وسط انقسامات واستقالات تهزّ حكومة نتنياهو واشنطن تضغط لفرض الهدنة في مجلس الأمن ووزير خارجيتها يزور المنطقة

دعت واشنطن مجلس الأمن الى التصويت على مشروع قرار يدعو إسرائيل وحركة حماس إلى وقف إطلاق النار

فيما يستمر القصف الصهيوني مع تنفيذه عملية عسكرية واسعة في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة.يأتي ذلك فيما يزور وزير الخارجية الأمريكي بلينكن المنطقة لمواصلة الجهود من أجل إحلال هدنة، وسط شكوك حول فاعلية هذا المقترح في ضوء الانقسامات الإسرائيلية والاستقالات من حكومة الطوارئ .

وسيبدأ بلينكن جولته الجديدة بلقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن ينتقل إلى القدس للقاء نتانياهو. وتجري هذه المحادثات غداة استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية احتجاجا على عدم وضع إستراتيجية لفترة ما بعد الحرب في القطاع الفلسطيني.
وقبل وصوله شدد الطرفان المتحاربان من مواقفهما التي أحبطت في السابق كل محاولات إنهاء القتال في حين واصلت إسرائيل هجماتها في وسط وجنوب غزة، وهي من بين أكثر الهجمات دموية خلال هذه الحرب.ونقل بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله لعائلات إسرائيليين قتلوا في غزة "نحن ملتزمون بتحقيق النصر الكامل".
وأضاف "ما هو الخلاف الرئيسي؟ إنه يتمحور حول مطلب حماس... بأن نلتزم بوقف الحرب دون تحقيق أهدافنا المتمثلة في القضاء على حماس... أقولها بوضوح، لست مستعدا للقيام بذلك".

