب الدموية التي تستمر برغم كل التحذيرات والمطالبات بالتوقف الفوري للقتال.
في قطاع غزة بالذات، تعرّضت البنية التحتية الحيوية، مثل مرافق المياه والصرف الصحي، إلى دمار جسيم جراء الحروب المتكررة، مما أدّى إلى تفاقم الأزمات الصحية والبيئية. وبالرغم من التحذيرات الدولية المتكررة والدعوات إلى وقف العنف، يستمرّ الصراع دون أي موجب للأمل في السلام الدائم.
أرقام وحقائق صعبة عالميا
وفي اليوم العالمي للاجئين وطالبي اللجوء الموافق لـ20 جوان من كل عام ، نجد أن الأرقام والحقائق تعكس الواقع الصعب الذي يواجهه الملايين من الأشخاص حول العالم، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد المهجرين واللاجئين بلغ 117 مليون شخص بحلول نهاية عام 2023، وهو رقم يعكس الأزمة الإنسانية الكبيرة التي تستمر في التفاقم.
من بين هذا العدد، يتصدر النازحون داخليا، حيث بلغ عددهم حوالي 68.3 مليون شخص، وهم الذين أُجبروا على ترك منازلهم ومجتمعاتهم داخل حدود بلدانهم الأصلية نتيجة للنزاعات والعنف. هذا يعني أنهم يشكلون أكبر جزء من اللاجئين بشكل عام، ويعانون من ظروف صعبة داخل بلدانهم تتطلب استجابة دولية فورية وفعالة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
الأمم المتحدة تشير أيضا إلى أن أكثر من النصف من النازحين الداخليين يتواجدون في إفريقيا والشرق الأوسط، مما يبرز تحديات إدارة الأزمات وتوفير الإغاثة في مناطق مستقرة على المدى الطويل. على سبيل المثال، السودان يعد بين الدول الأكثر تضرراً، حيث يعيش حوالي 14% من النازحين الداخليين في العالم داخل حدوده.من جهة أخرى، تبرز بعض البلدان كوجهات رئيسية للنازحين الدوليين، مثل سوريا التي تعاني من صراع دائم، مما يجبر الكثيرين على البحث عن مأوى خارج حدودها. كما تستضيف بعض الدول الأخرى مثل لبنان والأردن وتركيا عدداً كبيراً من اللاجئين، حيث تتحمل هذه الدول أعباء كبيرة نتيجة لتدفقات اللاجئين والنازحين.
في النهاية، يستدعي يوم اللاجئ العالمي منا جميعا وفق محللين وخبراء التفكير في أوضاع هؤلاء الأشخاص الضعفاء والعمل على تقديم الدعم اللازم لهم، سواء من خلال المساعدات الإنسانية، الدعم السياسي، أو التعاون الدولي لحل النزاعات والأزمات التي تجبرهم على الفرار من ديارهم.
67 بالمائة من البنية التحتية بغزة مدمرة
ميدانيا أعلنت وكالة "الأونروا" أن قرابة 67 بالمائة من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في قطاع غزة مدمرة أو متضررة جراء نحو 9 أشهر من الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، على منصة إكس، الأربعاء، إنه "على مدى الأشهر الثمانية الماضية في قطاع غزة، تم تدمير أو تضرر ما يقرب من 67 بالمائة من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية".وأضافت: "في ظل استمرار انتشار الأمراض المعدية وارتفاع درجات الحرارة، يهدد نقص النظافة وعدم توفر المياه الكافية صحة الناس في جميع أنحاء غزة".
روسيا وفيتنام تؤكدان دعمهما لإقامة دولة فلسطينية
في الأثناء قال البيان الروسي الفيتنامي المشترك حول تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في سياق الذكرى الثلاثين للمعاهدة الروسية الفيتنامية بشأن أساسيات العلاقات الودية، امس الخميس، إن روسيا وفيتنام تعارضان التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط.
وجاء في البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للكرملين: "يتفق الطرفان في رغبتهما في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ومعارضة التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والتعبير عن التزامهما بتسوية شاملة وعادلة وطويلة الأجل للقضية الفلسطينية على أساس سلمي وقانوني دولي معروف، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأكدت روسيا الاتحادية وجمهورية فيتنام الاشتراكية في بيان مشترك، اليوم الخميس، أن العلاقات بين البلدين تهدف الى تعزيز الاستقرار والسلام العالميين، وأنها ليست خاضعة للظروف الجيوسياسية.ونشر الموقع الرسمي للكرملين نص البيان في سياق الذكرى الثلاثين للمعاهدة الروسية الفيتنامية بشأن أساسيات العلاقات الودية جاء فيه: "العلاقات الثنائية (الروسية الفيتنامية) لا تخضع للظروف الجيوسياسية وتهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي العالم".ووصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إلى القصر الرئاسي في هانوي، حيث أجرى محادثات مع رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، تو لام.
