ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية في يومها الـ201 إلى 34 ألفا و183 شهيدا، و77 ألفا و143 مصابا.في وقت يصعد فيه الإحتلال قصفه العنيف على مناطق متفرقة بقطاع غزة رغم ماتواجهه حكومة نتنياهو من انتقادات داخلية متفاقمة واتهامات بالإخفاق في تحقيق أهداف الحرب على غزة واستقالات متتالية أربكت حسابات الحكومة المتطرفة التي تسعى بيأس إلى كسر شوكة المقاومة الصامدة منذ أكتوبر المنقضي. ويرى مراقبون أن مرور 201 يوم من الحرب وعدم قدرة تل أبيب على إعادة أسراها من القطاع ، يشكل ضربة كبرى وفشل ذريع للإحتلال، في وقت يعيش العالم حالة ترقب في رفح، بعد تهديدات صهيونية مستمرة باجتياح المدينة التي تضم أكثر من مليون نازح وهو ماخلف مخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية .
وتواصل إسرائيل حرب الإبادة التي تشنها على غزة رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وأفادت تقارير بأن المدفعية الإسرائيلية تقصف منذ فجر بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا وشرقي بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة بشكل عنيف، ما أسفر عن حركة نزوح كبيرة من هذه المناطق إلى مخيم جباليا (شمال).
وذكرت نفس التقارير أن القصف المدفعي استهدف شارع "الشيماء" في بلدة بيت لاهيا، ومناطق بمحيط مركز لإيواء النازحين في بلدة بيت حانون، إضافة لأراض زراعية ومنازل شرق جباليا.
ووفق مصادر طبية، فإن عددا من النازحين بينهم أطفال ونساء أصيبوا بجراح جراء إطلاق طائرات مسيرة إسرائيلية النار تجاههم خلال تواجدهم في مركز للإيواء بمنطقة شارع "زمو" في بيت حانون.
كما أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقة صاروخية من مناطق شمال القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وفق الأناضول.
ومساء الاثنين، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيانات متتالية أن مقاتليها في بيت حانون "تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي" و"استهداف جرافة عسكرية للاحتلال من نوع D9 بقذيفة الياسين 105" و"دك تجمعً لقوات الاحتلال المتوغلة بقذائف الهاون".
وتعد منطقة بيت حانون التي تتصاعد فيها الاشتباكات بصورة خاصة خلال الساعات الأخيرة، أول مناطق تغول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، عندما بدأ حربه على القطاع قبل نحو 7 أشهر.
مخططات للتهجير
في هذا السياق يواصل الاحتلال استعداداته لغزو رفح وتهجير ساكنيها، إذ قالت إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي إن تل أبيب تستعد لتوسيع “المنطقة الإنسانية” في غزة لتمتد من المواصي جنوباً وعلى امتداد الشريط الساحلي حتى مشارف النصيرات وسط القطاع، تمهيدا لاجتياح رفح. وذكرت أنها علمت أن “إسرائيل تستعد لتوسيع “المنطقة الإنسانية” في قطاع غزة بصورة ملموسة تمهيداً للدخول البري إلى رفح”.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية بأن المنطقة “ستتمكن من استيعاب نحو مليون نازح”.وقبل يومين قال متحدث الجيش دانييل هاغاري في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، إن قرار اجتياح رفح قد اتُخذ..
وقالت إذاعة جيشالاحتلال الإسرائيلي إن تل أبيب تستعد لتوسيع "المنطقة الإنسانية" بغزة لتمتد من منطقة المواصي جنوبًا وعلى امتداد الشريط الساحلي حتى مشارف النصيرات وسط القطاع، تمهيدا لاجتياح رفح.
حصيلة كارثية وعجز دولي
وأظهرت الإحصائيات مقتل 485 من الطواقم الطبية، و66 من طواقم الدفاع المدني، و140 صحفيا، و224 من عمال الإغاثة، بينهم 30 على الأقل قتلوا أثناء أداء واجبهم الإغاثي.
وتزايد أعداد المفقودين، حيث وصل عدد البلاغات التي تسلمتها الجهات الرسمية 7 آلاف بلاغ عن مفقودين سواء تحت أنقاض المنازل المدمرة أو في مناطق أخرى، وفق إحصاءات الإعلام الحكومي التي نشرتها الاناضول.
بينما بلغ عدد الأطفال الذين يعيشون دون والديهم أو بدون أحد الوالدين بفعل الحرب الإسرائيلية 17 ألف طفل.