وقالت حماس من جانبها إنه يتعين على واشنطن أن تضغط على حليفتها إسرائيل لوقف القتال.وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج "نطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال لوقف الحرب على غزة، وحركة حماس مستعدة للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب".وقال مسؤولون فلسطينيون إن 40 جثة أخرى وصلت إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويُعتقد أن آلافا من الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض.
"مؤتمر إنساني" بالأردن
يستضيف الأردن مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، بتنظيم مشترك مع مصر والأمم المتحدة.وينعقد المؤتمر وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة يشهدها القطاع الفلسطيني؛ جراء حرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، رغم إدانات ودعوات إقليمية ودولية بإنهاء الحرب المدمرة.
وخلفت الحرب أكثر من 121 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
ويتهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق المعارضة، من إبرام اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، على أمل تحقيق مكاسب عبر الحرب، في محاولة للاستمرار في منصبه.ومع مواصلة الحرب، فإن الجانب الإنساني أولوية قصوى في المرحلة الراهنة، ولذلك فالوصول إلى "الالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة" هو أحد أهداف المؤتمر، حسب ما أعلنته عمّان.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.ووسط اتهامات دولية لإسرائيل باستخدام "التجويع" سلاحا في الحرب، تقول الأمم المتحدة إن المساعدة الإنسانية المحدودة للغاية التي يُسمح بإدخالها إلى غزة "لا تصل إلى السكان"، مؤكدة أن تل أبيب لا تفي بواجباتها القانونية.
استقالة غانتس وآيزنكوت من حكومة نتنياهو
في الأثناء، أعلن الوزيران في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مساء الأحد، انسحابهما من حكومة الطوارئ برئاسة بنيامين نتنياهو، مع دعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة "في أسرع وقت ممكن". واتهم غانتس وآيزنكوت، الشريكان في حزب "معسكر الدولة" (12 نائبا من أصل 120 بالكنيست)، نتنياهوباتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة.
كما اتهماه بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، ولاسيما القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى من القطاع.وقال غانتس، المرشح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة، خلال مؤتمر صحفي: "بقلب مثقل؛ أعلن رسميا انسحابي من حكومة الطوارئ". وأضاف: "نتنياهو يحول دون تحقيق نصر حقيقي. الاعتبارات السياسية في حكومة نتنياهو تعرقل القرارات الاستراتيجية في حرب غزة".وتابع غانتس، رئيس الأركان الأسبق "لا بد من تحديد موعد متفق عليه للانتخابات (مبكرة) في أسرع وقت ممكن".
ويتمسك نتنياهو بالاستمرار في منصبه، ويرفض دعوات متصاعدة منذ أشهر لإجراء انتخابات مبكرة؛ بزعم أن من شأنها "شلّ الدولة" وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى لفترة قد تصل إلى 8 أشهر.
ومتفقا مع غانتس، قال آيزنكوت، رئيس الأركان السابق: "شهدنا مؤخرا أن القرارات التي اتخذها نتنياهو ليست بالضرورة بدافع مصلحة البلاد".وانسحاب "معسكر الدولة" لا يعني تفكيك الحكومة، فحين انضم إليها كان نتنياهو مدعوما بالفعل من 64 نائبا، ما يخول لحكومته الاستمرار في السلطة طالما تحظى بثقة 61 نائبا على الأقل.
وانضم غانتس وآيزنكوت إلى حكومة نتنياهو إثر اندلاع الحرب على غزة، وباتت تُسمى حكومة الطوارئ، وعلى إثرها جرى تشكيل حكومة أو مجلس الحرب المصغر.وأمهل غانتس، في 19 ماي الماضي، نتنياهو حتى 8 جوان الجاري، لوضع إستراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، وإلا فإنه سيستقيل من الحكومة. وهو ما لم يحدث.
من شأن استقالة غانتس وآيزنكوت أن تزيد من تحشيد المعارضة ضد نتنياهو، ما يعني زيادة ضغوط المعارضة والشارع (احتجاجات أهالي الأسرى) عليه باتجاه إبرام اتفاق مع حماس.وفي الأشهر الماضية، دعت المعارضة الإسرائيلية، برئاسة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، غانتس وآيزنكوت إلى الانسحاب من الحكومة. وتريد المعارضة أن ينضم غانتس وآيزنكوت إلى صفوفها، في محاولة لإسقاط الحكومة، والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.
عملية إسرائيلية واسعة في مخيم الفارعة
قال مسؤول فلسطيني، أمس الاثنين، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية واسعة في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، مستخدما قوات خاصة معززة بجرافات.
والاثنين، أعادت قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحام المخيم بعد انسحابها منه بنحو ساعتين، وذلك ضمن اقتحامات ومداهمات واعتقالات يومية في مدن وبلدات بالضفة.وفي وقت سابق الاثنين، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بـ"استشهاد الطفل محمود إبراهيم نبريصي (15 عاما) وإصابة 5 مواطنين برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة".
ويسكن المخيم نحو 8 آلاف فلسطيني، وهو أحد أصغر المخيمات في الضفة الغربية.وفي محافظة طولكرم شمالي الضفة أيضا، أُعلن فجر الاثنين عن مقتل فلسطيني، وفق وكالة الأناضول.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة رغم قرار مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
تحذيرات من توقف محطة الأكسجين الوحيدة في غزة

في الاثناء حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الاثنين، من توقف محطة توليد الأكسجين الوحيدة في مدينة غزة خلال ساعات، جراء نفاد الوقود، ما يعرض حياة عشرات المرضى للموت المحتوم.
وقالت الوزارة في بيان: "خلال ساعات، محطة الأكسجين الوحيدة في محافظة غزة مهددة بالتوقف التام، ما يعرض حياة العشرات من المرضى والجرحى للموت المحتوم".كما حذرت من "تعرض الأدوية في الثلاجات إلى التلف لعدم إدخال السولار لتشغيل المولد المغذي لمحطة الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية".
ومنذ 7 ماي الماضي، سيطرت إسرائيل على معبر رفح البري جنوبي القطاع رغم التحذيرات الدولية من تداعيات ذلك، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء شح الوقود والمستلزمات الطبية والمساعدات.كما أخرج الجيش الإسرائيلي معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بعد اقتحامها وتدمير أجزاء واسعة منها، ما دفع بوزارة الصحة إلى إطلاق عدة نداءات استغاثة، لإنقاذ المنظومة الطبية التي باتت عاجزة عن استيعات الكم الهائل من جرحى القصف الإسرائيلي المكثف.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115