فرنسا ترفع "حالة اليقظة ضد الهجمات الإرهابية" إلى أعلى مستوى بعد الهجوم على موسكو...استعدادات لحماية البلاد في انتظار الألعاب الأولمبية

قررت السلطات الفرنسية الترفيع في "حالة اليقظة" ("فيجي بيرات")

إلى أعلى مستوى على إثر الهجوم الإرهابي ضد موسكو الذي خلف 137 قتيلا على الأقل. جاء القرار بعد اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة إيمانويل ماكرون ليلة يوم الأحد 24 مارس بسبب "تبني تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان" العملية. وأوضح الوزير الأول غابريال أتال أنه "توجد تهديدات" ضد فرنسا.

وكان وجه التشابه مع مجزرة "البتكلان" التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي في باريس عام 2015، والتي خلفت عشرات القتلى في الملهى الشهير، سبب رفع نسبة اليقظة إلى أعلى مستوى تحسبا لأي تحرك إرهابي محتمل. وأوضح الوزير الأول أنه في إطار دعم نظام "اليقظة ضد الهجمات الإرهابية" المتواصل منذ سنين بمشاركة 3000 جندي سوف يتم إضافة 4000 جندي لحماية المباني العمومية والمؤسسات والمدارس، والتجمعات والحفلات الدينية والثقافية. زمن بين آليات هذا البرنامج حث المواطنين عبر وسائل سمعية بصرية ومواقع الكترونية لليقظة والتبليغ على أي تحرك مشبوه مع السماح لأعوان اليقظة بالتثبت في الهويات وتفتيش الأمتعة في الأماكن العمومية الحساسة.

استهداف فرنسا منذ 7 أكتوبر 2023
وكانت العاصمة باريس قد شهدت هجوما إرهابيا في ديسمبر 2023 في منطقة برج إيفل الشهير على يد إرهابي فرنسي من أصل إيراني ذهب ضحيته شخصا وجرح اثنان آخران على خلفية موقف فرنسا الرسمي من الحرب التي أعلنها الكيان الصهيوني على غزة إثر عملية 7 أكتوبر. وقامت السلطات بإيقاف 5 طلبة بصفة وقتية في مدينة ستراسبورغ خشية من عملية إرهابية جديدة ضد "سوق نوال" مثل التي جدت عام 2018 والتي خلفت 5 قتلى و10 مجاريح.

وأوضح الرئيس ماكرون خلال زيارته لمقاطعة غويانا أن تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان كان قد استهدف في عدة مناسبات التراب الفرنسي مضيفا "اعتبارا لانتشار التنظيم ونواياه، ومن أجل أخذ كل الاحتياطات، وباعتبار قرائن قوية، قررنا رفع مستوى اليقظة". وكان المدعي العام ضد الإرهاب قد سبق وأعلن في نوفمبر 2022عن إيقاف شخصين الأول من جنسية روسية والثاني من طاجيكستان أثبتت البحوث في شأنهما أنهما ينتميان لتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان. وأعلنت وزارة الداخلية أنها قد أجهضت عمليتان ارهابيتان مؤخرا الأولى في 10 جانفي 2024 ضد "أهداف يهودية وملهى للمثليين والثانية ضد مبنى ديني مسيحي في 5 مارس الجاري. وحسب احصائيات وزارة الداخلية تم تسجيل 24 هجوما إرهابيا على التراب الفرنسي منذ 2015. في نفس الوقت تم اجهاض 74 عملية من بينها 45 منذ 2017 أي موعد تولي إيمانويل ماكرون السلطة، حسب تصريحات الوزير الأول الذي أكد أن "التهديد الإرهابي الإسلامي حقيقي وقوي ولم يظهر أية حالة ضعف".
تهديدات ضد المربين والمعاهد التربوية
ما تمت ملاحظته منذ مدة هو تغيير الهيكلة في صلب الحركات الإرهابية الإسلامية وخاصة ما قام به تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان الذي لم يعتمد في عملياته المسلحة الأخيرة التي قام بها في أفغانستان وإيران على جنود أفغان بل جند أشخاصا من الداخل. وهو ما لوحظ في عملية روسيا، ولكن كذلك في شمال ألمانيا في جوان 2023 وفي هولندا. منذ أسابيع سجلت المخابرات الفرنسية تحركات داخل التراب الفرنسي لمجموعات وأشخاص تابعة "لخلايا نائمة" ليست بالضرورة من أصل أفغاني، بل تم تجنيدها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
وهو ما حصل في عدة معاهد تربوية فرنسية حيث أحصت السلطات التربوية والأمنية الفرنسية استهداف 130 معهدا بعد مقتل الأستاذ دومينيك برنار في مدينة أزاس على يد تلميذ سابق في المعهد. وتراوحت التهديدات بين أعمال شغب وتهديد بالقتل نابع من أشخاص راديكاليين ضد التلاميذ والأساتذة والإداريين. وتمت قرصنة الموقع الإلكتروني القومي الذي تستخدمه وزارة التربية لتبادل المعلومات مع الطلبة والأهالي وذلك لبث البلبلة وتهديد المربين. من ذلك أن أجبر مدير معهد في ضواحي باريس إلى الاستقالة من جراء تعرضه إلى التهديد بالقتل بعد أن منع تلميذة من الدخول للمعهد بسبب ارتداءها زيا دينيا وذلك تماشيا مع قانون 2004 الذي يمنع ارتداء الثياب الديني في المعاهد.
وهو من أحد الأسباب التي جعلت الحكومة الفرنسي تستعجل رفع مستوى الحذر وتخصيص عدد من الجنود لحماية المعاهد التربوية خشية من تكرار ما حصل في مدينة أراس من اعتداء على المربين. السبب الثاني والجلي هو قرب موعد الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس والذي تعمل السلطات على تأمينه في ظروف استثنائية حيث قررت لجنة التحضير إقامة افتتاح الدورة في الفضاء العمومي على ضفاف نهر السان وفي محيط برج إيفل. وهو فضاء يصعب فيه ـامين الأمن بسبب اتساع رقعته. وبالرغم من النداءات المطالبة بتجهيز خطة بديلة فإن وزير الداخلية جيرالد درمانان أكد أن الأجهزة الأمنية الفرنسية جاهزة وأنها قادرة على بسط الأمن في كل المنطقة باعتبار القدرات العالية لأجهزة الأمن وخبرتها في إدارة مثل هذه التظاهرات. وتبقى الأسئلة قائمة في صورة حدوث عملية إرهابية قبل موعد افتتاح الألعاب يوم 26 جويلية القادم خاصة أن كل العمليات الإرهابية جدت في العالم بالرغم من كل الوسائل والمخططات الوقائية من قبل أجهزة الأمن.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115