وتظهر الأرقام والاحصائيات أن 60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، بينما 350 ألف شخص مصاب بأمراض مزمنة بسبب عدم إدخال الأدوية، في وقت تم سجلت فيه أكثر من مليون حالة مرضية مصابة بأمراض معدية بينها 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح والاكتظاظ في مراكز الإيواء.
كوارث وظروف صعبة
ويعاني 2 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون في قطاع غزة من ظروف معيشية وصحية صعبة كارثية للغاية بسبب النزوح في مراكز الإيواء أو في مخيمات اللجوء أو لدى أقاربهم، حسب تقارير حقوقية وأممية.
وانعدمت مقومات الحياة والصحة في ظل ارتفاع أعداد النازحين ومواصلة إسرائيل قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والدواء منذ بداية الحرب المدمرة، ما أدى إلى تفاقم ظروف النازحين بشكل متسارع خاصة في شمال القطاع الذي يعاني من مجاعة حقيقية، أدت إلى وفاة 30 طفلاً جوعا.
ورغم افتتاح عدد محدود من المخابز بمدينة غزة ومحافظة شمال القطاع وإدخال بعض شاحنات المساعدات بكميات محدودة، إلا أن معاناة المواطنين والنازحين لا تزال قائمة في ظل شح الوقود وغاز الطهي والمياه الصالحة للشرب.
وفي 20 أفريل الجاري أعلن برنامج الأغذية العالمي وصول 392 شاحنة محملة بالأغذية فقط منذ بداية الشهر، مبينا أن العدد هو "نفس المعدل تقريبا في مارس، ولكنه نصف العدد مقارنة بشهر جانفي"، نافياً بذلك روايات إسرائيلية بإدخال تحسينات على آلية إدخال المساعدات.
وتواجه مدينة غزة أزمة إنسانية تتمثل في توقف جميع آبار المياه بشكل كلي منذ أسبوعين، بسبب نفاد كميات الوقود الشحيحة التي توفرت للبلدية خلال الفترة الماضية، مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب والاستهلاك على المياه، بحسب الإعلام الحكومي.
وأشار الإعلام الحكومي، إلى اعتماد الفلسطينيين في غزة والشمال منذ 7 شهور على الوسائل البدائية البديلة لإشعال النار من الحطب والفحم ومخلفات ركام المباني، ما يتسبب بإصابة المئات بأمراض الجهاز التنفسي بفعل استخدام مواد بلاستيكية وكيماوية في إيقاد النيران، والتي تنبعث منها غازات سامة.
مساحات شاسعة من الدمار
تحول قطاع غزة المكتظ بالسكان إلى مساحات شاسعة من ركام المباني بفعل التدمير الإسرائيلي العنيف والواسع بمختلف المحافظات، ولا سيما في غزة وخان يونس ومخيم النصيرات وشمال القطاع.
وأظهر تحليل الأقمار الصناعية الذي أجراه باحثون في مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك وجامعة أوريغون، أن أكثر من 56 بالمئة من المباني تضررت أو دمرت في غزة حتى 2 أفريل.
وما تزال التقارير تشير إلى استمرار القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى دمار هائل للمنازل والمباني وغيرها من البنية التحتية المدنية.
وقد بلغت الأضرار المبلغ عنها أكثر من 60 بالمئة من المباني السكنية وأكثر من 80 بالمئة من المنشآت التجارية، وفق لبيانات حكومية فلسطينية.
وأفاد الإعلام الحكومي أن الجيش الإسرائيلي ألقى 75 ألف طن من المتفجرات على القطاع، ما تسبب بهذا الحجم الهائل من الدمار الذي دفع مسؤولين أمميين إلى وصف القطاع على أنه غير "صالح للسكن"، ووصفوا الوضع بأنه "كارثي بكل ما للكلمة من معنى".
ووثق المكتب الإعلامي الحكومي تعرض 86 ألف وحدة سكنية للهدم الكلي و309 ألف وحدة بشكل جزئي لكنها غير صالحة للسكن.
وأوضح المكتب أن الحرب دمرت 178 مقراً حكوميًا و103 مؤسسات تعليمية بشكل كلي و309 بشكل جزئي، و237 مسجدًا بشكل كلي و313 بشكل جزئي، و3 كنائس.
وأخرج جيش الاحتلال الإسرائيلي 32 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة وتعمد استهداف 159 مؤسسة صحية، و126 سيارة إسعاف، فضلاً عن تدمير 206 مواقع أثرية وتراثية.