تصعيد على الحدود مع لبنان
من جهته قال الكاتب السوري خيام الزعبي لـ''المغرب'' أن الرهان على إضعاف المقاومة وإسقاطها قد شهد فشلا كبيرا ، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن إسرائيل ومن ورائها على عتبة النهايات .وتابع ''في السياق ذاته شهدت الأيام الأخيرة مواجهة علنية ومباشرة بين رجال المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، حيث وجهت المقاومة لطمة قوية لمغامرات إسرائيل الجنونية، إذ فقدَ الاحتلال توازنه وعقله، وتكبد خسائر فادحة، بشرياً، واقتصادياً، وسياسياً، وعسكرياً، وأجبر الاحتلال على إجلاء عشرات الآلاف من السكان''.
واضاف الزعبي ''في إنتصار جديد نشر حزب الله اللبناني مقطعاً مصوراً متضمناً مسحاً دقيقاً لمناطق حساسة بشمال إسرائيل، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، في هذا السياق أراد حزب الله أن يوصل عدة رسائل وأهمها، إنه على جهوزية كاملة لردع الإحتلال الصهيوني، وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها نصر الله لأعداء محور المقاومة وهي أن من يخطط بشر أو سوء لهذا المحور سوف يمحى من على وجه الأرض وأن الردع هو المعادلةُ السابقةُ والباقيةُ بوجهِ الكِيانِ الصهيوني وحلفائه'' وفق تعبيره
وأكد ''بالمقابل إن إندلاع المواجهة على ساحات لبنان، سوريا، غزة، ورفح، وبمساعدة من إيران والمقاومة الاسلامية العراقية وأنصار الله في اليمن بات العنوان الأبرز الذي يؤرق قادة الاحتلال الصهيوني، الذين عقدوا في الأسابيع الاخيرة مجموعة من المناقشات الأمنية تناولت حالة التصعيد المحتمل مع سوريا و حزب الله وإيران، وهذا القلق لم يستطيع وزير خارجية الاحتلال ، يسرائيل كاتس، إخفائه حيث نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن يسرائيل قوله: إن "الأخطار التي تواجه إسرائيل تتزايد"، مضيفا بأن "المهام ثقيلة والتحديات كبيرة''.
وقال الزعبي ''اليوم تتجه منطقتنا نحو نافذة النصر والحسم، لتبعث برسائلها المبشرة بالخير والسلام والأمان، لغزة التي صنعت من صلابتها وعزيمتها عنواناً بارزاً سيتحدث عنها التاريخ والأجيال على مر الزمن وهي تقاوم بما أتيح لها من قوة واستطاعت أن تصمد في وجه الكيان الصهيوني ، فإسرائيل يواجه هذه الأيام إنكساراً كبيراً هو الأشد منذ دخولها غزة في إشارة واضحة على تراجع قوتها، وعلى خطى هذا الإنكسار ستتمكن غزة من الالتحاق بركب النصر والتحرر، وهو ما يسعى لأجله رجال المقاومة خلال الأيام القليلة القادمة.وفي السياق، ترشح المعطيات أن تشهد الأيام المقبلة تطورات مثيرة بين حزب الله والكيان الصهيوني، التي يبدو أنها دخلت مساراً جديداً بعد تصريحات نصرالله عن أن المقاومة أعدت مخططاً دقيقا لشن هجوم عسكري محتمل على الكيان الصهيوني. في خطوة من شأنها إعادة ترتيب الأوراق من جديد في المنطقة. هذا مما دفع الإسرائيليين إلى العيش في حالة خوف ورعب وتوترٍ، كونهم يخشون من أن تؤدّي هذه العملية إلى حرب شاملة ومفتوحة تندلع مع حزب الله وسورية والمقاومة العراقية واليمنية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية '' على حد قوله .
وأكد الكاتب السوري ''لذلك ستنجلي الأيام القادمة عن تداعيات هامة وكبيرة لهذه الحرب أهمها انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد يفرضه محور المقاومة، فهناك شرق أوسط جديد سيظهر، لكنه ليس وفق رغبات تل أبيب، وإنما وفق توازن القوى الجديد، كل هذه التطورات المتوقعة تشكل مفصلا تاريخيا يؤثر بصورة كبيرة على كل المخططات والسياسات الإسرائيلية- الغربية في المنطقة، وستدخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تهدد بقاء إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في السيطرة على ثروات المنطقة، ولهذا فإن القوّة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراته الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع حزب الله، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع حزب الله سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل''.
إصابة 6 جنود إسرائيليين خلال 24 ساعة
ميدانيا أصيب 6 جنود إسرائيليين، بينهم 3 في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، حسب معطيات الجيش أمس الخميس.
ووفق المعطيات على موقع الجيش، وفق الأناضول، ارتفع عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي إلى 3 آلاف و866 مقارنة مع 3 آلاف و860 الأربعاء.ويعني هذا إصابة 6 جنود خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 3 أُصيبوا في المعارك البرية التي بدأت بغزة في 27 أكتوبر.ووفق المعطيات، ارتفع عدد الجنود الجرحى في المعارك البرية إلى ألف و950 مقارنة مع ألف و947 الأربعاء.ولم يحدد الجيش الإسرائيلي موقع إصابة الجنود الثلاثة المتبقين.
فيما قُتل 662 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب، بينهم 311 في المعارك البرية بغزة، حسب الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر لقتلاه وجرحاه.في المقابل، خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، أكثر من 124 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.